حامعت أبو بكر بلقايد جلمسان- جحدياث الهجرة حلوب - شمال لجلت امللاقشت :

Transcript

1 الجمهوريت الجسائريت الديمقراطيت الشعبيت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي حامعت أبو بكر بلقايد جلمسان- كليت العلوم إلاقتصاديت التجاريت و التسيير أطروحت لليل شهادة دكتوراه جخصص علوم اقتصاديت جحدياث الهجرة حلوب - شمال اثر التحويالر املاليراللمملاثوير علر الالتملار الج اثري لجلت امللاقشت : إعداد الطالب: بلميمون عبد اللور حامعت جلمسان أستاذ التعليم العالي ألاستاذ الدكتور كرزابي عبد اللطيف حامعت جلمسان أستاذ التعليم العالي ألاستاذ الدكتور بوهلت علي حامعت جلمسان أستاذ التعليم العالي ألاستاذ الدكتور بوثلجت عبد اللاصر حامعت سعيدة أستاذ محاضر الدكتور بلعربي عبد القادر حامعت معسكر أستاذ محاضر الدكتور مختاري فيصل حامعت بشار أستاذ محاضر الدكتور فراجي بلحاج السلت الجامعيت :

2 خطة البحث الفصل الاول: إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة املبحث ألاول:مفهوم الهجرة أنواعها و محدداتها املبحث الثاني :أثار ظاهرة الهجرة على الدول ألاصلية و املستقبلة املبحث الثالث: هجرة ألادمغة الفصل الثاني: إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية املبحث ألاول: النظريات املفسرة ملحددات ظاهرة الهجرة الدولية املبحث الثاني:النظريات املفسرة ألثار ظاهرة الهجرة الدولية املبحث الثالث: النظريات الجد دة لالستدراك الاقتصادي الفصل الثالث: التحويالت املالية للمهاجرين املبحث ألاول: مفهوم و محددات التحويالت املالية للمهاجرين املبحث الثاني: قنوات املعتمدة في ثحويالت املالية من طرف املهاجرين املبحث الثالث: أثار التحويالت املالية للمهاجرين. الفصل الرابع: دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر املبحث ألاول: الدراسات السابقة املبحث الثاني :دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على النمو الاقتصادي املبحث الثالث: إ جاد العالقة بين خصائص املهاجر العائد و الاستثمار في الجزائر

3 املقدمة العامة يشيد العالم اليوم تغي ار واضحا في خريطتو االقتصادية نتيجة لظاىرة العولمة حيث ان ىذه الظاىر ة لم تأخذ شكميا النيائي و ال ت ازل في بدايتيا لتضارب مصالح الدول و تنافسيا عمى المستوى الدولي من جية و عدم اتفاقيا عمى وضع آلية تسير العالقة االقتصادية الدولية من جية أخرى و تعتبر ظاىرة العولمة ظاىرة مستمرة ذات اتجاىين متعاكسين حيث يتمثل االتجاه األول في تأثير االقتصاد الدولي عمى السياسات االقتصادية المحمية من خالل دفع ىذا األخير إلى تحرر و رفع جميع القيود أما االتجاه الثاني يكون من السياسات االقتصادية المحمية إلى نظام االقتصاد العالمي من خالل قواعد الحماية و إيقاف نزيف عوامل اإلنتاج. و تظير مالم ح ظاىرة العولمة من خالل الدول الصناعية المتقدمة في شمال الكرة األرضية و التي تعرف أزمة مالية واقتصادية عنيفة أثرت عمى توازنيا في جميع قطعتاىا الحساسة من اقتصادية سياسية و اجتماعية حيث أصبحت ىذه االزمة تيدد ليس فقط استق ارر الدول المتقدمة وانما أسس النظام ال أرسمالي بأكممو. واذا كانت ىذه األزمة قد بدأت من اقتصاد الواليات المتحدة األمريكية فإنو سرعان ما انتقمت لتبمغ الدول المتقدمة األخرى مثل أوروبا التي عرفت انييا ارت لعديد من اقتصاديات الدول داخل االتحاد ثم بعد ذلك انتقمت إلى باقي أرجاء الكرة األرضية بما فييا دول النامية و سرعة انتقاليا كان مرىون بتطور آليات االتصال المالي. ويطرح ىذا األمر تساؤالت عدة حول طبيعة العالقات االقتصادية الدولية والقوانين التي تخضع ليا في عالم يشيد حركة ديناميكية لوسائل اإلنتاج من رؤو س األموال مواد األولية و اليد العاممة المؤىمة و الغير مؤىمة. إذا كانت لظاىرة العولمة االقتصادية أبعاد رئيسية متعددة ومت اربطة متمثمتا في كل من البعد االقتصادي البعد السياسي البعد االجتماعي البع د الثقافي... فإن الذي ييمنا ىنا ىو الجانب االقتصادي في ىذه الظاىرة وفي حقيقة األمر فإن الذي ييمنا بالدرجة األولى في العولمة االقتصادية في ىذه المذكرة ىي تمك اآلثار والنتائج التي تفرزىا وخاصة السمبية منيا فيما يخص الدول النامية. إن من 1

4 املقدمة العامة مظاىر العولمة االقتصادية زيادة االعتماد المتبادل بين الدول واالقتصاديا ت الدولية من خالل عولمة عمميات اإلنتاج حركة اليد العاممة والتسويق لكثير من الصناعات الحديثة ونمو حجم التجارة الدولية وتنويعيا وانتقال رؤؤس األموال عبر الحدود وزيادة عدد ونشاط الشركات المتعددة الجنسيات. إن حقيقة زيادة الصاد ارت وتقميل الواردات تسيطر عمى المخططات التجارية الدولية بشكل عام بالنسبة لجميع الدول ولمدول النامية بشكل خاص وبما ان الدول المتقدمة تعتبر ذات طابع تجاري مزدىر استنادا عمى سياساتيا التجارية القوية مع الخارج وانطالقا من قاعدة اقتصادية متينة أساسيا توفر أرس المال البشري والمالي والموارد الطبيعية المستغمة بشكل أمثل بسبب التقدم التقني باإلضافة إلى تعدد الكفاءات واأليدي الماىرة حيث شيد قرن الثمانينات تغي ارت عديدة في النواحي االقتصادية وتمثمت ىذه التغي ارت في زيادة معدالت النمو االقتصادي في الدول الصناعية و ازد معدل التبادل التجاري لدول العالم الثالث والدول الصناعية وانخفض سعر البترول وقد انعكس ىذا التقدم عمى اقتصاد بعض دول العالم الثالث فارتفعت بذلك معدالت البطالة وقمة قدرة الدولة عمى توفير الخدمات العامة وانخفضت مي ازنياتيا وارتفعت ديونيا الخاصة ما نتج عنو ازدياد معدل المياجرين من الريف لممدن فازداد بذلك عدد السكان المناطق الحضرية وقمة فرص العمل فييا الن المياجرين اغمبيم غير مؤىمين لمعمل في المدينة ىذه الظاىرة تولد عنيا ظاىرة أخرى اشمل من اليجرة داخل حدود الوطن و متمثمة في اليجرة الدولية حيث يياجر أف ارد الدول النامية لعدة أسباب تكون دافعة وتشمل ىذه األسباب عوامل الحروب الن ازعات الكوارث الطبيعية االضطياد الفقر والبطالة ىذا من جية و من جية أخرى و نتيجة الوضع االجتماعي و االقتصادي الممتاز في الدول المتقدمة ظيرت عوامل جالبة لألف ارد المجتمعات األخرى ومن أىم عوامل الجمب نجد أن العامل الرئيسي ىو اقتصادي و يشمل الحاجة إلى العمال المياجرين في الدول المتقدمة حيث سجمت أرقام البنك الدولي فيما يخص اليجرة الداخمية عن انتقال ما يقارب 700 2

5 املقدمة العامة مميون شخص داخل أوطانيم أما فيما يخص اليجرة الخارجية فكان عدد المياجرين يفوق 230 مميون شخص في سنة نجد أن أغمبية حركة المياجرين العابرين لمحدود تكون بشكل غير قانوني نتيجة لعدم وجود قنوات لميجرة الشرعية ال سيما بالنسبة لمعمال ذوي الميا ارت المتدنية رغم وجود حاجة ليؤالء في أسواق العمل لدول المستقبمة و التي تكون عادة الدول المتقدمة. وينظر العديد من الناس إلى اليجرة باعتبارىا السبيل الوحيد لتحسين وضعيم االجتماعي واالقتصادي وال يرون أحيانا خيا ار آخر سوى اليجرة و القيام باألعمال "أسفل اليرم الميني" التي ال يقوم بيا سكان األصميون لمدولة وذلك مقابل أجور متدنية. عمى ىذا أصبحت ظاىرة اليجرة الخارجية محل اىتمام االكاديميين من خالل محاولة معرفة محددتيا حيث تسمم النظريات الكالسيكية والنيوكالسيكية لميجرة بان السكان ينتقمون أساسا من المناطق التي يت ازيد فييا العرض من العمال وينخفض فييا مستوى إلى األجر المناطق التي يت ازيد فييا الطمب عمى العمال ويرتفع فييا مستوى األجر. عمى أن استم ارر تيار اليجرة سوف يؤدى إلى انخفاض ضغوط البطالة في الدول األصمية ومن ثم ميل مستويات األجور إلى االرتفاع. كذلك نجد أن ازدياد العرض من العمل في الدول المستقبمة سوف يؤدى إلى ميل مستويات إلى األجور االنخفاض وىكذا تتالشى الفروق فى مستويات متوسط دخل الفرد بين كل من الدول المرسمة والمستقبمة فيتوقف تيار اليجرة. إن استفادة الدول المستقبمة من اليجرة تشمل عدة عناصر. من ذلك قدرة أصحاب العمل عمى تشغيل العمال لوقت أطول وميل األجور نحو االنخفاض والزيادة في إنتاجية العمل من خالل مزج األساليب ة التكنولوجي الحديثة مع العمل. كذلك من الممكن أن يحصل أصحاب األعمال عمى أرباح إضافية من خالل تخفيض كمية أرس المال الثابت المستثمر في عممية اإلنتاج مثمما ىو الحال في اإلنتاج أساليب استخدام الكثيفة العمل. فمما الشك فيو أن درجة كثافة أرس المال في العممية اإلنتاجية 3

6 املقدمة العامة لمدول المستقبمة لميجرة سوف تكون أكبر في حالة غياب اليجرة. وعمى ذلك فان اليجرة إلى الدول المستقبمة تقمل من الحاجة إلى االستثمار ال أرسمالي. أما فيما يتعمق بظروف العمل لممياجرين فعادة ما يعمل ىؤالء المياجرين في قطاعات مثل البناء والخدمات والز ارعة وفى الصناعات ذات القدرة التنافسية المنخفضة. ويكثر استخدام العمال المياجرين في القطاعات التي تخضع لظاىرة الموسمي ةة Seasonality عمى سبيل المثال فان صناعة البناء من الصناعات التي ترتبط بالدو ارت االقتصادية. ففي أوروبا فى الستينيات اعتمدت صناعة في المممكة البناء المتحدة عمى أعداد كبيرة من العمال االيرلنديين. وفى ألمانيا اعتمدت صناعة البناء عمى عمال من.) يوغوسالفيا ( السابقة وفى سويس ار تم االعتماد عمى عمال البناء االيطاليين وكذلك اعتمدت صناعة البناء في فرنسا عمى عمال البناء االسبانيين والبرتغاليين وعمال البناء من شمال أفريقيا. كذلك من الناحية التاريخية يتم توظيف العمال األجانب في عمميات جني المحاصيل ثم يعودون إلى بالدىم فور انتياء عمميات الجني. عمى سبيل المثال اعتمدت الز ارعة في كاليفورنيا عمى العمال الصينيين والينود والفمبنيين وحديثا عمى العمال المكسيكيين لتعويض النقص فى عمال الز ارعة نجد نفس الظاىرة في اسبانيا التي تستخدم العمالة المغربية بتكاليف تنافسية. المنسوجات والمالبس فى بداية ىذا القرن عمى العمال المياجرين من ناحية أخرى فقد اعتمدت صناعة في كثير من الحاالت عمى العمال المياجرين من أوروبا. وبصفة عامة نجد أنو في كثير من الحاالت عادة ما يكون العمال المياجرين تحت ظروف تجعميم يقبمون أعماال يرفضيا العمال المحميين. كما أن العمال المياجرين في الصناعات كثيفة االستخدام لعنصر العمل وفى قطاعات اإلنتاج ذات القدرة التنافسية األقل يساعدون عمى زيادة مستوى اإلنتاج دون الحاجة إلى استثمار في عمميات األرباح تحديث التكنولوجيا اإلنتاجية. مثال ذلك صناعات البناء والفنادق والمطاعم والخدمات األخرى. 4

7 املقدمة العامة عمى أن المنافع عمى البمد المستقبل ال تقتصر فقط عمى التحميل االقتصادي لمنفعة المشروعات بل أيضا تمتد لتشمل المنافع عمى مستوى الكمية لممجتمع الناتجة عن اليجرة. ومن ىذ ين المنافع انخفاض التكاليف االجتماعية لإلنتاج. وتنصرف التكاليف االجتماعية لإلنتاج إلى االستثما ارت الفردية والعامة في مجاالت التعميم والصحة واإلسكان وغيرىا من نفقات الرفاىية الالزمة لعممية اإلنتاج. ومثل ىذه النفقات تنخفض بصورة كبيرة جدا من خالل استخدام العمال المياجرين. فبصفة عامة نجد أن العمال المياجرين عادة ما يكون صغار فى السن وال يصحبون عائالتيم معيم أو غير متزوجين أصال ومن ثم فان ) ( تكاليف تدريب وتعميم ىؤالء العمال عادة ما تكون صغيرة جدا إذ أنيا من الناحية الفعمية تمت من خالل الدول المصدرة وىو ما يعنى من الناحية الواقعية أن دول األصل ال ترسل فقط عماليا المدربين بتكاليف أقل ولكنيا أيضا ترسل مع ىؤالء العمال أرسمال اجتماعي متمثل في ما يحممو ىؤالء العمال من ميا ارت وتعميم وتدريب. ومما الشك فيو أن ىذه العوائد تعد مرتفعة خصوصا كمما ارتفع مستوى المياجر التعميمي أو التكويني وىى أيضا تكاليف ترتفع بمرور الوقت. عمى سبيل المثال في د ارسة لو ازرة الز ارعة األمريكية قدرت أن تكاليف تنشئة طفل ولد عام 1960 حتى سن الثامنة عشر سنة تصل إلى ألف دوال ار. 34 بينما تصل تكمفة تنشئة نفس الطفل المولود عام إلى 165 ألف دوال ار ىذا ما ولد سياسة اختيار 1979 المياجرين من اجل الحد من ىذه التكاليف. والشك إذا ارتفعت مستويات التعميم والتدريب فان ذلك سيعنى تضاعف ىذه النفقات و التي تعتمد عمى السنوات التي يقضييا الفرد في التعميم والتدريب. وفى د ارسة لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECD قدرت تدفق أرس المال االجتماعي المجسد في العمال بحوالي أوروبا إلى المياجرين 50 مميون دوال ار سنويا وذلك في بداية السبعينيات من ىذا القرن. وىو ما يعنى أن نزيف الميا ارت المرتبط باليجرة يصاحبو أيضا نزيف ل أرس المال من الدول إلى الدول األصمية المستقبمة. 5

8 املقدمة العامة وتعتمد تكاليف اليجرة الخارجية عمى نوعية المياجرين إلى الخارج فالبد وأن نفرق أساسا بين ىجرة المؤىمة من العمال وىجرة قميمة التأىيل. إذ أن ىجرة الم ؤىمة تعني فقدان دولة األصل ألحد مواردىا النادرة وىو أرس المال البشري. ولذلك يطمق عمى ىجرة العمال الم ؤىمين والمتعممين ىجرة األدمغة أما الخسارة الرئيسية ليجرة أرس المال البشري الم ؤىل تتحدد أوال: إن عممية تعميم."Brain Drain" وتدريب ىؤالء المياجرين أخذت وقتا طويال وقد ار ىائال من اإلنفاق التعميمي المدعم بواسطة الدولة األصل ومن ثم تصبح ىجرتيم إلى الخارج عممية مكمفة. وبيجرة ىؤالء إلى الخارج تخسر الدولة األصمية الخدمات التي يؤذونيا أو النقص في اإلنتاج الناجم عن ىجرتيم فضال عن ذلك فان عممية إحالل ىؤالء المياجرين بأف ارد جدد ستكون أيضا مكمفة. 6

9 املقدمة العامة وبيذا الشكل تؤدي اليجرة إلى سوء في توزيع الدخل بين دول المستقبمة و الدول المصدر لصالح دول الميجر. لذلك اقترح االقتصادي Bhagwati بفرض ضريبة عمى ىجرة األدمغة " تفرض عمى دول " المستقبمة وتحصل بواسطة حكومات المستقبمة الدول ثم يعاد توجيو ىذه الضريبة إلى الدول األم كنوع من التعويض عن خسارة الميا ارت الناجمة عن ىجرة أرس المال البشري. عمى العكس من ذلك فان ىجرة العمال غير الميرة أحد المكاسب لدول المصدر فأوال نجد أن ىذه النوعيات من العم ال تكون دائما في حالة فائض في دولة األصل ومن ثم ال تشعر الدولة األصل بخسارة ناجمة عن ىجرة ىؤالء العمال. عمى العكس من ذلك فان ىؤالء العمال عادة ما يقومون بتحويل جزء من أجورىم الى أسرىم التي تركوىا عند ىجرتيم في دولة األصل. كذلك فان ىناك احتمال أن يعود ىؤالء العمال بعد فترة وقد ارتفعت مستويات ميا ارتيم بسبب أي تدريب يكونون قد تمقوه في الخارج. إال أن ظاىرة اليجرة ليست سمبية عمى الدول األصمية بما يفترضو البعض بل ىناك أثار ايجابية شممت التحويالت المالية اليائمة التي يقوم بيا 2013 مرتفعة المياجرين إلى بمدانيم األصمية حيث بمغت ىذه األخيرة ما يعادل 414 مميار دوالر عام البمدان التي تمقت أكبر قدر من التحويالت الم سجمة رسميا في إحصائيات % 6.3 عن سنة 2012 و البنك الدولي تمثمت في اليند )71 مميار دوالر( والصين )60 مميار دوالر( والمكسيك )26 مميار دوالر( والفمبين )22 مميار دوالر ( فعمى واقع ىذه األرقام نالحظ أن التحويالت المالية لممياجرين تشكل عامال ميم في االقتصاد و مصد ار رئيسيا لمعممة الصعبة في العديد من الدول النامية حيث تحافظ عمى التوازنات المالية من خالل مي ازن مدفوعات ىذه الدول و تساىم في سياسات اإلنعاش االقتصادي التي تنتيجيا ىذه األخيرة.نجد كذلك أن الد ارسات الحديثة في ىذا المجال أثبتت أن زيادة في حجم التحويالت صاحبو انخفاض كبير في معدل الفقر )نسبة الفق ارء( في العديد من البمدان منخفضة الدخل ويشمل ذلك كال من أوغندا % 11 وبنغالديش %6 وغانا 5 %.وعالوة عمى ذلك فإن التحويالت عمى ما يبدو قد ساعدت األسر في الحفاظ عمى مستوياتيا من االستيالك أثناء الصدمات االقتصادية واألزمات التي 7

10 املقدمة العامة تتعرض ليا. وقد صاحب التحويالت كذلك ارتفاع في استثما ارت األسر مجال ية في خدمات التعميم والرعاية الصحية فضال عن ازدياد مشروعات العمل الحر. أصبحت بمدان شمال أفريقيا معب ار لميجرة خاصة الغير شرعية إلى أوروبا. إذ يقدر أن ما يت اروح من من المياجرين غير القانونيين يعبرون البحر المتوسط سنويا يأتي إلى منيم من منطقة أفريقيا جنوب الصح ارء و من شمال أفريقيا و من بمدان أخرى. و عمى واقع كل ما ذكرناه فان الج ازئر كدولة نامية تعد من بين األقطاب الرئيسية في ظاىرة اليجرة و ىذا عمى منظورين المنظور األول يرى في الج ازئر دولة مصدرة لممياجرين كبقية الدول اإلفريقية. أما المنظور الثاني فيرى في الج ازئر منطقة عبور رئيسية نتيجة عامل القرب من البحر األبيض المتوسط الذي يشكل بوابة رئيسية وصمة وصل بين إفريقيا وأوروبا ىذا الموقع الجغ ارفي ساىم في تسييل عممية انتقال األفارقة و تعد الج ازئر من بين اكبر الدول المستقبمة لتحويالت المالية خاصة عن طريق الشبكات الغير رسمية التي يصعب تحديد رقم دقيق بشأنيا إال انو و حسب األخصائيين تعدت ىذه التحويالت 3.5 مميار دوالر سنة و تبقى الد ارسات في ىذا الموضوع قميمة عمى المستوى الوطني و الدولي مما نتج عنو عدم وجود أرقام دقيقة بالنسبة لظاىرة و تأثي ارتيا االقتصادية و االجتماعية و في ىذا العمل حولنا د ارسة ىذه الظاىرة عمى مستوى االقتصاد الوطني من خالل اإلشكالية التالية: ما مدى تأثير التحويالت المالية للمهاجرين على النمو االقتصادي الج ازئري و لإلجابة عن ىذه اإلشكالية قمنا بطرح أسئمة فرعية تمثمت فيما يمي: - ماىية ظاىرة اليجرة و ماىية العوامل المولدة ليا - كيف تؤثر ظاىرة اليجرة عمى كل من الدول المولدة و المستقبمة ليا 8

11 املقدمة العامة - ما ىي الرؤى االقتصادية لظاىرة اليجرة - ىل تعتبر التحويالت المالية لممياجرين ظاىرة مستقمة عن اليجرة - كيف يمكن لتحويالت أن تؤثر عمى البمدان المستقبمة ليا من أجل تحميل اإلشكالية أكثر فإن ىذا البحث ينطمق من ثالث فرضيات تعتمد عمى تحميل آلية استغالل األموال المحولة من طرف المياجرين داخل االقتصاد الوطني حيث يمكن أن تسمك ىذه األخيرة طريق االستثمار من خالل إنشاء مشاريع أو طريق االستيالك العائمي و تمبية حاجيات أسرة المياجر نتيجة وجود مشاكل أدت إلى عدم استثماره بحيث ركزنا في وضع الفرضيات عمى ىذا الجانب و كانت عمى الشكل التالي: الفرضية األولى : تمعب التحويالت المالية لممياجرين دو ار ايجابيا في االقتصاد الج ازئري من خالل المساىمة في النمو االقتصادي عن طريق استغالل ىذه األموال في توليد االستثمار و خمق مشاريع اقتصادية. الفرضية الثانية: تولد التحويالت المالية لممياجرين أثار سمبية عمى االقتصاد الوطني وىذا بتوجيو ىذه التحويالت إلى االستيالك العائمي الذي يركز عمى المواد المستورة عمى حساب اإلنتاج الوطني. الفرضية الثالثة: يجد المياجر حين عودتو مشاكل تحول دون خمقو لمشاريع استثمارية في الوطن. أما فيما يخص دوافع اختيار الموضوع فيمكن إرجاعيا إلى مجموعة من األسباب و التي تتمثل في : - تماشي الموضوع مع تخصصنا العممي. - القدر الكبير الذي أخذتو ظاىرة اليجرة عمى المستوى اإلعالم المحمي و الدولي. 9

12 املقدمة العامة - االنتشار الكبير لظاىرة اليجرة خاصة الغير شرعية عمى مستوى الوطن. - مساىمة التحويالت المالية في إظيار الفوارق االجتماعية و االقتصادية في المجتمع الج ازئري. بالنسبة لألىداف فيمكن تمخيصيا في النقاط التالية: - توضيح ماىية ظاىرة اليجرة و مدى تأثيرىا عمى اقتصاديات الدول المصدرة ليا. - إث ارء المكتبة بمرجع عممي يمكن االستناد إليو في الد ارسات الخاصة بظاىرة اليجرة الدولية. - اإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية المتمثمة في تحديد تأثير التحويالت المالية لممياجرين عمى االقتصاد الج ازئري. - محاولة معرفة أسباب التي تعيق المياجرين عمى توجيو أمواليم المحولة إلى االستثمار و ىذا إن وجدة. فيما يخص المنيج المستخدم فقد تم االعتماد عمى مجموعة من المناىج فنجد المنيج الوصفي الذي تم من خاللو التركيز عمى خصائص ظاىرة كل من اليجرة و التحويالت المالية لممياجرين كما تم استخدام المنيج اإلحصائي و ذلك باالعتماد عمى التحاليل متغي ارت القتصاد الكمي الج ازئري بما فييا التحويالت المالية خالل فترة زمنية من خالل نمذجتيا و االستعانة بطريقة االستبيانات اإلحصائية. لمعالجة اشكاليتنا اعتمدنا عمى مجموعة من األدوات و التي تتمثل في العناصر التالية: - المسح المكتبي لمختمف الكتب المقاالت المجالت و الج ارئد الرسمية و اإلنترنت. - االعتماد عمى بعض الد ارسات السابقة. - المقابالت الشخصية لتجميع البيانات و المعمومات. 10

13 املقدمة العامة برنامج )SPSS20 لتحميل البيانات و - استعمال الطرق اإلحصائية )برنامج 7 eviews المعطيات. كغيره من المواضيع فإن ىذا البحث ال يخمو من الصعوبات التي واجيتنا أثناء القيام بو و التي تتمثل في : - قمة الم ارجع الخاصة بظاىرة اليجرة بالنسبة لدول المصدرة ليا. - تضارب أرقام الخاصة باليجرة و التحويالت المالية لممياجرين في مختمف قواعد البيانات و عدم وجودىا في بعض األحيان. - صعوبة الوصول و توزيع االستبيانات عمى المياجرين العائدين حيث تمت العممية في مدة سنتين. لإلجابة عن اشكاليتنا ىذه قمنا بتقسيم بحثنا إلى أربعة فصول حيث تضمن الفصل األول د ارسة مفيوم ظاىرة اليجرة و أىم تأثي ارتيا عمى مستوى كل من الدول المصدرة و المستقبمة ليا أما في الفصل الثاني تطرقنا ألىم المقاربات و النظريات الخاصة بظاىرة المدروسة من خالل تحديد أسس كل تيار أو نظريات التي عالجت الموضوع كما جاء في الفصل الثالث د ارسة تفصيمية حول التحويالت المالية لممياجرين و المحددات التي تدخل في توليدىا ليأتي في الفصل األخير الد ارسة التطبيقية التي تناولنا من خالليا مجموعة من النقاط المتمثمة في إيجاد نوع التأثير الذي تولده التحويالت المالية لممياجرين عمى االقتصاد الج ازئري كمرحمة أولى ومن ثم محاولة معرفة األسباب التي تحول دون استثمار المياجر ألموالو في الج ازئر. 11

14 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة تمهيد شيد القرف الػ 20 أكبر مكجات التنقؿ لؤلشخاص في العال مقارنة بسابقو كيرجع ىذا إلى التطكر التكنكلكجي لكسائؿ االتصاؿ التي ساعدت عمى التقارب الثقافي كحتى الديني مما جعؿ اتخاذ ق ارر التنقؿ كالعيش في بيئة مغايرة عف األصمية- كالذم كاف يعد مستحيبل في السابؽ -أم ار سيبل بؿ كعاديا ىذا مف جية مف جية أخرل فإف تطكر كسائؿ النقؿ مف حيث السرعة كال ارحة ككذا تناقص تكمفيا جعؿ الفرد ال يحتاج إلى كقت كبير لتجسيد ق ارره بالتنقؿ. إف مكضكع اليجرة بشكؿ عا كاليجرة الدكلية بشكؿ خاص ىك مكضكع قدي ككبير ال يمكف اإلحاطة بو مف كؿ جكانبو مف خبلؿ مقاؿ عممي أك محاضرة فظاىرة اليجرة أصبحت معركفة في جميع البمداف العال كىي تطاؿ جميع الدكؿ كاألدياف كاألجناس مف البشر دكف استثناء.كال يجكز استق ارء الحمكؿ دكف النظر إلى األسباب كالعمؿ كالكشؼ عف بعض األرقا التي ربما تفيد في إثارة التفكير في آثار اليجرة إال أف ق ارر اليجرة ىك ق ارر فردم قبؿ أف يككف جماعي. كنعتقد أف فحكل ما يصبك إليو الباحثكف في الحديث عف اليجرة ىك اإلجابة عف بعض األسئمة الجكىرية ك المتمثمة فيما يمي: لماذا اليجرة أصبلن كما الدكافع المباشرة كغير المباشرة لميجرة كمف ىك المياجر ك ما ىي مخمفات الظاىرة قبؿ كبعد اليجرة كماىي انعكاسات الظاىرة عمى الدكؿ األصمية ك المستقبمة لممياجر ك لئلجابة عف ىذه األسئمة تطرقنا إلى تقسي ىذا الفصؿ إلى ثبلث مباحث نتناكؿ مف خبلليا مفيك اليجرة محدداتيا ك أثارىا عمى دكؿ العال. 13

15 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة المبحث األول:مفهوم الهجرة أنواعها و محدداتها اىتما المعرفة بظاىرة اليجرة أنتج مجمكعة مف التعاريؼ ليا كالتي اختمفت باختبلؼ المنظكر الذم درست منو )الجغ ارفي السياسي السكسيكلكجي أك االقتصادم( حيث تكافقت في مفيك المصطمح كاختمفت مف ناحية محدداتو كىذا ما سنكضحو مف خبلؿ ىدا المبحث. المطمب األول :مفهوم الهجرة شاىدتيا التي القديمة الظكاىر مف اليجرة تعد اإلنسانية حيث إلييا النظر كجيات بتغير مفاىيميا تغيرت أكاآلليات التي تتحك فييا ؼ المعنى االصطبلحي لميجرة مترج مف كممة emigration التي ظيرت سنة 1652 كالتي كانت تدؿ عمى فعؿ ترؾ المكاف األصمي أك المغادرة كأصؿ ىذه الكممة المغة البلتينية اقتبست مف الفعؿ Immigrare كالذم يعنى الكلكج إلى أك المجيء إلى. كعمى ىذا فإنو في المغة األجنبية يشير تعبير اليجرة Migrationإلى التغيير الدائ لمكاف اإلقامة فإذا كاف المياجر Migrant ينتقؿ إلى بمد آخر فيك مياجر كافد Immigrantبالنسبة لذلؾ البمد ك ىك مياجر مف البمد القدي. كاذا كاف انتقالو في داخؿ نطاؽ نازح emigrant (in Migrant) النزيؿ بالمياجر يسمى فيك ببلده الجديدة المنطقة في كالمياجر ال ارحؿ( out-migrant ) في المنطقة 1 القديمة. قامكس أما فقد أعطى ثبلثة معاف كفي إطار ىذه المعاني الثبلثة تعكس لمفعؿ Migrate كيبستر (Webster) اليجرة "عممية التحرؾ التي يقك بيا الفرد أك مجمكعة األف ارد كالتي ينج عنيا تغيير محؿ إقامتي". مف ىذا نجد أف ىناؾ أكثر مف مفيك اصطبلحي لميجرة في المغة األجنبية بحسب النظر إلى اتجاه اليجرة حيث ذكر عمماء االجتماع العديد مف التعاريؼ المحددة لمفيك الظاىرة محؿ الد ارسة فيرل Mirrel أف اليجرة ىي "تمؾ الظاىرة التي تحدث في حياة األف ارد كالجماعات مرة كاحدة كتغير مف نسؽ حياتي كميا" 1 Body-Gendrot (S.). «Les immigrants dans la vie politique aux Etats-Unis et en France»,vol. 4, n 3, Rath (J). «La participation des immigrants aux élections locales aux Pays-Bas», vol. 4, n 3, Entzinger (H.). «Y a-t-il un avenir pour le modèle néerlandais des "minorités ethniques"?», vol. 10, n 1,

16 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة ك ما يعاب عمى التعريؼ أنو ل يحدد اليدؼ مف اليجرة كما يمكف أف تحدث ىذه الظاىرة أكثر مف 2 مرة. في حيف يرل Lundberg أف اليجرة ىي "تغير دائ لممكاف الجغ ارفي لؤلف ارد" كيتفؽ عبد الرسكؿ عمي مرسي مع التعريؼ السابؽ بصكرة كبيرة إال انو يرل أف اليجرة ليست بالضركرة التغير الدائ لمحؿ اإلقامة 3 بؿ يمكف أف يككف ىذا التغير شبو دائ. كما أضاؼ محمد عاطؼ غيث مصطمحا جديدا لميجرة كىك "االنتقاؿ الفيزيائي لفرد أك جماعة مف منطقة إلى أخرل أك مف الريؼ إلى المدينة قصد تغير دائ نسبيا لمكاف اإلقامة". E.Thompson نجد كذلؾ الذم يع رؼ المياجر بأنو "الشخص الذم يغ ير مكاف سكنو المعتاد لفترة زمنية معتبرة عاب ارن حدكدان سياسية فى أثناء ىذا التغيير" أما عف تعريفو لميجرة فأنو يعرؼ اليجرة بأنيا "انتقاؿ الشخص مف مكاف األصمي أك المكاف الذم غادره إلى مكانو آخر جديد يقصده بشرط أف يجتاز الشخص المياجر حدكدان إداريو أك حدكدا سياسية لبمداف ك معينة. تقتضى اليجرة التغير الدائ يقطعيا التي المسافة إلى االؾ ارثت دكف اإلقامة لمكاف الدائ أك شبو الشخص 4 المياجر". أما Evertt Lee فعرؼ اليجرة عمى النحك اآلتي :"التغيير الدائ أك شبو الدائ لمكاف اإلقامة بغض النظر عف المسافة المقطكعة دكف االىتما إلى ككف اليجرة حر ة أك إجبارية أك التفريؽ مابيف اليجرة الداخمية ك اليجرة الدكلية". 5 ك يمكف النظر إلى تعريؼ اليجرة مف ثبلث زكايا مختمفة: فمف خبلؿ التفسير االقتصادم لظاىرة اليجرة فإف المياجر يترؾ كطنو األصمي بحثا عف العمؿ كيتضمف ذلؾ تصك ار يمكف تمخيصو في نقطتيف أساسيتيف: أ- أف حدكث اليجرة يرتبط بمجمكعة مف العكامؿ 2 محمد فؤاد الحجازم االسر ك التصنيع مكتبة ك ىبة القاىرة الطبعة االكلى 1972, صفحة محمد فؤاد الحجازم نفس المرجع السابؽ صفحة Veit Bader, "The Ethics of Immigration. By Joseph Carens. New York: Oxford University Press, 2013," (Wiley Online Library, 2014). 5 Alexandre Abreu, "The new economics of labor migration: beware of Neoclassicals bearing gifts" (paper presented at the Forum for social economics, 2012). 15

17 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة إليو. كالمتغي ارت الطاردة كالجاذبة أم أف الحالة أك الكضعية المكجكدة في البمد األصمي تدفع الناس الى مغادرتو كتركو كفي نفس الكقت فالحالة االقتصادية المربحة كالمزدىرة في البمد المستقبؿ تجذب المياجريف ب- سمكؾ اإلنساف كالذم يبحث دائما عف تعظي المنفعة يمكف اعتباره أحد العكامؿ المفسرة لمظاىرة فطبقا لمتفسير االقتصادم لمفيك اليجرة فاف البحث عف دخؿ كتحسيف المستكل المعيشي مف خبلؿ إيجاد عمؿ مبلئ يعد أحد العكامؿ الرئيسية في تحديد كتفسير ظاىرة اليجرة ىذا مف جية. كمف جية أخرل يمكف تفسير ظاىرة اليجرة مف الجانب الجغ ارفي بحيث يقك ق ذا التفسير عمى بعديف أساسييف أحدىما يرتبط بأسباب الطرد مف المكطف األصمي كاآلخر مرتبط بتحديد البمد المستقبؿ. ؼحسب النظرية الجغ ارفية فإف اختيار المياجر لمبمد المستقبؿ يت عمى أساس تشابو كتماثؿ الظركؼ الطبيعية كالجغ ارفية مع ظركؼ البمد األصمي. كأضاؼ الجغ ارفيكف في ىذا الباب عامبل آخر يتمثؿ في المسافة حيث ذكركا أف ىناؾ عبلقة عكسية بيف طكؿ المسافة كتفضيؿ البمد المستقبؿ. كىناؾ منظكر آخر ال يقؿ أىمية عف األكليف كالمتمثؿ في المنظكر االجتماعي كالثقافي ك الذم ينظر إلى المياجريف عمى أني حمقة الكصؿ التي تربط بيف البمد األصمي كالبمد الذم يياجركف إليو. فالتفسير االجتماعي يرتكز عمى العكامؿ االجتماعية لميجرة متمثمة في األسباب الثقافية كالتنظيمية االجتماعية. أنصار العامؿ الثقافي يركف أف الثقافة الخاصة في المجتمع ىي المس ؤكلة )كالى حد كبير ) عف ميكؿ األف ارد كالجماعات لميجرة إلى بمد معيف حيث انتقاؿ الناس كتحركي داخؿ أك خارج حدكد البمد يحدث المت ازج كت اربط الثقافات بيف البمديف األصمي كالمستقبؿ. أما أنصار التنظي االجتماعي فيركف أف كؿ مجتمع يمر بمرحمة مف التغير االجتماعي )بيف فترتيف مختمفتيف ) في النسؽ الثقافي االجتماعي 16

18 الفصل ألاول كالشخصي كفي ىذه العممية إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة تأخذ اليجرة دكرىا الرئيسي مف أجؿ المحافظة عمى التكازف الديناميكي لمنظا 6 االجتماعي عند الحد األدنى مف التغير. كلغرض أف عمى ينص الذم المتحدة األم ىيئة تعريؼ إلى الرجكع مف البد شامؿ تعريؼ عمى الحصكؿ أشكاؿ مف شكؿ ىي "اليجرة التنقؿ الجغ ارفي اإلقامة كبصفة محؿ تغير أم مكاف يدعى مف دائمة المكاف أك المستقبؿ المكاف تدعى مغايرة جية إلى األصمي مكاف الكصكؿ تفصؿ بيف المكانيف مسافة معينة كيستغرؽ التنقؿ زمنا معينا آخذيف في االعتبارأسباب ىذا التنقؿ مف أجؿ تحديد نكع اليجرة. 7 المطمب الثاني: أنواع الهجرة ل يتفؽ الباحثكف عمى أنكاع ثابتة لميجرة الختبلؼ المنظكر الذم درست فيو إال أف أغمبي قامكا بتصنيؼ اليجرة إلى نكعيف أساسييف ىما: اليجرة الداخمية كاليجرة الخارجية: - الهجرة الداخمية 1 بالتطرؽ لمفيك اليجرة الداخمية نجدىا تنحصر في المجاؿ الجغ ارفي لحدكد الدكلة أم أف ينتقؿ الشخص مف مكاف إلى أخر أك مف إقمي إلى أخر. 8 إال أف األمر المتعارؼ عميو عند عمماء االجتماع في ىذا النكع مف اليجرة ىك انتقاؿ األف ارد مف األرياؼ إلى المدف بحثا عف متطمبات حديثة بسبب نقص اإلمكانيات كضركريات الحياة في المحيط الذم يعيشكف فيو. فيترككف العمؿ في األ ارضي إلى أعماؿ أخرل بأجكر أحسف ك جيد أقؿ. تندرج تحت اليجرة الداخمية مجمكعة مف التصنيفات كالتي يمكف حصرىا فيما يمي: اليجرة مف الريؼ إلى المدف اليجرة مف المدف إلى الريؼ - 6 عبد اهلل عبد الغني غان المياجركف د ارسة سكسيك انثركبكلكجية,المكتب الجامعي,اإلسكندرية الطبعة الثانية 2002 مف صفحة Kapiszewski, Andrzej. "Arab Versus Asian Migrant Workers in the Gcc Countries." Paper presented at the United Nations Expert Group Meeting on International Migration and Development in the Arab Region, Beirut, May, Kulu, Hill, and Francesco C Billari. "Migration to Urban and Rural Destinations in Post-Soviet Estonia: A Multilevel Event-History Analysis." Environment and Planning A 38, no. 4 (2006):

19 هجرة العودة هجرة الذهاب الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة اليجرة مف الريؼ إلى الريؼ اليجرة داخؿ المدينة الكاحدة - - تغير مكاف اإلقامة إلى إقامة أخرل شكل رقم ) 1-1 (:أنواع الهجرة المدينة في البلد المستقبل اىمذيىح اىثاويح في اىثيذ األصيي المدينة األولى في البلد األصلي المناطق الريفية المصدر : من اعداد الطالب بالنظر إلى نتائج اليجرة الداخمية فيذه األخيرة ستؤدم إلى زيادة االختبلالت الييكمية بيف الريؼ كالمدينة متمثمة في زيادة عدد الباحثيف عف العمؿ كبشكؿ غير متكازف مع نسبة اؿ زيادة الطبيعية لعدد السكاف في المدف. حيث أف عدد األشخاص ال ازئديف مف الريؼ سيؤدم إلى خمؽ فائض في عرض العمالة مما يتسبب في تناقص أرس الماؿ البشرم في األرياؼ كانخفاض األجكر في المدينة. كما أف لميجرة الداخمية تأثي ار سمبيا عمى التنمية االقتصادية يتجمى في زيادة البطالة الكاممة كالجزئية في المدف. فأىمية ظاىرة اليجرة في البمداف النامية ال تكمف بالضركرة في الظاىرة نفسيا بؿ في تداعياتيا عمى النمك االقتصادم بشكؿ عا. كألجؿ صياغة السياسات لمحد مف الظاىرة يتكجب عمى أصحاب الق ارر في كتحميؿ أى األسباب التي تؤدم إلى نزكح األشخاص مف الريؼ إلى المدينة. )1-1( يمثؿ عكامؿ الجذب كالطرد لظاىرة اليجرة الداخمية بيف الريؼ كالمدينة. الجدكؿ رق 18

20 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة جدول رقم )1-1( يمثل عوامل الجذب و الطرد لظاهرة الهجرة الداخمية بين المدن و األرياف عكامؿ الطرد اؿمرتبط بالريؼ - انتشار الفقر كانخفاض مستكل المعيشة - تدنى مستكل الخدمات الصحيحة كاالجتماعية. - انتشار البطالة لصغر الممكية بالنسبة لمسكاف - انخفاض أجكر العماؿ الز ارعييف. - انخفاض خصكبة التربة كتعرضيا لمتجريؼ. - ارتفاع المدف عف الريؼ فى الطبيعية الزيادة معدؿ عكامؿ الجذب اؿمرتبط بالمدف - ارتفاع مستكل دخؿ الفرد. - تكافر فرص العمؿ ألعداد كبيرة كلجميع المستكيات. - تكافر الخدمات الصحية كالثقافية كاالجتماعية. -مركزية اإلدارة في المدف الكبرل. - رغبة الفرد في تحسيف مستكل دخمو. - ازدىار الحياة االقتصادية في المدف. - اإلحساس بأف الفكائد التي يحصؿ عمييا الفرد في المدف تفكؽ الريؼ. Source : Michel, Vaillant. "L'araire Ou La Barque. Migrations, Mondialisation Et Transformations Agraires En Haute Vallée Du Cañar (Andes Australes De L'équateur)." AgroParisTech, الهجرة الخارجية 2 أما فيما يخص اليجرة الخارجية فيي ال تككف غالبا حرة كحتى في حاؿ ككنيا حرة فعمى الفرد دائما أف يستكفي متطمبات الدخكؿ إلى بمد الميجر اما إذا ل يق بذلؾ اعتبر مياج ار غير قانكني. كيكاجو المياجر في حالة اليجرة الخارجية مشاكؿ في عممية التكيؼ مع ثقافة كلغة دكلة الميجر. مف ناحية أخرل فإننا نجد أف اليجرة الداخمية تعتمد أساسا عمى الخصائص الشخصية لممياجر أما في حالة اليجرة الخارجية فالمناخ االجتماعي كالسياسي كىيكؿ الفرص المتاحة في بمد الميجر تمعب دك ار أساسيا في اتخاذ الق ارر باليجرة. ىذا كقد تختمؼ طبيعة األىداؼ التي يسعى إلييا المياجر في حالة اليجرة الخارجية عف الداخمية. 19

21 الفصل ألاول كبالمقارنة مع اليجرة الداخمية فإف التنقؿ الدكلي ما ازؿ محدكدا. إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة فمف خبلؿ تقسي األم المتحدة لمسكاف 232 مميكف. لعا 2013 مخزكف المياجريف الدكلييف يمثؿ %3 مف سكاف العال أم حكالي كنسبة المياجريف مف بمداف الدكؿ النامية تمثؿ 37 % مف الحج الكمي لممياجريف الدكلييف. الجدكؿ التالي يكضح التكزيع الجغ ارفي لنسب المياجريف مف الدكؿ النامية. جدول رقم )2-1( نسبة المهاجرين لكل منطقة في العالم المنطقة المصدرة لمهجرة نسبة المهاجرين % 28 أسيا % 33.6 أوروبا أمريكا الشمالية % 23.3 % 9 إفريقيا أمريكا الجنوبية والكاريبي % 3.5 % 2.6 أوقيانوسيا المصدر: مف إعداد الطالب باعتماد عمى معطيات ىيئة األم المتحدة % أمريكا الشمالية %23.3 إفريقيا %9 يمثؿ المياجريف اآلسيكييف نسبة %28 أكركبا 33.6 أمريكا البلتينية كالكاريبي %3.5 أكقيانكسيا %2.6. أما فيما يخص النساء فقد شكمف نصؼ السكاف 9 المياجريف. إف تنقؿ المياجريف مف دكلة ألخرل )عبكر الحدكد( يمكف أف يختمؼ باختبلؼ أىداؼ ككجية نظر المياجر فيمكف أف يككف مؤقتا دائريا دائما عكدة طكعيا اضط اررم أك إجبارم. ظاىرة اليجرة الخارجية -ككنيا ظاىرة ديناميكية- مف الصعب قياس حركة المياجريف كالحصكؿ عمى بيانات كأرقا حقيقية حكؿ أماكف إقامتي. معطيات ىيئة األم المتحدة تسمح لنا بتحديد أى اتجاىات 9 Centre d actualités de l ONU, Nation unies département des affaire économiques et sociales ; rapport du 11 septembre

22 الهجرة جنوب شمال 81.7 مميون الهجرة شمال جنوب 19 مميون الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة تدفؽ المياجريف عمى المستكل الدكلي كتتضح ىذه المكجات باألخص مف خبلؿ اليجرة جنكب شماؿ ) كجنكب جنكب. الشكؿ رق) 2-1 يكضح األىمية الكمية لمكجات اليجرة الدكلية. شكل رقم )2-1 ) أهم اتجاهات تدفقات المهاجرين عمى المستوى العام الهجرة شمال شمال 30 مميون الهجرة جنوب جنوب 82.3 مميون المصدر: مف اعداد الطالب اعتمادا عمى احصائيات سنة 2013 لمبنؾ الدكلي منذ بداية الستينيات بدأت ظاىرة اليجرة الدكلية تعرؼ تطك ار ممحكظا. ففي سنة 1960 كاف عدد البمداف المستقبمة لممياجريف ال يتعدل 30 دكلة كتعداد المياجريف كاف يساكم نصؼ مميكف مياجر ليصؿ سنة 64 بمد مستقبؿ. مع ذلؾ فإف ثبلثة أرباع ىؤالء المياجريف يتكزعكف عمى 48 دكلة فقط إلى فالكاليات المتحدة األمريكية كحدىا تقك باستيعاب خمس ىؤالء المياجريف برق يقدر ب 45.8 مميكف مياجر كتعتبر الكجية األكثر استقطابا كاألكلى مف ناحية الجاذبية. ث نجد دكؿ االتحاد األكركبي فمثبل فرنسا كحدىا تستقطب 7.4 مميكف مياجر. كظيرت في اآلكنة األخيرة دكؿ جديدة مستقبمة لممياجريف القادميف مف دكؿ شرؽ آسيا بالخصكص كىي الدكؿ الخميجية فالمممكة العربية السعكدية استقبمت إلى 10 غاية سنة 2013 ما يقارب 9.1 مميكف مياجر. 10 Centre d actualités de l ONU, Nation unies département des affaire économiques et sociales ; rapport de 11 septembre

23 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة ىناؾ العديد مف العكامؿ المفسرة لنمك ك زيادة تدفقات المياجريف نحك البمداف المتقدمة. بداية نجد االنفتاح الكبير لدكؿ المستقبمة است ارليا كندا )أمريكا ألمانيا( ك باألخص المؤىميف مني مف خبلؿ نظا انتقائي. العامؿ الثاني المؤدم إلى زيادة اليجرة نحك الدكؿ المتقدمة ىك المستكل التعميمي المكج كد في ىذه البمداف كالذم يزيد مف احتماؿ خركج األشخاص مف مكاطني األصمية لمتمدرس كزيادة المعارؼ. أما فيما يخص العامؿ الثالث فيكمف في التبادالت التجارية كالمالية ككذا حركة األشخاص. شكل رقم )3-1( حركة المهاجرين عبر مناطق العالم Source : Rapport mondial sur le développement humain PNUD المطمب الثالث :العوامل المفسرة لمهجرة الخارجية و الداخمية 22

24 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة يعتبر انتقاؿ األف ارد نتيجة لمجمكعة متنكعة مف العكامؿ االقتصادية االجتماعية الثقافية البيئية الصحية الص ارع... كعميو ال يكجد مسبب كاحد لمظاىرة )حتى ك إف كاف لبعض المتغي ارت تأثير أكثر مف غيرىا( كعمى نكع اليجرة )مؤقتة أك دائمة( ك ألجؿ في تدفؽ اليجرة البد مف تحميؿ مختمؼ العكامؿ التي تككف مت اربطة في معظ األحياف. - العوامل االقتصادية 1 إف العكامؿ االقتصادية تعتبر مف أى األسباب التي تدفع بالفرد كالجماعة إلى اليجرة كىذا مف خبلؿ الفكارؽ االقتصادية المكجكدة بيف الدكؿ المصدرة كالمستقبمة لممياجريف. كالتي نتجت عف ضعؼ كتيرة التنمية في البمداف المصدرة لممياجريف التي تعتمد في سياستيا االقتصادية عمى قطاع الثركات الطبيعية أك القطاع الفبلحي المذيف يخضعاف لمتغي ارت المكجكدة في سكؽ التجارة الدكلية بالنسبة لمقطاع األكؿ كالمناخ كاألمطار بالنسبة لمقطاع الثاني. فبل يحققاف االستق ارر التنمكم في االقتصاد كينعكس ىذا عمى سكؽ العمؿ. كذلؾ نجد أف الدكؿ المصدرة لممياجريف في ممارسة السياسات االقتصادية كتسيير المي ازنيات ال تتكزع بشكؿ عقبلني بيف القطاعات كأف ارد المجتمع. حيث تستخد ىذه األمكاؿ عمى االستي ارد االستيبلكي الذم ال يخمؽ قيمة مضافة في االقتصاد إضافة إلى أف الكثير مف األمكاؿ تستثمر في الدكؿ المتقدمة كىذا ما ينقص مف حصة الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي. أيضا ظاىرة التفاكت في تكزيع الدخؿ في كؿ مف الدكؿ المستقبمة كالدكؿ المصدرة لممياجريف حيث نجد أف ىذه الظاىرة تسجؿ أرقاما قياسية في أكبر الدكؿ المصدرة لممياجريف عمى غ ارر الب ارزيؿ غكاتيماال دكؿ إفريقيا كالخميج. في حيف تسجؿ أدف ل مستكياتيا % 20 في أكبر الدكؿ المستقبمة لممياجريف كسكيس ار, ا. ك.. كندا, ففي الب ارزيؿ مثبل مف األغنياء % 2.2 مف نفس % 80 يحصمكف عمى % 74 مف الدخؿ القكمي في حيف مف الفق ارء يحصمكف عمى 23

25 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة الدخؿ ك يترتب عف ىذا عجز االقتصاديات عف خمؽ فرص عمؿ كارتفاع عرض العمؿ داخؿ سكؽ 11 الشغؿ ما يدفع الفرد إلى اليجرة. إف انخفاض مستكل األجكر في الدكؿ المصدرة لممياجريف يدفع الفرد كالجماعة إلى التنقؿ لمعيش في دكؿ تتكفر اقتصادم اتيا عمى مستكيات أجكر مرتفعة. كلتكضيح ىذه الظاىرة نأخذ أغني دكلة في العال كىي دكلة ليكسكمبكغ التي يبمغ متكسط الدخؿ السنكم لمفرد دكالر أمريكي بينما أفقر دكلة في العال ىي زيمبابكم التي يصؿ متكسط دخميا الفردم إلى 286 دكالر فقط. كينطبؽ ىذا عمى الدكؿ العربية النامية التي نجد في المرتبة األكلى قطر بمتكسط الدخؿ الفردم السنكم يعادؿ دكالر أمريكي 12 بينما تسجؿ السكداف ك اليمف اضعؼ متكسط دخؿ فردم سنكم. عامؿ آخر يتمثؿ في مشكمة البطالة حيث نبلحظ أف معظ الدكؿ المصدرة لممياجريف تسجؿ مستكيات بطالة عالية بينما الدكؿ المستقبمة تككف عكس ذلؾ. كتشير اإلحصائيات إلى أف الدكؿ العربية تأتي في الم ارتب األكلى بالمقارنة مع بقية دكؿ العال كىذا ارجع إلى الت ازيد المستمر في حج قكة العمؿ خبلؿ السنكات األخيرة دكف أف يقابمو نمك اقتصادم بنفس المستكل كبالتالي عد مكاكبة معدالت التكظيؼ لمزيادة اليائمة في عرض العمؿ كأدل ىذا باألف ارد إلى ترؾ أسكاؽ العمؿ في بمداني األصمية ليمتحقكا )3 بأسكاؽ الدكؿ المستقبمة. جدكؿ رق اؿ )1- يبيف التبايف بيف معدالت النمك في المناطؽ المستقبمة كالمصدرة لميجرة. جدول رقم (3-1) معدالت البطالة في كل من المناطق المصدرة و المستقبمة لممهاجر بالنسبة المئوية الدول معدالت البطالة 11 Faure, François, and Christine Peltier. "Les Risques De Credit Dans Les Pays Émergents: Le Feu Sous La Cendre." Conjoncture, RANI, Uma, Patrick BELSER, Martin OELZ, and Setareh RANJBAR. "Couverture Et Respect De La Législation Sur Le Salaire Minimum Dans Les Pays En Développement." Revue internationale du Travail 152, no. 3-4 (2013):

26 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة شرق آسيا جنوب آسيا جنوب شرق آسيا و محيط الهادي الدول المتقدمة أمريكا اؿ التم نية ك الكاريبي أكركبا الشرقية ك الكسطى إفريقيا جنكب الصح ارء المنطقة العربية , Source : Lautier, Bruno. "Le Tiers Monde Face À La Question Du Partage." Revue Tiers Monde, no. 2 (2013): العوامل االجتماعية 2 تعد المشاكؿ االجتماعية مف بيف األسباب الرئيسية التي تدفع بالفرد كالجماعة إلى اليجرة. فسياسات تقييد الحريات الفكرية في المجتمعات يخمؼ لدل الفرد ازدكاجية في الشخصية كت ارجع اآلمؿ كالثقة في النفس مما يدفعو إلى ترؾ مكطنو األصمي. مف جية أخرل فغياب الجمعيات كالمنظمات غير الحككمية لمترفيو داخؿ المجتمع تزيد مف تفاق ىذه المشاكؿ النفسية عمى الفرد خاصة الذم ل يتحصؿ عمى تككيف جيد. فتدني المستكل االقتصادم لو انعكاسات اجتماعية مف خبلؿ تفشي ظاىرة الفقر لدل نسبة كبيرة مف أف ارد المجتمع الذيف يصعب عميي تأميف ظركؼ العيش الكريمة كينجر عف ىذا تعقيدات نفسية كاجتماعية كالشعكر بالغربة داخؿ الكطف مما يدفع الفرد إلى اتخاذ ق ارر اليجرة إلى بمد آخر. فشؿ الدكؿ المصدرة لممياجريف في حؿ المشاكؿ االجتماعية المتمثمة في الفقر المجاعة البطالة األم ارض شعكر الفرد بتقيد حريتو كأف حاجتو اليكمية غير مشبعة مقارنة بما يركنو في الدكؿ المستقبمة عبر كسائؿ اإلعبل مف إغ ارءات كرغبتي في تحسيف كضعيتي المادية كالمعنكية كتحقيؽ أىدافي يدفعي إلى اليجرة لمكاطف تكفر لي ىذه الحاجات. 25

27 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة نجد كذلؾ في العكامؿ االجتماعية التي تدفع بالفرد إلى اليجرة عامؿ النمك السكاني الذم تشو دق البمداف المصدرة لميجرة حيث أف متكسط التركيبة األسرية ىي 6 أف ارد في العائمة كىذا عدد كبير مقارنة مع الدكؿ المتقدمة التي ال يتجاكز عدد أف اردىا 3 فاألسر كثيرة العدد تدفع برب األسرة -أك أحد أف اردىا- لميجرة إلى بمد آخر لتاميف دخؿ أفضؿ مف أجؿ تغطية النفقات اليكمية. مف جانب آخر يمكف ليذا العامؿ -النمك السكاني- أف يزيد مف الخبلفات العائمية كتدىكر القي األخبلقية كاالجتماعية السائدة مما يدفع األف ارد إلى 13 مغادرة أكطاني. - العوامل الثقافية 3 أصبحت العكلمة في الكقت ال ارىف كمف خبلؿ القنكات اإلعبلمية تخمؽ مشاكؿ ثقافية بيف األجياؿ في الكطف الكاحد حتى صارت عميقة الجذكر ككصمت إلى حد تضارب كتعارض المصالح كاألىداؼ. ىذا ما انعكس سمبا عمى المجتمع خاصة فئة الشباب الذيف يبحثكف دائما عف االستطبلع كيحبكف اكتشاؼ 14 األشياء الجديدة المنعشة لمركح كالعقؿ فيمجئكف إلى اليجرة. نجد أف معظ الدكؿ التي تعاني مف ىذا النكع مف المشاكؿ فشمت في تجميع كجيات النظر بيف األجياؿ. كعمى العكس ازدت مف حدة الص ارع بتطبيؽ سياسات تعميمية مبنية عمى تمقيف العادات كالتقاليد بدال مف 40 ك %60 المنيجية التعميمية كالتنمية البشرية كما أف محطات التمفزيكف العربي تستكرد ما بيف مف ب ارمجيا مف الدكؿ الغربية ك يحتؿ اإلنتاج األمريكي %80 منيا. كال يخفى أف المنطقة العربية تعانى مف التبادؿ البلمتكافئ إعبلميا فيما يعبر عنو بحاؿ التبعية اإلعبلمية. كحذر "حامد عمار" مف االنبيار باإلعبل الغربي بصفة عامة كاألمريكي بصفة خاصة كتمثيؿ أفكاره كثقافتو كمفاىيمو. كما يترتب عمى 13 حالة سكان العالم, تقرير شعبة اإلعالم والعالقات الخارجية في صندوق األم م المتحدة للسكان, لسنة 2011, الصفحة Hanson, Gordon Howard. The Economic Logic of Illegal Immigration. Council on Foreign Relations,

28 الفصل ألاول ذلؾ مف آثار سمبية عمى ثقافتنا القكمية إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة حيث يصبح األف ارد كالجماعات يبحثكف عف تمؾ األفكار فبل 15 يجدكنيا فيتخذكف ق ارر اليجرة لبللتحاؽ بالبمداف المشبعة بيذه الثقافات. إف ضعؼ قطاع التعمي كالبحث العممي عمى كؿ المستكيات في الدكؿ المصدرة لميجرة دفع باألف ارد لمتنقؿ مف أجؿ البحث عف تككيف جيد. فالدكؿ المتقدمة تنفؽ أمكاال كبيرة عمى ىذا القطاع ليصؿ معدؿ متكسط اإلنفاؽ فييا إلى % 2.4 مف الناتج المحمي اإلجمالي. بعكس الدكؿ المصدرة لممياجريف فاف معدؿ نفقاتيا 2000 في مجاؿ التعمي ل يتجاكز % 1 مف الناتج المحمي اإلجمالي في الفترة الممتدة مابيف سنة المبحث الثاني :أثار ظاهرة الهجرة عمى الدول األصمية يثير مكضكع اليجرة اليك الكثير مف المشاك ارت كالص ارعات السياسية كاالقتصادية حكؿ االندماج كتيديد السم داخؿ الدكؿ المستقبمة كفرص العمؿ كفي نفس الكقت نجد الدكؿ تتنافس في تقدي اإلغ ارءات لؤلف ارد خاصة عالي التككيف كالتعمي كجذبي بالمقابؿ. كاىتمت البحكث في اآلكنة األخيرة بالتطرؽ إلى آثار اليجرة عمى الدكؿ المصدرة ليا مف حيث تأثيرىا عمى النمك التحكيبلت المالية ىجرة األدمغة... ك سنتناكؿ في ىذا المبحث آثار اليجرة عمى كؿ مف الدكؿ المصدرة كالمستقبمة. المطمب األول :تأثير الهجرة عمى الدول المصدرة في ىذا المطمب نتطرؽ لآلثار المترتبة عمى الدكؿ المصدرة أك األصمية مف ظاىرة اليجرة مف جانبييا السمبي كاإليجابي: 1 -المنظور السمبي لظاهرة الهجرة حامد عمار : أصكؿ اإلنساف فى ربكع مصر كمؤش ارتيا فى مطمع التسعينات المؤتمر العممي السنكم ال اربع عشر التعمي كاإلعبل اربطة التربية الحديثة القاىرة جكيمية 1994 ص رب ع قبسن,عذ بى فرحبى الجىار ي, هعىقبث البحث العلو ف هراكز الذراسبث, هجلت الغري للعلىم االقتصبد ت و االدار ت جبهعت البصرة كل ت اإلدارة واالقتصبد. 2008

29 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة نتطرؽ في ىذا الفرع إلى نقاط نظير مف خبلليا أى التأثي ارت السمبية لظاىرة اليجرة عمى الدكؿ األصمية أك المصدرة. - تكاليف التكوين تعد خسارة التكاليؼ التعميمية كالتككينية لمفرد المياجر مف بيف اآلثار السمبية اآلنية لظاىرة اليجرة عمى الدكؿ األصمية أك المصدرة. حيث تتمثؿ ىذه الخسارة في االستثمار الذم تقك بو الدكلة في العنصر البشرم دكف أف تستغمو في سكؽ عمميا. انطبلقا مف مبدأ أف الفكائد التي يتيحيا التعمي يتقاسميا الفرد 17 كالمجتمع مف الطبيعي جدان أف تقس التكاليؼ أيضا فتكاليؼ التدريب في الكاقع متنكعة جدان حيث يعتبر التخمي عف العمؿ كاعانة الكالديف كتكريس الفرد نفسو ؿ ؿ تعمي مف بيف التكاليؼ التي تدخؿ في العممية التعميمية كيعبر عنيا الجانب المعنكم. زد إلى ذلؾ فإف التكاليؼ ال تمثؿ في نفقات الدكلة فقط بؿ حتى 18 في ما تنفقو األسرة عمى الفرد مف أجؿ تككينو مثؿ مصاريؼ التسجيؿ كأدكات المدرسية كالعممية كتدخؿ في ىذه الخسارة كؿ األمكاؿ المنفقة عمى تككيف كتحسيف معارؼ المعمميف كاألساتذة خبلؿ المشكار الد ارسي لمفرد. شكل رقم )4-1( العالقة بين الربح و تكاليف التكوين و سنوات الد ارسة الرب و الت الي ال دية لو دة وا دة م الر المال نقطة التوا ال دية الت الي الرب ال د للدراسة 17 Franck, Bernard, and Robert F Owen. "Formation À L'étranger, Fuite Des Cerveaux Et Bien-Être National: Enjeux Et Paradoxes Dans Une Perspective Microéconomique." Revue d'économie politique دد 121, سنوا الدراسة no. 2 (2011): C* 18 Haupt, Alexander, and Eckhard Janeba. "Education, Redistribution and the Threat of Brain Drain." International Tax and Public Finance 16, no. 1 (2009):

30 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue d'économie du développement 21, no. 2 (2007): عمى ىذا تجدر اإلشارة إلى أف ىذه النقطة تحتاج إلى د ارسة خاصة مبنية عمى التحميؿ الميداني فد ارسة تكاليؼ التككيف في نظا مفتكح تعتمد عمى مؤشر يدعى مؤشر التكاليؼ الداخمية لتعمي DIE تجمع فيو جميع المككنات االقتصادية التي ليا صمة بالمنظكمة التعميمية مف المؤسسات التعميمية المؤسسات الخاصة كزا ارت كادا ارت محمية كمركزية. حسب المنظكمة التعميمية الج ازئرية فاف متكسط تكمفة الفرد الكاحد بإكمالو األطكار الخمسة بدكف إعادة السنة يقدر ب دكالر أمريكي كعمى ىذا يمكف حساب التكاليؼ المنفقة عمى أم فرد كاف باعتماد عمى النمكذج التالي: حيث تمثؿ ؿشخص )التمميذ أك الطالب( :Cs متكسط تكمفة الد ارسة اإلجمالية I: يمثؿ عدد األدكار التي يقك بيا الشخص كىي مف 1 إلى m طكر في مستكيات التعمي ai :يمثؿ نسبة السنكات المدركسة لمعدد اإلجمالي في الدكرة ni :يمثؿ العدد الرسمي لمسنكات في الدكرة fi :يمثؿ عدد سنكات الرسكب في الدكرة كما يمكف أف يشير أيضا إلى أف متكسط نسبة الرسكب في كؿ دكرة 19 : يمثؿ متكسط اإلنفاؽ لكؿ دكرة. Ei 19 consulté le

31 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة نشير كذلؾ إلى أف ىذا النكع مف النماذج يستعمؿ في الد ارسات االقتصادية الجزئية أما إذا أردنا د ارسة التكاليؼ التعميمية كمقارنتيا بدكؿ أخرل أم في سياؽ االقتصاد الكمي فيجب استعماؿ معيار كاحد يتمثؿ في نسبة اإلنفاؽ التعميمي مف الناتج المحمي اإلجمالي. كنقطة إضافية فأف التكاليؼ التي يتحمميا الفرد كعائمتو في تعميمو تعرؼ بالنفقات عمى التعمي الخاص كال ت ازؿ صعبة المقارنة كشديدة التقمب بيف البمداف نظ ار لككنيا تشكؿ جزءا مف الجكانب االجتماعية كالثقافية المختمفة مف بمد آلخر. يتألؼ اإلنفاؽ عمى التعمي في المقا األكؿ مف مرتبات المعمميف كبالتالي ىي تمثؿ تكاليؼ التشغيؿ فيذه الركاتب تمثؿ جزءا ىا كنسبة كبيرة مف اإلنفاؽ العا عمى التعمي. - أثر الهجرة عمى المؤسسة في البمد األصمي المؤسسة في ظؿ الحركة الدينامكية لميد العاممة داخؿ المحيط الذم تنشط فيو تتأثر إما إيجابا أك سمبا, بالنسبة لممؤسسة التي تعمؿ داخؿ محيط البمد األصمي لممياجر يككف التأثير بشكؿ سمبي نتيجة تحمؿ التكاليؼ ال ازئدة في مستكل األجكر. كيمكف إثبات ذلؾ مف نمكذج عرض كطمب العمؿ البسيط حيث يمثؿ 20 الشكؿ أدناه نتيجة ىذه الظاىرة. شكل رقم )5-1( العالقة بين األجر الحقيقي وحجم اليد العاممة المؤهمة 20 Mishra, Prachi. "Emigration and Wages in Source Countries: Evidence from Mexico." Journal of Development Economics 82, no. 1 (2007):

32 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue d'économie du développement 21, no. 2 (2007): بفرض أف مخزكف اليد العاممة في سكؽ العمالة ثابت كأف المؤسسة تبحث دائما عف تكظيؼ داخؿ السكؽ مف خبلؿ منحنى العرض S كالطمب D..W 0 مف خبلؿ الشكؿ نبلحظ أف عدد العماؿ قبؿ اليجرة يمثمي مستكل H الذم يقابمو مستكل أجكر بعد عممية اليجرة نبلحظ أف عدد العماؿ سينقص مف مستكل H الى مستكل H-M مجب ار منحنى العرض عمى االنتقاؿ مف مستكل S 0 إلى مستكل S 1 ارفعا بذلؾ مستكل األجكر مف W 0 إلى مستكل W. 1 نبلحظ أف ظاىرة اليجرة تخد األف ارد في المجتمعات كالتي ل تقرر اليجرة كىذا بارتفاع مستكيات األجكر كالمعبر عنو بالمستطيؿ.,a,b W 1, W 0 أما بالنسبة لممؤسسات فإنيا سكؼ تتحمؿ تكاليؼ أجكر إضافية ك المعبر عنيا بالشبو المنحرؼ.a, c, W 1, W 0 - تقميص فرص النمو لمبمد األصمي في الكاقع إف العديد مف حاممي الشيادات كالكفاءات المينية يحص مكف تدريباتي كتككيني في بمداني األصمية لكف نسبة كبيرة مني تياجر لمعمؿ في الخارج مما يشكؿ خسارة لمبمد األصمي مف المنظكر التنمكم بإنقاص فرص النمك الذم يرتبط بخسارة أرس الماؿ البشرم. حيث يعد التعمي العمؿ الرئيسي لرفع 21 مف القد ارت اإلنتاجية ك أداء العامؿ. يعتقد عمى نطاؽ كاسع أف ىناؾ عبلقة إيجابية بيف الناتج المحمي اإلجمالي كمستكل التعمي. مف ىنا فإف انتقاؿ اليد العاممة المؤىمة لمعمؿ في الخارج يؤدم إلى تقميص حجميا داخؿ مجتمع البمد األصمي مما يترتب عنو نقص في المستكل العا لمتعمي كالحد مف قدرتو عمى التنافس مع نظائره مف الدكؿ المتقدمة. 21 Dumont, Jean-Christophe, and Georges Lemaître. "Beyond the Headlines." Revue économique 56, no. 6 (2005):

33 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة ىذا ما ساى في الفجكة التكنكلكجية بيف الدكؿ كتقمص فرص التنمية في قطاع التعميمي كمحاكلة االلتحاؽ بمستكل الدكؿ المتطكرة. في األصؿ يمكف أف يككف ليجرة األف ارد المؤىميف تأثير ضعيؼ إلمكانية قطاع التككيف تعكيض ىذا النقص إذا كانت ىذه اليجرة مؤقتة أما إف كانت دائمة فتترتب عمييا تأثي ارت سمبية عمى كؿ المستكيات خاصة االجتماعية كاالقتصادية. كيمعب حج الدكلة مف التعداد السكاني دك ار ىاما في تحديد حج الخسارة مف خبلؿ حساب مؤشر العزكؼ الذم يعبر عنو مف خبلؿ قسمة عدد المياجريف المؤىميف عمى عدد خريجي الجامعات. فمثبل نجد أف الدكؿ الكبرل المصدرة لميجرة مثؿ الصيف اليند كركسيا تتأثر ة بنسب ال تفكؽ, % 3 أما الدكؿ صغيرة الحج السكاني مثؿ جاميكا ىايتي ترينداد كتكباغكا فيصؿ مؤشر العزكؼ فييا كاستطمعت معطيات 2005 أف دكلة مبلكم عرفت ىجرة الممرضيف فييا % 35 بنسبة في سنة في سنة 2005 مما أضعؼ القطاع الصحي فانتشرت األكبئة 2004 ك % 72 % كتدىكرت التنمية الصحية في الببلد. - اآلثار اإليجابية لظاهرة الهجرة عمى الدول األصمية 2 مف خبلؿ البحكث التي أنجزت في ىذا السياؽ يمكف تمخيص اآلثار اإليجابية لظاىرة اليجرة عمى الدكؿ األصمية في نقطتيف رئيسيتيف متمثمتيف في التحكيبلت المالية لممياجريف كالتحكيؿ العممي. - التحويالت المالية لممهاجرين 22 Mouhoud, EM. "Migrations Internationales, Mondialisation Et Development." La lettre de la régulation, no. 55 (2006). 32

34 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة تعتبر التحكيبلت المالية مف المصادر الميمة التي تدع االستيبلؾ العائمي مف جية كاالستثمار مف جية أخرل حيث أثبتت العديد مف الد ارسات أف ىناؾ عبلقة ارتباط قكية بيف ىذه التحكيبلت ككؿ مف االستيبلؾ العائمي كاالستثمار المحمي. لكف قكة ىذه العبلقة يمكف أف تختمؼ مف دكلة إلى أخرل نتيجة الخصائص االقتصادية لمدكلة المستقبمة ليذه التحكيبلت. زد إلى ذلؾ فإف التحكيبلت المالية تعتبر تدفقات مالية مستقرة إلى حد بعيد كيككف اتجاىيا معاكسا التجاه الدك ارت االقتصادية. ففي االقتصاديات التي تعرؼ ت ارجعا في نشاطيا االقتصادم نتيجة الصدمات المالية أك المشاكؿ السياسية التحكيبلت المالية يمكنيا تغطية العجز الناتج بحيث تحافظ عمى السمكؾ االستيبلكي داخؿ المجتمع االقتصادم مما يضمف 23 الحفاظ عمى مستكل النشاط اإلنتاجي. كتساى التحكيبلت المالية لممياجريف أيضا في تحسيف الصكرة االئتمانية لمدكلة المستقبمة ليا مما يسيؿ عمييا الحصكؿ عمى قركض كبشركط أفضؿ ألف الدكلة يمكف اف تحتسب ىذه التحكيبلت كصاد ارت في B+ إلى B- مي ازف مدفكعاتيا. كأحسف مثاؿ عمى ذلؾ ىي دكلة لبناف التي تحسف صكرتيا االئتمانية مف 24 كىذا باحتساب تحكيبلت المالية لمياجرييا. كمف اآلثار اإليجابية لمتحكيبلت المالية لممياجريف إمكانية تحكيميا إلى أك ارؽ مالية عمى مستكل األسكاؽ العالمية آك المحمية مما يسيؿ عمى البمد المستقبؿ االتصاؿ بأسكاؽ مالية جديدة تضمف ليا الحصكؿ عمى تمكيبلت مالية مف خبلؿ قركض كبتكاليؼ منخفضة. كقد أشار البنؾ العالمي إلى أف الدكؿ النامية حققت أرباحا مف خبلؿ األك ارؽ المالية المتحصؿ عمييا مف التحكيبلت المالية لممياجريف قدرت ب 10.4 مميار دكالر في الفترة الممتدة بيف Efionayi-Mäder, Denise, Gérard Perroulaz, and Catherine Schümperli Younossian. "Migration Et Développement: Les Enjeux D une Relation Controversée." Annuaire suisse de politique de développement 27, no. 2 (2008): هحوذ الخشب التحى الث الوبل ت للوهبجر ي و اثرهب على الت و ت ف بلذاى الوشرق العرب : سىر ب, لب بى, االردى, هصر ه ئت االهن الوتحذة, لج ت االقتصبد ت و االجتوبع ت لغرب اس ب-االسكىا

35 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة أما فيما يخص أثر التحكيبلت المالية لممياجريف عمى النمك االقتصادم فقد أظيرت الد ارسات اإلحصائية التي أنجزت حكؿ تأثير ىذه التحكيبلت عمى الدكؿ المستقبمة ليا أنيا تؤثر بشكؿ ايجابي عمى النمك مف خبلؿ الزيادة في مستكل دخؿ الفرد كتخفيؼ حدة الفقر داخؿ المجتمع االقتصادم كالتقميؿ مف فكارؽ 25 تكزيع الدخؿ عمى أف ارد ىذه الدكؿ. - هجرة األدمغة تمكف ظاىرة ىجرة األدمغة مف الحصكؿ عمى آثار إيجابية في الدكؿ األصمية لكف عند مستكل معيف يسمى بالمستكل المبلئ فبل يككف ىناؾ إف ارط في استن ازؼ الميا ارت حتى تتمكف المنظكمة التعميمية مف تغطية ىذا النقص بالتالي يجد الفرد نفسو مجب ار عمى رفع المستكل التعميمي كالتأىيؿ طمعا في اليجرة كالحصكؿ عمى مستكل دخؿ أعمى ىذا ما يتكلد عنو زيادة في التنمية البشرية داخؿ المجتمع األصمي كمف ث الزيادة في النمك االقتصادم بشكؿ عا ىذا مف جية. كمف جية أخرل فاف العقكؿ المياجرة يمكف في حالة عكدتيا نقؿ الميا ارت كالمعرفة المكتسبة في الدكؿ المتقدمة إلى الدكؿ األصمية مما يعمؿ 26 عمى الزيادة في النمك بشكؿ عا. المطمب الثاني: تأثير الهجرة عمى الدول المستقبمة تعرؼ الدكؿ المستقبمة لممياجريف عد استق ارر قكل العرض كالطمب في أسكاقيا كليذا كجدنا كؿ الد ارسات في ىذا السياؽ تركز عمى تأثير ىذه الظاىرة في ىاتيف القكتيف عمى المستكل االقتصادم لمبمد المستقبؿ. سيت تكضيح ىذه التأثي ارت في النقاط التالية: - التأثي ارت السمبية لظاهرة الهجرة عمى الدول المستقبمة لها تكاليف االندماج 1-25 Faini, Riccardo. "Développement, Commerce International Et Migrations." Revue d économie du développement 2 (2002): Borta, Oxana. "Brain Drain Controversy." (2007). 34

36 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة إف الدكؿ المستقبمة لممياجريف كخاصة في الكقت ال ارىف تعاني مف إشكالية اندماج المياجريف في مجتمعاتيا فيما يتعمؽ باحت ار ديانتيا كثقافتيا. فنجد أف الفكارؽ الدينية كالثقافية تكمؼ الدكؿ المستقبمة الكثير مف األمكاؿ بسبب التيديدات األمنية التي تعد ىاجس أمميا نتيجة تفشي ظاىرة اإلرىاب فأحداث 11 سبتمبر كتفجي ارت لندف فرضت عمى الدكؿ المستقبمة لممياجريف تخصيص مي ازنيات بأكمميا مف أجؿ الحد مف ىذه الظاىرة. مف جية أخرل تحاكؿ الدكؿ المستقبمة لممياجريف إنشاء منظمات حككمية كغير حككمية لتسييؿ عممية اندماج المياجريف. الجدكؿ أدناه يمثؿ نفقات بعض الدكؿ المستقبمة لممياجريف. جدول رقم )4-1( :المي ازنيات المخصصة لممهاجرين من اجل عممية االندماج اىذوىح اىمستقثيح اىىمسا أىماويا اىذومارك فزوسا ميزاويح اإلجماىيح اىمخصصح ىالوذماج اىمهاجزيه تاىمييىن اورو وصية اىفزد اىمهاجز مىذا محافظح اىنيثل تزيطاويا Source: l OCDE Chapitre 6. Intégration des immigrés : enseignements tirés de l expérience des pays de l OCDE 2008/5 (n 5). األمكاؿ التي تنفؽ عمى اندماج المياجريف يككف مصدرىا األمكاؿ العمكمية كتككف مكجية بشكؿ كبير لمتككيف المغكم لممياجر أك لمتككيف القانكني المختص في تسيير المجتمع المدني مف أجؿ تسييؿ العيش ضمف المجتمع. - الرفع من مستوى البطالة نجد األثر الناتج عف ظاىرة اليجرة في الدكؿ المستقبمة ينقس بيف إيجابي ك سمبي كىذا األخير يككف نتيجة الفكر ال أرسمالي الذم يبحث عف المكارد بأقؿ التكاليؼ فمف ىنا تتجو اقتصاديات الدكؿ المستقبمة 35

37 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة إلى تكظيؼ العمالة المياجرة نتيجة رخص أثمانيا مما يؤدم إلى ازدياد البطالة في كسط األف ارد األصميف. فمثبل في ألمانيا القطاع الصناعي يشغؿ ما قيمتو ستة أعشار اليد العاممة خاصة العمالة المنحدرة مف % 17 تركيا _كالتي يمثؿ األجر الذم تتقصاه مف األجر الذم يتقاضاه السكاف األصميف_ مما دفع األلماف إلى تشغيؿ المياجريف لكني كجدكا صعكبة في ىذا نتيجة تأثير القكل النقابية مما دفعي إلى نقؿ مصانعي إلى الدكؿ التي تعتبر أصمية لظاىرة اليجرة كالتي تمتاز برخص يد ع اليا. كىذا ما يترتب عنو 27 نقص عرض العمؿ كزيادة في نسبة البطالة. - التأثي ارت اإليجابية لظاهرة الهجرة عمى الدول المستقبمة تنشيط النمو الديموغ ارفي 2 - تعرؼ الدكؿ المستقبمة لممياجريف نمكا سكانيا ضعيفا مما ينتج عنو عد مقدرتيا عمى تعكيض األجياؿ - كالذم يتطمب نسبة نمك تعادؿ %- 2.1 لممحافظة عمى المستكل العا لمبمد عمى ىذا نجد أف المياجر يعمؿ عمى تفعيؿ النمك السكاني في الدكلة التي يقي فييا كتعكيض النقص المكجكد في األجياؿ خاصة كأف ىذا المياجر قد مف دكلة أصمية تعرؼ نمكا سكانيا عاليا كدرجة خصكبة مرتفعة. يمكف تكضيح ىذا مف خبلؿ الجدكؿ أدناه كالذم يمثؿ درجة الخصكبة لكؿ مف الدكؿ المستقبمة كالمصدرة لممياجريف. جدول رقم) 5-1 ( درجة الخصوبة لكل من المناطق المصدرة و المستقبمة لممهاجرين معذه اىخصىتح مىاطك اىثيذان اىمصذرج ىيمهاجزيه 4.83 إفزيقيا 2.46 أمزينا اىالتيىيح 2.40 أسيا معدل الخصوبة مىاطك اىثيذان اىمصذرج ىيمهاجزيه 1.41 أوروتا 2.27 اىمحيظ أمزينا اىشماىيح Galor, Oded, and Omer Moav. "Natural Selection and the Origin of Economic Growth." Quarterly Journal of Economics (2002):

38 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة Source: World Population Prospects. Nations Unies. 2005, pourcentages calculés تشير تقارير ىيئة األم المتحدة أف عدد سكاف الدكؿ المتقدمة سينخفض ب 126 مميكف فرد إذا ل تبؽ ظاىرة اليجرة في العال عمى ىذه الكتيرة كما أف االتحاد األكركبي ال يستطيع المحافظة عمى مستكيات 28 التطكر االقتصادم كالتكنكلكجي بدكف التحاؽ حكالي 50 مميكف مياجر في السنكات العشر القادمة. - زيادة فرص النمو فيما يخص أثار ظاىرة اليجرة عمى الدكؿ المستقبمة نجدىا عامبل أساسيا في استق ارر األسكاؽ االقتصادية حيث تعرؼ ىذه الدكؿ اضط اربات دكرية خاصة في األسكاؽ المالية كسنحاكؿ تبياف ذلؾ مف خبلؿ منحنى عرض ك طمب العمؿ. مف خبلؿ المنحنى أدناه نبلحظ أف منحنى العرض ينتقؿ مف الكضعية S 0 إلى الكضعية S 1 كىذا تحت تأثير ظاىرة اليجرة خاصة المياجريف المؤىميف مما يترتب عنو انخفاض في مستكل األجكر مف مستكل W 0 إلى مستكل W 1 كعمى ىذا سترتفع رفاىية المجتمع بمقدار شبو المنحرؼ المعبر عنو ب a,c h,,h+m مف جية. مف جية أخرل فإف المؤسسات كنتيجة االنخفاض في مستكل األجكر ستحقؽ أرباحا يعبر عنيا بالمستطيؿ W 0 W, 1 a, b, مما سيرفع مف االستثمار كيرتفع النمك بشكؿ عا. شكل رقم )6-1(: العالقة بين األجر الحقيقي وحجم اليد العاممة المؤهمة األجر ال قيقي D S 0 S 1 W 1 a W 0 c b 28 Nations Unies Perspectives de la population mondiale, La Révision de 2006, un.org, consulté le H 37 H+M اليد العاملة الم هلة

39 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue d'économie du développement 21, no. 2 (2007): رفع مستوى االستثمار لزيادة العماؿ في الدكؿ المستقبمة مف طرؼ المياجريف أثر إيجابي عمييا في حالة تحقؽ الفرضية المبنية عمى أف المياجريف يممئكف مناصب العمؿ الشاغرة في سكؽ العمؿ فيمعبكف دكر المكمؿ نتيجة عد تكاجد تخصصاتي في سكؽ العمؿ كعمى ىذا تؤدم ىذه االخيرة إلى قيا االقتصاد باستثما ارت جديدة. كالشكؿ أدناه يمثؿ تؤثر قكل الطمب كعرض العمؿ في ىذه الحالة مف خبلؿ منحنى الطمب الذم ينتقؿ إلى اليميف في حالة كجكد مياجريف مكمميف لدكرة االقتصادية مما يدفع بمستكل األجكر إلى االرتفاع. شكل رقم )7-1(: العالقة بين األجر الحقيقي و اليد العاممة المؤهمة األجر ال قيقي A D S S A W 1 D B B W 0 C o L 38 L L اليد العاملة

40 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue d'économie du développement 21, no. 2 (2007): كيمكف تمخيص جميع المكاسب التي تحققيا المؤسسات كالعماؿ في الجدكؿ أدناه: جدول رقم )6-1( : المكاسب التي يحققها كل من العمال و المؤسسات في ظل ظاهرة الهجرة ΔPIB هكتسببث العوبل ارببح الوؤسسبث الحبلت ABw0 المنطقة االمتفاء اىذاتي مه حيث اىعماه w 0 BLO منطقة تنميح سىق اىعمو مه طزف اىمهاجزيه A'B'w 1 منطقة w1b'l' منطقة مكاسب المهاجرين w1b'l'l"cw0 : مكاسب السكان األصليين w0cl"o منطقةA'B'L'LBA (> 0) Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue d'économie du développement 21, no. 2 (2007): فمف خبلؿ ىذا الجدكؿ نبلحظ أف المياجريف ال يتسببكف في انخفاض مستكل األجكر لمسكاف األصميف بؿ بالعكس حيث يستطيعكف تعكيض ذلؾ مف خبلؿ الرفع مف مستكل الناتج المحمي اإلجمالي كزيادة نصيب الفرد منو بما فيي السكاف األصميف أم أف رفاىية الفرد داخؿ المجتمع المستقبؿ لممياجريف ستزيد مف خبلؿ رفع مستكل اإلنتاج ك تنكعو الذم يحقؽ تمبية رغبات الفرد في تمؾ المجتمعات. المطمب الثالث : سياسات الهجرة بين الجنوب و الشمال إف مشكمة اليجرة الدكلية ستبقى مطركحة ما دامت المجتمعات االقتصادية تنمك كتتطكر. كمف خبلؿ اآلثار المعركضة في المطمب السابؽ اتضح لنا أف لظاىرة اليجرة أثا ار سمبية عمى كؿ مف الدكؿ المستقبمة كالمصدرة ليا كأخرل إيجابية. عمى ىذا نجد كؿ مف ىذه الدكؿ تضع سياسات تيدؼ لمحد مف سمبيات الظاىرة كاستغبلؿ إيجابيتيا مما أكجد ص ارعات بيف ىذه الدكؿ خاصة في محاكر االتفاقيات االقتصادية التي تدرج ضمف أعماليا مسألة اليجرة. 39

41 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة ليذا سنتطرؽ في ىذا العنصر إلى أى السياسات كاآلليات التي تعتمد عمييا أى المناطؽ المستقبمة لممياجريف في العال كالمتمثمة في االتحاد األكركبي كالكاليات المتحدة األمريكية. فيما يعتمداف عمى آليات انتقاء المياجريف كيفضبلف اليد العاممة المؤىمة أك عالية التأىيؿ مف خبلؿ كضع شركط كمكاصفات مينية لمسماح لمفرد المياجر باإلقامة في المنطقة. مف جية أخرل يحاكالف محاربة اليجرة غير الشرعية التي تنامت بسبب عد السماح لؤلف ارد اآلخريف بالدخكؿ. فنجد االتحاد األكركبي يعتمد عمى جياز يسمى بالشرطة األكركبية أك اليكركبكؿ كىك جياز مسئكؿ عف جمع البيانات كتبادليا مع مختمؼ األجيزة األمنية لدكؿ االتحاد في مختمؼ المجاالت بما فييا اليجرة كاليجرة غير الشرعية مف خبلؿ إحصاء عدد الداخميف كالمغادريف إلى كمف االتحاد األكركبي. قاعدة البيانات شفغف ىي قاعدة تيت بعدد التأشي ارت التي تخرج مف سفا ارت دكؿ األعضاء في االتحاد فإذا رفضت تأشيرة دخكؿ فرد مف إحدل سفا ارت دكلة في االتحاد فبل يمكنو الحصكؿ عمييا مف دكلة أخرل في االتحاد األكركبي. نجد كذلؾ أف االتحاد األكركبي كضع جياز يسمى بجياز العكدة أك الترحيؿ ميامو إقناع المياجريف غير الشرعييف بالعكدة إلى بمداني األصمية مقابؿ بعض االمتيا ازت المالية كيشرؼ عميو البرلماف األكركبي. أما فيما يخص الكاليات المتحدة األمريكية فاف سياستيا تشمؿ نقطتيف رئيسيتيف ىما بناء جدار عازؿ يشمؿ ثمث الحدكد الجنكبية مع المكسيؾ أم ما يعادؿ 1200 كم لمنع سكاف قارة أمريكا جنكبية مف التسمؿ إلى أ ارضييا كالذيف بمغ عددى 11.6 مميكف مياجر سنة كالنقطة الثانية تتمثؿ في برنامج يسمى بالعامؿ الضيؼ حيث يمنح لممياجر بطاقة إقامة بمدة عممو داخؿ الت ارب الكاليات المتحدة األمريكية كتنقضي بانقضاء عقد عممو. بينما تسعى الدكؿ المتطكرة الجتذاب األدمغة مف الدكؿ األخرل تحشد جيكدىا لممحافظة عمى أدمغتيا كعمى كضع حكافز لعد ىجرتيا. ففي بريطانيا مثبلن قامت الحككمة باستي ارد التكنكلكجيا مف الكاليات 40

42 الفصل ألاول المتحدة لتحفيز عممائيا عمى البقاء فييا كعد اليجرة. إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة أما في الصيف فمقد كضعت سياسة تجبر أصحاب اإلجا ازت الجامعية عمى العمؿ لمدة خمس سنكات داخؿ الببلد أك شياداتي بػ "افتداء" دكالر ت دفع 2000 لمسمطات المعنية. أما في أكركبا فقد أ قر ت في اجتماعات المجمس األكركبي المتعاقبة )لشبكنو ستككيكل سياسة زيادة مخصصات األبحاث بنسبة %3 مف 2001 برشمكنو 2002 كبرككسؿ )2003 الناتج الممحي اإلجمالي لمحيمكلة دكف ىجرة أدمغتيا كجذب األدمغة مف باقي الدكؿ بما فييا الكاليات 29 المتحدة األميركية. أما الدكؿ المصدرة لممياجريف فبدأت في كضع سياسات لممحافظة عمى أدمغتيا فنجد اليند )كالتي كانت قد فقدت اآلالؼ مف أدمغتيا( اعتمدت أكالن إنشاء ك ازرة لشؤكف الينكد المقيميف في الخارج بيدؼ التكاصؿ مع المياجريف كتسييؿ مشاركتي عمى مستكل أكبر في حياة اليند االقتصادية كمساعدتي كما أف العائديف مني ال يضطركف إلى التنقؿ بيف إدا ارت الدكلة كالكقكؼ في الصفكؼ الطكيمة كاختبار البيركق ارطية كغيرىا مف العكائؽ فيستطيعكف تأدية كؿ حاجاتي اإلدارية كاالستثمارية في ىذه الك ازرة. كما بدأت بالسماح بالجنسية المزدكجة ما دفع بالكثيريف مف الينكد المغتربيف إلى العكدة مع المميا ارت مف الدكال ارت يستقطبي أي ن ضا كضع اقتصادم مزدىر كبيئة مضيافة لبلستثمار كاألعماؿ كفرح كبير بأني عادكا إلى كطني كالى عائبلتي. كفي الدكؿ النامية مثؿ أثيكبيا كككريا الشمالية كجنكب أفريقيا فشر ع 30 أيضا في اتباع سياسات تساعد عمى الحد مف ىجرة الكفاءات العالية. كعمى العمك نبلحظ أف الدكؿ النامية بما فييا الدكؿ العربية تعتمد عمى سياسات تتمحكر في النقاط التالية: - تشجيع مؤسسات القطاع الخاص. 29 Giannoccolo, Pierpaolo. "Brain Drain Competition Policies in Europe: A Survey." (2005) 30 Forum International for Ethiopians Living in Diaspora, (FIELD),Transforming Brain Drain Into Brain Gain, Final Report, Part I, p.4, January 14,

43 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة - م ارجعة نظا األجكر كالحكافز ككذا مكاقع المعمكمات كالتكنكلكجيات الحديثة داخؿ المؤسسات العمكمية بإعطائيا األكلكية. - تطكير الفضاء العا داخؿ الشركات كالمؤسسات الكطنية المتخصصة حتى تتمكف مف االحتفاظ بخب ارتيا. - إعادة النظر في شركط كظركؼ العمؿ في بمداف حتى تصبح جذابة كمقنعة كتستجيب لشركط العيش الكري. - خمؽ قنكات لمش اركة كالمناكلة بيف الشركات الكطنية كالشركات األجنبية. االستفادة مف الخب ارت المياجرة بخمؽ كسائؿ لمتكاصؿ معيا اإلنترنت ممتقيات سنكية(. )شبكات ػ بكرصات ػ مكاقع في - - تشجيع الخب ارت الكطنية التي تستثمر في الخارج أك تحتؿ مكاقع متقدمة في الشركات العالمية الكبرل عمى االستثمار في الدكؿ المصدرة لميجرة. كاذا ما استمر ت ىذه السياسات بالتصاعد فسكؼ نرل منافسة حادة بيف الدكؿ األصمية كالمستقبمة الستقطاب ىذه الثركات البشرية ما يعني ارتفاع أثماف ىذه الكفاءات. كمف أجؿ ىذا ظيرت بعض المنظمات الدكلية التي تعمؿ عمى د ارسة ىذه الظاىرة محاكلة إعطائيا قالبا قانكنيا لمحد مف الص ارع بيف الدكؿ المصدرة المستقبمة. كمثاؿ عمى ذلؾ ىيئة األم المتحدة التي رسمت سياسات تنظيمية لميجرة يمكف تمخيصيا فيما يمي: - دع المنظمة العالمية لميجرة كتكميفيا بيذا الممؼ مف أجؿ كضع سياسات بشكؿ يضمف مصالح جميع الدكؿ المعنية. 42

44 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة - الحد مف اليجرة غير الشرعية كمحاربة ظاىرة تيريب البشر مف جية كفتح قنكات اليجرة المشركعة الستفادة األف ارد منيا مع ضماف جميع حقكقي. فمحاكلة بعض الدكؿ خاصة المستقبمة تشديد اليجرة سيشجع اليجرة غير المشركعة عمى المدل البعيد. - الدكؿ المستقبمة يجب عمييا م ارجعة سياساتيا تجاه ظاىرة اليجرة كىذا مف التحديات الكبرل ليا مستقببل. أما المنظمة العالمية لميجرة (OIM) فيي تقد مساعدة لمحككمات كلمشركاء الدكلييف اآلخريف في مجاؿ حيث اليجرة, أصبحت كاحدة مف المنظمات اإلنسانية األكثر أىمية عمى الصعيد الدكلي بفضؿ ب ارمجيا المتعم قة بصحة المياجريف كدمج البلجئيف كالميج ريف كالعكدة إلى الحياة المدنية. ال تنتمي ىذه المنظمة إلى منظكمة األم المتحدة لكف ذلؾ ال يمنعيا مف إقامة عبلقات عمؿ عف كثب مع أجيزة األم المتحدة كالمنظمات غير الحككمية كسياسات ىذه المنظمة مبنية عمى د ارسات ميدانية ينجزىا خب ارء أك م ارقبكف. المبحث الثالث: هجرة األدمغة إف اآلثار السمبية لميجرة الدكلية ل تقتصر عمى ىجرة األف ارد قميمي كمتكسطي التككيف كانما شممت بشكؿ كبير األف ارد ذكم الكفاءات العالية أك ما يسمى بالعقكؿ كاألدمغة. ىذه األخيرة تعتبر مصدر النمك كالتطكر لممجتمعات ليذا حظيت باىتما كبير مف طرؼ الباحثيف كالسياسييف كمف ىنا ارتأينا تخصيص مبحث مف ىذا البحث لظاىرة ىجرة األدمغة المطمب األول مفهوم و أسباب هجرة األدمغة 1 -مفهوم هجرة األدمغة ظير مصطمح ىجرة األدمغة أك الكفاءات ألكؿ مرة في سنة 1949 أم بعد نياية الحرب العالمية الثانية أيف عبرت الصحافة البريطانية عف ىجرة الميندسيف كاألطباء البريطانييف إلى الكاليات المتحدة األمريكية 43

45 الفصل ألاول بعد انشغاؿ الحككمة بإعادة بناء ما خمفتو الحرب. إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة كقد أعطى األكادميكف كالباحثكف عدة تعاريؼ ليجرة األدمغة أىميا تعريؼ ديفيف برينر الذم بي ف أف "األمكاؿ كاألف ارد المؤىميف يتجيكف إلى األماكف التي يستفيدكف منيا كيفيدكف فييا" أما منظمة اليكنسكك عرفت الظاىرة عمى أنيا "نكع شاذ مف أنكاع التبادؿ العممي بيف الدكؿ بحيث تتميز باتجاه كاحد )مف الدكؿ النامية التي ال تستطيع استغبلؿ ىذا النكع مف الكفاءات إلى الدكؿ المتقدمة التي بإمكانيا تكظيفي ) أما االتجاه المعاكس فيسمى بالنقؿ التكنكلكجي المباشر كىك أحد أى عناصر العممية اإلنتاجية". مف خبلؿ بحثنا كجدنا ليجرة األدمغة نمطيف أساسياف يتحدداف مف خبلؿ آلية انتقاؿ األدمغة مف دكلة إلى أخرل يتمثبلف في: - نمط تبادل العقول واألدمغة يشتمؿ ىذا المصطمح عمى تبادؿ العقكؿ كالميا ارت مابيف الدكؿ كعادة ما تككف أصؿ تمؾ التبادالت اتفاقيات اقتصادية أك عممية أك ثقافية تت مابيف الدكؿ المتقدمة بيدؼ التكامؿ المعرفي أك ألجؿ العمؿ المشترؾ في مشاريع عممية كبحثية تعكد عمى الطرفيف بالنفع المعرفي كالمعمكماتي ناىيؾ عف الخبرة المكتسبة المتكلدة نتيجة لذلؾ. ك ىذا النمط نجده بقكة في القارة اآلسيكية فالصيف كاليند تأتياف في المرتبة األكلى مف حيث إب ار اتفاقيات التبادؿ المعرفي بينيما كبيف االتحاد االكركبي كالكاليات المتحدة األمريكية أما في الدكؿ العربية فنجد أف دكؿ الخميج بدأت تستعمؿ ىذا النكع مف اليجرة لتنمية قد ارت كفاءاتيا كاستغبلؿ الكفاءات الخارجية. - نمط استن ازف العقول واألدمغة إف استن ازؼ العقكؿ عادة ما يت بيف الدكؿ المتخمفة )الفقيرة( كالدكؿ المتقدمة )الغنية( مف خبلؿ الرفع مف العكامؿ الطاردة كالجاذبة لمعقكؿ كالكفاءات. ىذه العممية تسير دائما باتجاه كاحد أم منيا إلى صالح 44

46 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة الدكؿ المتقدمة كبدرجة أقؿ إلى دكؿ نامية أخرل. كطبقا لئلحصائيات األمريكية لمفترة ما بيف 1987 شيدت الكاليات المتحدة األمريكية ىجرة أكثر مف 850 ألؼ إطار ذم كفاءة عالية عممية مف 31 الدكؿ النامية. لذا ازداد اىتما المفكريف كاألكادمييف حكؿ معرفة كتحميؿ أسباب ظاىرة ىجرة األدمغة كاختمفكا إلى حد ما في رؤيتي ليا كىذا حسب الخصائص المككنة لكؿ دكلة حيث ال تتشابو عكامؿ طرد كجذب العقكؿ البشرية مف منطقة إلى أخرل إال أني اتفقكا عمى نقطتيف رئيسيتيف: - إف ظاىرة ىجرة األدمغة أخذت أبعاد جديدة كاتسع نطاقيا في الدكؿ النامية ليصؿ حتى الدكؿ المتقدمة خاصة بعد األزمة االقتصادية األخيرة. - زيادة قكة االرتباط الذم أصبح مباش ار بيف تكفر الكفاءات كالتنمية عمى مستكل المجتمعات بصفة عامة كاالقتصاد بصفة خاصة. 2 -عوامل طرد و جذب الكفاءات الد ارسات المنجزة لتفسير ظاىرة ىجرة األدمغة أك الكفاءات اعتمدت في غالبيتيا عمى نظرية العكامؿ الطاردة كالجاذبة لؤلف ارد كسنتطرؽ إلييا بالتفصيؿ في الفصؿ الثاني. حيث تصؼ ىذه النظرية أف ىناؾ عكامؿ طرد لمكفاءات في المكاطف األصمية كأخرل جاذبة لي في الدكؿ المستقبمة حيث يمكف تمخيص األكلى في النقاط التالية: - عوامل طرد األدمغة 31 Adams, Richard. "Migration, Remittances and Development: The Critical Nexus in the Middle East and North Africa." Paper presented at the United Nations Expert Group Meeting on International Migration and Development in The Arab Region Population Division Department of Economic and Social Affairs, United Nations Secretariat Beirut,

47 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة قمة قدرة الدكؿ األصمية عمى تكظيؼ الكفاءات داخؿ أسكاقيا لضعؼ التكنكلكجيا فييا. فيصبحكف عاطميف عف العمؿ أك يشغمكف كظائؼ ال تتكافؽ مع تخصصاتي كمستكياتي مما يدفعي إلى اليجرة ىذا مف جية كمف جية أخرل فيذه الكظائؼ تقد لي مقابؿ مردكد مالي ضعيؼ ما يؤدم إلى انخفاض مستكاى المعيشي فاألجكر التي يتقاضكنيا ال تؤمف لي ظركؼ العيش الكريمة. نتيجة إلى طبيعة األنظمة السياسية الحاكمة كنيجيا األمني في العديد مف الدكؿ النامية فقد يتدخؿ النظا الحاك بفرض رقابة مشددة عمى تحديد نكعية البحكث العممية التي يت التعامؿ معيا خدمة لرؤيتو السياسية. مما يجعؿ الباحثيف يترددكف في تحقيؽ طمكحي العممي في د ارسة كتحميؿ مكاطف الخمؿ في ظاىرة ما مف أجؿ معالجتيا كتقدي الحمكؿ العممية المناسبة ليا خكفا مف أف تككف نتائج تمؾ األبحاث كالحمكؿ مخالفة لطبيعة كسمكؾ المؤسسة الحاكمة األمر التي تصادر نتائج البحث أك تمنعيا مف النشر. نجد كذلؾ أف عد اىتما الدكؿ األصمية بيذا النكع مف الكفاءات ارجع إلى الرككد المكجكد في تطكر القكل المنتجة. كنممس ىذا في بقاء كسائؿ اإلنتاج بدائية أك ضعيفة التكنكلكجيا كاقتصارىا عمى القطاع الز ارعي كالصيد. أما القطاعات الحيكية كالصحة فبل تحتكم حتى عمى البنى التحتية كتبرز ىذه الحالة خاصة في الدكؿ الفقيرة غير النفطية. كجكد التفرقة الكاضحة بيف خريجي الجامعات الكطنية كخريجي الجامعات األجنبية مما أدل إلى تشجيع الد ارسة في الخارج كساعد عمى انتشار استخدا الكفاءات األجنبية عمى حساب الكفاءات الكطنية مما شكؿ دافع طرد لي إلى خارج حدكد الكطف. 46

48 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة ك في غالب األحياف يككف سبب ىذه الظاىرة عد االستق ارر السياسي كاالجتماعي المتمثؿ في البيركق ارطية التشريعات القانكنية تقيد الحريات كعد فتح المجاؿ لئلبداع مما يدفع ىذا النكع مف الكفاءات إلى البحث عف مجتمعات تؤمف لو حقكقو. عد التكازف بيف المنظكمة التربكية كالمنظكمة التنمكية فالتككيف في الكثير مف الدكؿ النامية يعمؿ عمى تكفير جميع االختصاصات العممية الممكنة إال أف سكؽ العمؿ كالسياسة التنمكية في الببلد ال يعتمداف عمى كؿ المؤىبلت التي يكفرىا النظا التعميمي مما يدفع الكثير مني إلى ترؾ أكطاني األصمية. - عوامل جذب الكفاءات رغ كقكؼ الدكؿ المستقبمة لممياجريف ضد ىجرة أف ارد الدكؿ النامية إلييا إال أنيا تتبنى سياسات مخططة كمدركسة بدقة الجتذاب أصحاب الكفاءات كالميا ارت الخاصة مف ىذه الدكؿ. عمى سبيؿ المثاؿ أصدر الككنغرس األميركي ق ار ارن بزيادة تصريحات الحصكؿ عمى بطاقة اإلقامة لمخريجيف األجانب في مجاالت التكنكلكجيا المتطكرة مف 90 ألفا في السنة إلى 150 ألؼ ث 32 الى 210 ألؼ خبلؿ العا الماضي. تييئ الدكؿ المستقبمة _كالتي تككف في أغمب األحياف متقدمة_ المحيط العممي الذم يحفز عمى مكاصمة البحث كالتطكير كزيادة الخب ارت حيث أف ظركؼ العمؿ في البمداف المتقدمة مشجعة لتحقيؽ الطمكحات العممية بما تكفره مف فرص لمبحث العممي ككسائمو المختمفة. 32 فاطمة زىرة افريحة عكامؿ ىجرة الكفاءات بالج ازئر مف بحكث ندكة ىجرة الكفاءات العربية التي نظمتيا االككا مركز د ارسات الكحدة العربية بيركت ص 155 /

49 ص, الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة تكفير الثركات المادية الضخمة التي تمكنيا مف تمكيؿ فرص عمؿ ىامة كمجزية ماديان كتشكؿ إغ ارء قكيا لمعقكؿ المتكاجدة بالدكؿ األصمية بما تكفره مف مستكل مع مشي ممتاز كضمانات اجتماعية كخدماتيا العديدة فضبل عف تكفر كؿ كسائؿ االستيبلؾ كالرفاىية المادية كتسييبلتو. 33 انخفاض نسبة العقكؿ العممية في الدكؿ المتقدمة صناعيان بسبب انخفاض نسب الكالدة كعدد المتخصصيف في الفركع العممية كالتقنية مما يجعميا تبحث عف عقكؿ ككفاءات أجنبية كتقد ليا اإلغ ارءات المادية لممئ ىذا الف ارغ كبخاصة في السنكات األخيرة حيث كصمت غالبية الدكؿ المتقدمة إلى مستكل دكف النمك السكاني الصفرم بينما يسير ىذا المعدؿ في دكؿ العال الثالث 34 كمنيا الدكؿ العربية في االتجاه المعاكس. المطمب الثاني: واقع الدول النامية من ظاهرة هجرة األدمغة إف تقد ظركؼ العيش في كؿ مف االتحاد األكركبي كالكاليات المتحدة األمريكية نتيجة االستق ارر السياسي كالتقد التكنكلكجي أدل إلى ت ازيد ظاىرة ىجرة األدمغة مف الدكؿ النامية. فعمماء ىذه الدكؿ شكمكا ما يقارب % 13 مف مجمكع عمماء الكاليات المتحدة األمريكية في سنة كآخر اإلحصائيات المتحصؿ عمييا أظيرت أف قارة إفريقيا أصبحت أكبر متضرر مف ىركب أدمغتيا إلى الخارج. حيث 2000 سجمت ىذه األخيرة نسبة % 31 مف مجمكع المياجريف األفارقة في سنة لتصؿ إلى مستكيات قياسية في بعض المناطؽ االستكائية في القارة متجاكزة % 65 مف حج المياجريف في المنطقة. كمف خبلؿ تحميمينا لمعطيات ىذه الظاىرة يتبيف لنا أف ىناؾ مناطؽ تفكؽ فييا نسبة المياجريف المؤىميف نسبة كالمقدرة ب 13 دكلة. تأتي في المرتبة الثانية 22 دكلة كالتي تصؿ نسبة المؤىميف المياجريف % 50.% 20 منيا نسبة %, 45 تمييا 16 دكلة بنسبة تفكؽ كفي األخير تأتي الدكؿ التي نسبة نزكح المؤىميف مجمة البرلماف العربي السنة/ ديسمبر 2001 العدد / فالح عبد القادر حممي, مستقبؿ ال أرسمالية, مف منشك ارت بيت الحكمة طبع شركة السرمد 2000 ص

50 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة 35.% 16 فييا أقؿ مف % 20 مف بينيا الج ازئر ب كالشكؿ التالي يمثؿ نسب الدكؿ اإلفريقية مف ظاىرة ىجرة االدمغة. شكل رقم) 8-1 ( يمثل نسب هجرة االدمغة في القارة االفريقية Source : Emigration, stopper l'hémorragie, Publié dans l Etat de l Afrique 2006, par Abdeslam Marfouk ىذا التفاكت في نسب ىجرة األدمغة بيف مختمؼ الدكؿ اإلفريقية ناتج عف خصائص كؿ دكلة مف حيث التركيبة االقتصادية, االجتماعية ك السياسية. كعمى ىذا يمكف تقسي الدكؿ مف حيث الخصائص كعبلقتيا بنسب ىجرة األدمغة إلى أربعة أصناؼ: 35 Frédéric Docquier, Olivier Lohest, and Abdeslam Marfouk, "Brain drain in developing regions ( )," (IZA Discussion Papers, 2005). 49

51 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة - الصنؼ األكؿ مف الدكؿ نجد نسبة ىجرة األدمغة فيو األضعؼ في القارة نتيجة تكفر ىذه الدكؿ عمى ثركات طبيعة كمؤىبلت بشرية تكظؼ في قطاع استغبلؿ الثركة مع استق ارر سياسي إلى حد كبير مثؿ ما ىك الحاؿ بالنسبة لمج ازئر. - الصنؼ الثاني نجد فيو دكال ال تتكفر عمى ثركات طبيعة لكنيا تض مؤىبلت بشرية تستغؿ في قطاع الخدمات كالسياحة بحيث تككف ىجرة األدمغة فيو أكبر مف الصنؼ األكؿ كأقؿ مف الصنؼ الثالث مثؿ تكنس ك أنغكال. - الصنؼ الثالث مف الدكؿ مستكيات ىجرة األدمغة فيو كبيرة نتيجة تكفر ىذه الدكؿ عمى ثركات طبيعية لكف تقؿ فييا المؤىبلت البشرية مما يدفع الدكؿ إلى االستنجاد بمؤسسات خارجية ال تكظؼ المؤىبلت المحمية المتكفرة مما يدفع ىذه األخيرة إلى اليجرة مثؿ دكلة نيجيريا. - الصنؼ ال اربع مف الدكؿ يفتقر إلى الثركات الطبيعية كالمؤىبلت البشرية زيادة إلى قمة الكثافة السكانية فيو. 36 كؿ ىذا يدفع باألدمغة إلى اليجرة إلى الدكؿ الغنية مثؿ دكلة ال أرس األخضر. تجدر اإلشارة إلى أف ىجرة األدمغة بالنسبة لمصنؼ األكؿ مف الدكؿ ليا تأثي ارت كبيرة عمى اقتصاديتيا فالج ازئر قاربت خسارتيا نتيجة ىذه الظاىرة مابيف سنة 40 مميار دكالر. قدر ىذا الرق عمى أساس أف كؿ كفاءة عممية تكمؼ الج ازئر في تككينيا دكالر ىذا مف جية. كمف جية أخرل عد إمكانية استغبلؿ كفاءتيا كاالستعانة بالكفاءات الخارجية مثؿ القطاع الصحي فنرل أف السياسة الج ازئرية تمجا إلى األطباء الصينييف كاألكركبييف الذيف يتقاضكف أربعة أضعاؼ الطبيب الج ازئرم الذم يفضؿ اليجرة إلى الخارج خاصة فرنسا. بحيث يمثؿ عدد األطباء الج ازئرييف الذيف يشتغمكف فكؽ الت ارب الفرنسي المرتبة األكلى مغاربيا بنسبة مف مجمكع 9112 طبيبا أجنبيا. كتأتي المغرب في % 10,26 36 Docquier, Frédéric, Olivier Lohest, and Abdeslam Marfouk. "Brain Drain in Developing Regions ( )." IZA Discussion Papers,

52 الفصل ألاول المرتبة الثانية ب 7,69 % تمييا تكنس ب إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة 37 %. 4,85.كأضاؼ تقرير المجنة االقتصادية اإلفريقية التابعة لييئة األم المتحدة أف % 70 مف مدرسي معيد الرياضيات بجامعة الج ازئر ل يعكدكا إلى أرض الكطف بعد تكميؿ تككيني مما دفع بالمؤسسات المعنية إلى مطالبتي بتكاليؼ التككيف كاإلقامة.نفس التقرير أفاد أف ما يقارب باحث ج ازئرم ىاجر إلى خارج الكطف في الفترة الممتدة مابيف سنة ىذه األرقا تعكس نسبة التكاليؼ التي تتكبدىا الخزينة دكف تمكف المحيط االقتصادم مف استغبلؿ ىذه الكفاءات. عمى ىذا الكاقع فإف ىجرة االدمغة أصبحت ىاجس جميع الدكؿ العربية التي تتكفر عمى إمكانيات طبيعية ىائمة كاحتياطات صرؼ ضخمة. كالجدكؿ التالي يمثؿ نسبة األدمغة المياجرة مف العدد الكمي لممياجريف في الدكؿ العربية. جدول رقم) 7-1 ( نسبة المهاجرين االكفاء من مجموع المهاجرين في كل دولة عربية البمد الكويت االردن الع ارق اي ارن مصر الج ازئر نسبة االدمغة المهاجرة من مجموع المهاجرين 14,1 58,9 58,6 38,6 55,6 67,8 البمد السعودية قطر عمان المغرب ليبيا لبنان نسبة االدمغة المهاجرة من مجموع المهاجرين 44,5 54,1 12,9 62,7 69,6 64,6 البمد اليمن فمسطين االما ارت العربية تونس سوريا نسبة االدمغة المهاجرة من مجموع المهاجرين 44,3 14,9 67, ,5 المصدر: تقرير المجنة االقتصادية ( اكك ) لدكؿ غرب اسيا, االم المتحدة, لعا كفي أغمب الدكؿ العربية يشكؿ األطباء أكبر نسبة مف المياجريف األكفاء حيث كصمت في سنة 2000 % 23 إلى % 50 ث في المرتبة الثانية يأتي الميندسكف بجميع تخصصاتي بنسبة ك آخر مرتبة نجد عمماء الطب ب % 15 لمسنا مف خبلؿ تصفحنا لؤلبحاث التي أنجزت في ىذا السياؽ عد ك جكد أرقا صحيحة تعكس حج ىذه الظاىرة رغ أف ىناؾ العديد مف المحاكالت العممية مف أجؿ حصر ىذه 37 اإلحصبءاح الصبدرث عه النجلس االقخصبدي واالجخنبعي الجزائري الذي هو تنثبتج هيئج رقبتج اشخشبريج خبتعج لرئبشج الجنهوريج :عه الودوث العلنيج حول هجرث األدنغج الذي أقيم في نقر جريدث الشعة 13 افريل م 51

53 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة Docquier et Marfouk 2004 الظاىرة في أرقا. كأى ىذه األعماؿ نجد الذم كضع الصيغة الرياضية لحساب حدة ىجرة األدمغة التي كانت عمى النحك التالي: يمثؿ حدة ىجرة األدمغة في البمد. j j m t,s t يمثؿ عدد األف ارد المكلكديف في البمد j كالمتحصميف عمى مستكل تعميمي s في الفترة j M t,s كالمقيميف في الخارج. يمثؿ عدد األف ارد الذيف تفكؽ أعمارى اؿ 25 سنة في البمدj كالمتحصميف عمى مستكل j N t,s تعميمي. t s في الفترة نتائج ىذا البحث عبارة عف قاعدة بيانات تخص مجمكعة مف الدكؿ اإلفريقية في بداية األمر لتعم عمى جميع دكؿ العال ك تقد جميع المعمكمات فيما يخص مككنات النمكذج. الجدكؿ التالي يمثؿ مجمكعة مف دكؿ اإلفريقية األكبر نسبة مف ظاىرة ىجرة األدمغة جدول رقم )8-1( يمثل نسبة المهاجرين في كل مستوى تعميمي لبعض البمدان االفريقية وسثح اىمهاجزيه مه مو مستىي تعييمي اىثيذان اإلفزيقيح مستىي اىجامعي مستىي األساسي مستىي االتتذائي 25,6 3,4 2,1 اوغىال 34,1 6,4 2,9 غيىيا االستىائيح 69 60,9 14,7 رأس األخضز 36,1 3,7 0,1 ويجيزيا 5,4 0,5 0,4 جىىب إفزيقيا Source : Base des données Frédéric Docquier et Marfouk

54 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة أرقا الجدكؿ تكضح أف معظ الدكؿ اإلفريقية تعاني مف ظاىرة ىجرة األدمغة حيث كصمت نسب ىجرتي إلى مستكيات قياسية لتصؿ إلى نسبة % 69 مف المؤىميف مف دكلة ال أرس األخضر. كيجب اإلشارة إلى أف ىذه النسبة ترتفع بانخفاض الكثافة السكانية لمبمد. المطمب الثالث است ارتجيات الدول النامية لمحد من هجرة أدمغتها منذ أف تفشت ظاىرة ىجرة األدمغة في الدكؿ النامية حاكلت كضع سياسات كاست ارتجيات ليس بيدؼ القضاء عمى الظاىرة كذلؾ لكجكد عكامؿ طاردة المتعمقة بالتنمية كانما الحد منيا كتقميصيا عف طريؽ استرجاع بعض الكفاءات المياجرة كالحفاظ عمى التي في الكطف ىذا مف جية. كمف جية أخرل محاكلة الدكؿ استغبلؿ األمكاؿ المحكلة مف ىذه الطبقة مف المياجريف ك صيرىا في العجمة التنمكية. كمف أى النماذج في ىذا الميداف نجد البرنامج األكؿ لييئة األم المتحدة كالمسمى تككتاف. - برنامج توكتان 1 كضع ىذا البرنامج في سنة 1990 مف طرؼ ىيئة األم المتحدة محاكلة لتخفيؼ حدة ىجرة الكفاءات عمى كؿ الدكؿ التي ترغب في االنضما إلى ىذا البرنامج عف طريؽ كضع جسر كاصؿ بيف الكفاءات المياجرة كأكطاني األصمية مف أجؿ االستفادة مف خب ارتي كمعرفتي العممية بتنظي تربصات قصيرة يمكف أف تدك إلى ستة أشير يتبادؿ مف خبلليا المغتربكف كالكفاءات األصمية معارفي العممية المغكية كالثقافية. انضمت إلى ىذا البرنامج 49 دكلة مف بينيا الج ازئر كأشاد تقرير ىيئة االم المتحدة بدكر ىذا البرنامج في كؿ مف المغرب كفمسطيف. حيث تمكف المغرب مف استغبلؿ ىذه الكفاءات في ميداف ىيكمة السياحة المغربية التي أعطت ثمارىا الحقا. كجمع أكؿ لقاء في المغرب 300 باحثا مف بيني مياجر. 38 Projet EUROMED Migration III Réunion entre pairs en matière de Migration et Développement/ novembre 2012 Madrid. 53

55 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة - التجربة الصينية في استرجاع أدمغتها 2 بعد تبني الحككمة الصينية لسياسة االنفتاح, ركزت كؿ جيكدىا في استرجاع اليد العاممة المؤىمة 1978 ك, 2006 ك التي قدرت ب مميكف طالب جامعي ك الذيف ىاجرك ما بيف سنة ك ىذا مف خبلؿ ب ارمج عممية أك إدماجي كيمزة كصؿ بيف المؤسسات العالمية الميتمة بالسكؽ الصينية ك الحككمة الصينية, حيث عرضت عميي أجكر كبيرة جدا مقارنة بما ينقضاه الصينيكف ك التي ت اركحت بيف دكالر أمريكي إلى دكالر أمريكي ك ىذا حسب التخصص ك حج المشركع المدمج فيو المياجر العائد. ففي مجاؿ استرجاع األدمغة, أصبحت الصيف مف بيف الدكؿ ال ارئدة مف خبلؿ عدد الب ارمج ك تنكعيا في مجاؿ عكدة المياجريف, ك مف بيف أى الب ارمج نذكر ما يمي: صندكؽ اإلعانة المكجو إلى البحث العممي ك التكنكلكجي لممياجريف العائديف, ك يعد ىذا البرنامج مياجر األقد, حيث ت تأسيسو سنة 1990, ك يض 24 برنامج عممي يعمؿ مف خبللو, عائد. برنامج تأىيؿ األدمغة, حيث كجو ىذا البرنامج إلى تككيف األدمغة العائدة ك التي تحمؿ شيادة - بركفيسكر حديثا, حيث أسس ىذا األخير سنة, 1993 ك ال ازؿ قائ حيث أدرج ىذا البرنامج 922 شخص إلى حد أالف. برنامج الشنكم, ييت باستقطاب المياجريف الصينييف الذيف يحممكف شيادة دكتك اره ك لي صمعة - عمى مستكل البمد المستقبؿ لي, أسس ىذا البرنامج سنة 1996 ك يض إلى غاية الساعة حكالي 8000 شخص. 54

56 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة برنامج مئة مكىبة, مخصص إلى األبحاث التي يقك بيا الصينيكف في الخارج, بحيث تمنح - األكاديمية الصينية لمعمك ك التكنكلكجيا, ما يعادؿ مميكنيف يف ألحسف الباحثيف, مف اجؿ إقامة 39 مخابر عممية في الت ارب الصيني ك ش ارء كؿ العتاد البلز لذلؾ. - التجربة المغربية في استرجاع أدمغتها 3 نتيجة نقص المكارد الطبيعية, ك المؤىبلت البشرية عمى مستكل االقتصاد المغربي, يحاكؿ ىذا األخير إلى إيجاد السياسات األمثؿ التي تحقؽ لو استرجاع اكبر عدد ممكف مف اليد العاممة المؤىمة ك التي تنشط في الخارج, فزيادة إلى برنامج تككتاف, نجد أف المغرب أطمؽ عدة )Forum internationales des compétences marocains( مباد ارت أخرل, أىميا مبادرة فينكك ىذا البرنامج أسس سنة 2004 مف خبلؿ تضافر جيكد ك ازرة التعمي العالي المغربية ك ك ازرة, المنتدبة لمجارية المغربية, حيث تمكنتا مف إنشاء قاعدة بيانات لممؤىميف المغربيف في الخارج حسب تخصصاتي, أيف تعمؿ الحككمة المغربية لتكظيؼ ىؤالء كؿ عمى حسب تخصصاتو, فمف خبلؿ ىذا البرنامج أك المبادرة استطاعة المغرب أف تككف مف بيف أحسف الدكؿ في مجاؿ 40 المعمكماتية في إفريقيا. بدأت الج ازئر تنتيج سياسة اجتذاب أدمغتيا مف خبلؿ كضع ممتقيات عممية, التي تكجو دعكة مشاركة لممياجريف الج ازئرييف المؤىميف, مف اجؿ تبادؿ المعمكمات ك إش اركي في سياسة,2011 التنمكية, حيث أقيمة أكؿ جامعة صيفية في الج ازئر لمكفاءات المقيمة في الخارج سنة ايف التحؽ بيذه التظاىرة 120 باحثا مف الخارج, ك كاف اليدؼ مف ىذه األخيرة تكطيد جسر. االتصاؿ, ك بحث سبؿ استغبلؿ ىؤالء المياجريف في بعث السياسة التنمكية 39 Le Bail, Hélène, and Wei Shen. "Le retour des «cerveaux» en Chine: quel impact socio-politique." Asie. Visions 11 (2008). 40 Belguendouz, Abdelkrim. "Compétences marocaines expatriées: Quelles politiques de mobilisation suivies pour le développement du Maroc? Du TOKTEN au FINCOME." (2010). 55

57 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة ضريبة باغواتي ك قد اقترحت ىذه الضريبة مف أجؿ تخفيؼ اآلثار السمبية ليجرة األدمغة عمى بمد المنشأ. ك فيما يتعمؽ بالفئة الثانية مف التدابير فقد كاف الباحثيف في ىذه الفترة يفكركف في إقامة نظا لمض ارئب مف اجؿ تعكيض الخسائر في االستثما ارت العامة لتشكيؿ أرسماؿ بشرم ممتز ببمد المنشأ "الضريبة عمى ىذه العقكؿ" سميت فيما بعد "ضريبة ك التي كاف مف المفترض أف تدفع لممياجريف ذكم مستكل "Bhagwati تعمي عالي أك مؤىبلت عالية في بمد اليجرة في نياية المطاؼ يجب أف تدفع ضريبة الدخؿ لؤلم المتحدة لتمكيؿ مشاريع التنمية في البمداف األصمية لممياجريف كفي أعقاب مناقشات عديدة مثيرة لمجدؿ حكؿ ىذا االقت ارح ل تتحقؽ ىذه الفكرة ألنيا أثارت العداء لكثير مف البمداف كالمياجريف. جميع البحكث التي أجريت خبلؿ ىذا الكقت عمى اآلثار السمبية لميجرة ىي معركفة تحت مصطمح الرؤية أك 'التقميدية' 41 'المتشائمة". خاتمة الفصل 41 Dumitru, Speranta. "Migration Qualifiée, Développement Et Égalité Des Chances. Une Critique De La Taxe Bhagwati." Revue de philosophie économique 13, no. 2 (2012):

58 الفصل ألاول إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة مف خبلؿ ىذا الفصؿ تكصمنا عمى أف ظاىرة اليجرة ىي نعمة ك نقمة لكؿ مف الدكؿ المستقبمة لممياجريف ك مصدرة لي, حيث تستفيد الدكؿ المستقبمة لممياجريف مف عنصر التكممة االقتصادية مف خبلؿ تكفر اختصاصات لدل المياجريف ال يممكيا السكاف األصميف ما يدفع بالحركة االستثمارية ك خمؽ سمع جديدة في السكؽ ما يضمف زيادة رفاىية المجتمع, ك نممس ىذه النتيجة األخيرة مف خبلؿ خفض المياجريف لمستكيات األجكر ما يعمؿ عمى تحكيؿ الفارؽ إلى استثما ارت جديدة تعمؿ عمى اؿ حد مف البطالة في الدكؿ المستقبمة ليا. إال اف ىذه الدكؿ نجدىا تضع سياسات لكبح معدالت اليجرة إلييا نتيجة ارتفاع قكل الطمب عف العمؿ فييا ك ارتفاع مستكيات البطالة, حيث ركزت ىذه السياسات عمى كضع شركط تاىيمية لمياجريف مف اجؿ استغبلؿ إال اليد العاممة المؤىمة ك مككنة جيدا, ما أدل إلى استن ازؼ عقكؿ الدكؿ النامية التي تشتكي أصبل نقص اليد العاممة المؤىمة في بعث النشاط التنمكم فييا مف جية ك مف جية أخرل خسارة التكاليؼ التككينية ليذا النكع مف اليد العاممة, فعمى ىذا الكاقع تحاكؿ الدكؿ المصدرة لمياجريف مف تعكيض ىذه التكاليؼ مف خبلؿ التحكيبلت المالية التي أصبحت محؿ اىتما العال لما تمثمو مف أىمية اقتصادية. 57

59 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية تمهيد نتيجة الظركؼ االجتماعية االقتصادية السياسية ك الثقافية أدت الزيادة في نسبة المياجريف عبر العال إلى تفاق أثارىا عمى مستكل كؿ مف الدكؿ المستقبمة ك المصدرة ليا فنتج عف ىذا الكاقع اىتما األكاديمييف بيذه الظاىرة حيث كجدت العديد مف الد ارسات ك النماذج التي حاكلت إعطاء تكضيحات حكؿ ظاىرة اليجرة فكاف اليدؼ مف ىذا الفصؿ ىك اإللما بالنظريات المفسرة لظاىرة اليجرة اؿدكلية حيث قمنا بتقسي ىذه النظريات حسب تكجييا التحميمي إلى قسميف األكؿ يشمؿ تحميؿ الظاىرة مف حيث محددتيا أك األسباب التي تدفع بالفرد كالجماعة لترؾ بمداني األصمية ك الثاني ييت بتفسير اآلثار المترتبة عف ظاىرة اليجرة عمى كؿ مف البمداف األصمية كالمستقبمة لممياجريف. المبحث األول: النظريات المفسرة لمحددات ظاهرة الهجرة الدولية 60

60 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية تيت ىذه النظريات بتحديد محددات ظاىرة اليجرة الدكلية كتحميميا فيي تيدؼ إلى تقدي تكضيحات حكؿ نشأة التدفقات كلكف رغ اليدؼ المشترؾ ؿ لنماذج المقترحة إال أنو يمكف تحديد مجمكعة متنكعة مف المفاىي المختمفة كالفرضيات المتضاربة كمستكيات تحميؿ منفصمة شاممة. ليذه األخيرة دكف السعي ألف تككف يت تصنيؼ النظريات التي تفسر بدء عممية اليجرة استنادا إلى مستكيات التحميؿ التالية: أوال ينصب التركيز عمى د ارسة مقاربات االقتصاد الكمي كالذم يسمى كذلؾ بالبنيكم Structuralistes مع األخذ بعيف االعتبار القكل الخارجية التي تؤثر في تنقؿ األف ارد خارجيا فيدكر شرح ىذه النظريات حكؿ كحدة التحميؿ التي تتمثؿ في المجتمع أك البمد حيث سنقك بالتطرؽ الى د ارسة ثبلث نظريات تتعمؽ بيذا التصنيؼ ىي نظرية االقتصاد الكمي النيككبلسيكي نظرية ازدكاجية سكؽ العمؿ كنظرية النظ العالمية. ثانيا يتضمف ىذا المستكل تحميؿ مقاربات االقتصاد الجزئي المستكحاة مف االقتصاد الجزئي النيككبلسيكي كالتي تقك عمى الفكرة القائمة بأنو يت اتخاذ ق ارر اليجرة عمى المستكل الفردم حيث ينظر لممياجر عمى أف سمككو عقبلني ييدؼ مف خبللو إلى تحقيؽ رفاىيتو. فحسب نمكذج االقتصاد الجزئي النيككبلسيكي تمثؿ اليجرة ق ار ار فرديا يتخذ بعد التقيي العقبلني لمتكاليؼ ك الفكائد في حيف أنو حسب نظرية االقتصاد الجديد لميجرة التي ترل أف ق ارر اليجرة ال عمى يقك فقط المستكل الفردم كلكف عمى مستكل العائمة أك الجماعة. ىذا النمكذج يؤكد أف الغرض مف اليجرة ليس فقط تعظي اإلي اردات إنما ك كذلؾ التقميؿ مف المخاطر حسب النمكذج النيككبلسيكي الذم يأخذ في الحسباف سكؽ العمؿ. أما حسب ثالث نمكذج كىك "دفع/سحب" المقد في فئة مقاربات االقتصاد الجزئي لميجرة الخارجية فإف اتخاذ ق ارر اليجرة يككف عمى المستكل الفردم كما ىك الحاؿ في النمكذج النيككبلسيكي إضافة إلى األخذ في الحسباف عكامؿ الطرد كالدفع في البمد األصمي كعكامؿ الجذب كالسحب في البمد المستقبؿ. 61

61 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية كأخي ار يت عرض النظريات الكسيطية التي تحاكؿ دمج المستكييف الكمي كالجزئي ألجؿ شرح محددات تدفقات اليجرة الخارجية أيف يت تحميؿ نمكذج النظامية كذم الدكافع السياسية ككذا المقاربات األكثر حداثة مثؿ نظرية الشبكات. المطمب االول: مقاربات االقتصاد الكمي بالنسبة لتفسير نظريات االقتصاد الكمى لظاىرة اليجرة فوم تستند عمى أسكاؽ العمؿ حيث الفجكات أك االختبلفات في األجكر الناجمة عف عد المساكاة في العبلقة بيف اليد العاممة ك أرس الماؿ مف خبلؿ تؼح مز العامميف عمى االنتقاؿ نحك المناطؽ التي تقد أجكر أعمى مف جية كمف جية أخرل الطمب المستمر لميد العاممة لكظائؼ كضعت أسفؿ السم االجتماعي مف قبؿ البمد المضيؼ كالتي ىي غالبا البمداف المتقدمة. كبالنسبة لنظرية النظ العالمية فحسب ركادىا فإف التنقؿ الخارجي لؤلف ارد ىك نتيجة طبيعية ناجمة عف تغمغؿ ال أرسمالية في الدكؿ غير ال أرسمالية كىك ما يعرؼ باليامشية.Périphériques - النموذج االقتصادي الكمي النيوكالسيكي 1 تعتبر اليجرة في ىذه النماذج جزءا ال يتج أز مف التنمية فقد اعتبرت أسباب اليجرة في معظميا اقتصادية. ىذه الفكرة قد طكرت الحقا مف قبؿ 1970 الذيف كضعكا األسس Horris.Todero و Lewis النظرية لممقاربة النيككبلسيكية. 1 Krichel, Thomas, and Paul Levine. "The Welfare Economics of Rural to Urban Migration: The Harris Todaro Model Revisited." Journal of Regional Science 39, no. 3 (1999):

62 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية ت تطكير النظرية النيككبلسيكية في إطار اليجرة الداخمية كقد ركز التحميؿ خصكصا عمى اليجرة مف المناطؽ الريفية إلى المناطؽ الحضرية كأحد عناصر التنمية فالمناطؽ الريفية تتكفر عمى فائض اليد العاممة لبلقتصاد الصناعي في المناطؽ الحضرية 2 Lewis1954 فبتطبيؽ النماذج االقتصادية النيككبلسيكية عمى السم الدكلي أم عمى المستكل الكمي كشرح االختبلفات الييكمية ما بيف الدكؿ كخصكصا تمؾ التي عمى أسكاؽ العمؿ كالتي تترج مف خبلؿ االختبلفات في األجكر حيث تشجع األف ارد عمى التنقؿ مف مناطؽ الدخؿ المنخفض إلى مناطؽ ذات الدخؿ المرتفع ىذا التنقؿ لميد العاممة يعتبر إيجابيا ألنو يؤدم إلى تقميص الفكارؽ كالتكجو نحك التقارب الدكلي في مجاؿ األجكر. اختبلؼ األجكر الحقيقية ما بيف الدكؿ يسبب نكعيف مف التدفؽ حسب النظرية النيككبلسيكية فإف ات كالتي مف خبلليا يتحقؽ تكازف اقتصادم جديد حيث يصبح مستكل األجكر ة الحقيؽم ىك نفسو في جميع البمداف بالنسبة لمتدفؽ األكؿ يحتكم عمى تنقؿ اليد العاممة مف البمداف ذات األجكر المنخفضة إلى ذات األجكر المرتفعة أما التدفؽ الثاني يككف انتقاؿ أرس الماؿ مف البمداف المستقبمة لممياجريف إلى الدكؿ المصدرة لي. فيككف اتجاه مكجة اليجرة مف البمداف المصدرة لممياجريف الذيف ى عمكما أقؿ تطك ار أيف عامؿ العمؿ متكفر ك عامؿ أرس الماؿ منخفض أما الثاني فيمثؿ تدفؽ أرس الماؿ في االتجاه المعاكس فتنقؿ اليد العاممة يؤدم إلى تحقيؽ التكازف بيف العرض كالطمب عمى اليد العاممة بجعميا أقؿ ندرة في بمد المقصد كأقؿ كثافة في بمد " Hechscher-Ohlin المنشأ. ففي عال مثالي نيككبلسيكي تككف عممية المعادلة بيف أسعار العكامؿ "نمكذج ستؤدم في األخير إلى تقارب األجكر بيف البمد المصدر كالبمد المضيؼ كىكذا يت التكصؿ إلى حالة 3 التكازف. في سنة 1997 أكضح Oberg ميكانيز التكازف كما يمي: الشكل رقم )2_1( آليات النيوكالسيكية التي تؤدي إلى التوازن 2 Fall, Abdou Salam, and Rokhaya Cissé. "Migrations Internationales Et Pauvreté En Afrique De L ouest." 3 Document de travail, no. 5 (2007). Zaiceva, Anzelika, and Klaus F Zimmermann. "Scale, Diversity, and Determinants of Labour Migration in Europe." Oxford Review of Economic Policy 24, no. 3 (2008):

63 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية البمد ذك األجر العالي العمل اليجرة البمد ذك األجر المنخفض العمل رأسمال تدفؽ أرسماؿ رأسمال Source :jennissen Causality chains in the international migration systems approach 2007 في حالة التكازف النيككبلسيكي كبعد تقارب األجكر ما بيف الدكؿ فإنو قد تتغير اتجاىات اليجرة مف خبلؿ التكقؼ أك عمى األقؿ تسجيؿ انخفاض كبير أك تكليد ىجرة عائدة )العكدة( كىذا ارجع الختفاء العامؿ الذم أدل إلى اليجرة في األساس. كمف ىذا المنظكر فإنو ينظر لميجرة الخارجية لمعمؿ كعامؿ لمتكيؼ االقتصادم بيف البمداف كأف طابعيا مؤقت. - النظرية التاريخية - الهيكمية للنظم العالمية 2 لقد أدل االنتقاد المكجو لمنمكذج النيككبلسيكي إلى ظيكر المقاربة التاريخية الييكمة كالتي تعكد جذكرىا الفكرية لبلقتصاد السياسي الماركسي كنظرية النظ في العال. فحسب البنية الماركسية فإف القكة الدافعة لميجرة ال تتمخص في الفكارؽ في األجكر بيف الدكؿ حسب ما جاء في النمكذج االقتصادم النيككبلسيكي كانما ىي رد طبيعي لمتنمية غير المتكازنة الناجمة عف تدخؿ ال أرسمالية في بمداف العال. 64

64 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية Wallerstein1974 فحسب Castels1989 العكامؿ المسببة لميجرة ىي عكامؿ اجتماعية كتاريخية عمى نطاؽ 4. كاسع كليس عمى نطاؽ ضيؽ "ق ار ارت فردية أو شركات خاصة هدفها تعظيم المنفعة" يشير النمكذج التاريخي لمييكمة إلى أف القكة السياسية كاالقتصادية مكزعة بشكؿ غير متساكم بيف البمداف المتقدمة ك المتخمفة لذا يعاني الناس مف عد المساكاة في الكصكؿ إلى المكارد حيث تكسيع ال أرسمالية يميؿ إلى تعزيز ىذا التفاكت فبدال مف التحرؾ تدريجيا نحك الحداثة كالتنمية االقتصادية يت حظر أك منع البمداف المتخمفة مف التطكر بمنظك أرس مالي الذم يزيد مف أكضاعيا غير المبلئمة في الييكؿ الجيكسياسي العا. حيث تقس ىذه الفظرية الدكؿ الى ثبلث مناطؽ حيث تسمى المنطقة األكلى بمركز ك تتميز بكثافة النفقات االستثمارية ك كثرتيا, زد إلى ذلؾ, فاالستق ارر السياسي ك التكزيع الثركة يككف بشكؿ يبلئ اف ارد المجتمع, أما المنطقة الثانية تسمى المحادية لممركز ك تككف فييا درجة اإلنفاؽ اقؿ مف دكؿ المركز ك التي تككف متطكرة ك تتبع النظا ال أرس مالي كاديكلكجية, أما المنطقة الثالثة فتسمى الجانب, ك تمتاز ىذه الدكؿ بقمة رؤكس األمكاؿ ك النفقات االستثمارية, ك عد االستق ارر السياسي, نتيجة قمة رؤكس األمكاؿ, فيذا الكضع يؤدم إلى انتقا ؿ األف ارد, بشكؿ إجبارم مف مناطؽ الجكانب الى المركز 5 مف اجؿ الحصكؿ عمى نصيب مف التكاليؼ االستثمارية. لقد ىيمنت المقاربة التاريخية لمييكمة عمى البحكث المتعمقة باليجرة في السبعينيات ك الثمانينيات لكف الناشطيف في ىذا النمكذج ل يقكمكا بتطكير النظرية بؿ عممكا عمى تقديميا كمظير مف مظاىر عد التكازف االقتصادم الجكىرم لعممية الت ارك ال أرسمالي فيي تترج اليجرة كنتيجة لتدخؿ ال أرسمالية في البمداف المتخمفة. 4 Ambrosetti, Elena, and Giovanna Tattolo. "Le Rôle Des Facteurs Culturels Dans Les Théories Des Migrations." 16p, Yamada, Nobuyuki. "Development in the World-System." Routledge Handbook of World-Systems Analysis (2012):

65 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية إال أف نتيجة ىذه المقاربة تمحكرت حكؿ أف اليجرة ال تتكلد بأسباب إقتصادية بؿ بظركؼ تاريخية المتمثمة في العبلقة بيف المستعمر ك مستعم ارتو ك عمى أساس ىذه النتائج كجية عدة انتقادا ت ليذه المقاربة تمثمت في حتمية كجمكد ىذه النظرية نتيجة كضع المياجر كضحية لمنظا ال أرس مالي الذم يرضخ إلى آلياتو ك قكانينو. - النظرية الثنائية لسوق العمل 3 ىذه النظرية تستند دائما عمى الجكانب الييكمية في سكؽ العمؿ. ىذا النمكذج يعتبر دليبل لكجكد عبلقات صمة بيف أسكاؽ البمداف المستقبمة كأسكاؽ بمداف المنشأ. أشار Massey كآخركف إلى أف اليجرة الخارجية ىي نتيجة لمطمب الدائ لمعماؿ األجانب كالتي ىي خصكصية الييكؿ االقتصادم في الدكؿ المتقدمة. ىناؾ عامؿ آخر يفسر الطمب المزمف لمعماؿ المياجريف كىك عد اىتما المحمييف ببعض الكظائؼ ففي الدكؿ المتقدمة ال يعمؿ السكاف فقط مف أجؿ الدخؿ كلكف كذلؾ ألجؿ الكضع اإلجتماعي فالكظائؼ التي ال تتطمب الميارة نجدىا في الجزء السفمي مف السم الميني حسب كجية نطر سكاف المجتمع المتقد أم تعتبر ميينة كتترؾ فرصة ضئيمة لمتقد لذا فأرباب العمؿ بحاجة لؤلف ارد الذيف يركف ىذه الكظائؼ ككسيمة لكسب الماؿ كليس ككسيمة لبمكغ مكانة اجتماعية معينة. كما أشار Massey كآخركف إلى أف العماؿ المياجريف يمبكف ىذه المعايير عمى األقؿ في بداية ىجرتي. فالكثير مني يبدؤكف بغاية اكتساب المكارد المالية كت اركميا ألجؿ تحقيؽ أىداؼ مثؿ ش ارء أك بناء منزؿ أك إنشاء نشاط اقتصادم في البمد األصؿ كمف خبلؿ التحكيبلت المالية يمكني الحصكؿ عمى رفاىية 6 أكثر كاحت ار الذات في البمد االصمي. 6 Massey, Douglas S, Joaquin Arango, Graeme Hugo, Ali Kouaouci, Adela Pellegrino, and J Edward Taylor. "Theories of International Migration: A Review and Appraisal." Population and development review (1993):

66 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية ثالث عامؿ ذكره Piore 1979 يؤثر عمى الطمب ىك كجكد قطاعيف لسكؽ العمؿ قطاع يتس بتركيز عاؿ ل أرسماؿ كفئة كظائؼ مستقرة ذات كفاءة تتميز بأجر جيد إضافة لمحماية كقطاع ثاف يتميز بكثافة عمؿ عالية ك إنتاجية منخفضة كبالمكاقؼ المحفكفة بالمخاطر 7 بالنسبة لمشركات. )ال تتطمب ميارة كبيرة( كما أنيا غير مكمفة إذا ما الحظنا فإننا نجد أف القطاع األكؿ ىك قطاع جاذب بطبيعتو المستقرة مع إمكانية ت ارك أرسماؿ البشرم الخاص بالشركات في حيف أف القطاع الثاني ال يمكنو ضماف ىذا االستق ارر بسبب تدني الركاتب انعدا األمف الكظيفي كانخفاض إمكانية التنقؿ إلى القطاع الثاني. اليد العاممة المحمية لمب ؿد المضيؼ تذىب لمقطاع األكؿ الذم يكفر المزيد مف األماف لذا كمف أجؿ تغطية النقص في اليد العاممة بالنسبة لمقطاع الثاني يتجو أرباب العمؿ لبلعتماد عمى العماؿ األجانب. أما العامؿ األخير فيك يتألؼ مف التغي ارت الديمغ ارفية )شيخكخة السكاف انخفاض معدالت الكالدة..الخ( التغي ارت االجتماعية في المجتمعات الحديثة )تحرر الم أرة تكسيع نطاؽ التعمي( الذم يمكف أف يؤدم أيضا ىيكمية إلى ؿ لحاجة العماؿ األجانب حيث أنو سابقا قد كانت المناصب متدنية األجر تشغميا النساء كالشباب المحميكف كحاليا تميؿ النساء لمحصكؿ عمى كظيفة كبالتالي يككف ليا مستقبؿ ميني كالشباب لمكاصمة د ارساتي فنقصت اليد العاممة في ىذا القطاع كعمد أرباب العماؿ لتكظيؼ العماؿ المياجريف. 7 Anderson, Bridget. "Migration, Immigration Controls and the Fashioning of Precarious Workers." Work, employment & society 24, no. 2 (2010):

67 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية عمى كاقع ىذه النظرية فاف المياجريف إلى الدكؿ المتقدمة يت تكجييي إلى القطاع الثاني أيف تككف مناصب العمؿ ال تعتمد عمى تأىيؿ أك تككيف كبير ك ت إثبات ىذه النظرية مف خبلؿ د ارسة Massey عمى المياجريف المكسيؾ إلى الكاليات المتحدة األمريكية. - نظرية االنتقال نحو الحركة 4 ىذه المقاربة ترل أف حركة األف ارد في حدكد الدكلة أك العابرة لمحدكد تككف متصمة بدرجة أك م ارحؿ التطكر الذم تمر بو المنطقة المياجر منيا ك المياجر إلييا De Haas حسب فإف تدفقات اليجرة عادة ما تنمك فقط خبلؿ الم ارحؿ األكلى مف التنمية أيف تطكر كسائؿ النقؿ كاالتصاالت تدفؽ المعرفة شعكر األف ارد بالحاجة لمفرص االقتصادية كارتفاع مستكل رفاىية الناس الذيف ىاجركا حيث تعمؿ ىذه األخيرة عمى تحفيز العديد مف األف ارد الختيار االنتقاؿ إلى أماكف أخرل حيث ظركؼ عمؿ كمعيشة أفضؿ فيناؾ مستكل معيف مف التنمية االقتصادية كاالجتماعية مقترنة بتصكر الحرماف النسبي مف حيث عد المساكاة الشاممة لفرص التنمية كباألحرل الفقر المطمؽ قد يككف ا سبب لميجرة. بمعناىا الكاسع فإف ىذا النيج يفسر لماذا بعض الدكؿ مثؿ : المكسيؾ تركيا المغرب الفمبيف ليست جزءا مف مجمكعة الدكؿ الفقيرة إال أنيا مصدر رئيسي لممياجريف يبدك أف التنمية ترتبط بالحر )التنقؿ( اؾ الكبير حيث تت ازيد تدفقات اليجرة كيبلحظ كجكد زيادة حادة في اليجرة خبلؿ الم ارحؿ األكلى لمتنمية داخؿ البمد األصمي حيث يعمؿ ىذا التطكر إلى الزيادة في تطمعات الفرد عمى المستكل االقتصادم ك االجتماعي أيف ينظر إلى اليجرة ككسيمة مف أجؿ تحقيؽ ىذه األىداؼ ك إمكانية القيا بيذ الح ارؾ نتيجة تطكر كسائؿ النقؿ 9 في بمده األصمي. 8 Gielis, Ruben. "A Global Sense of Migrant Places: Towards a Place Perspective in the Study of Migrant Transnationalism." Global Networks 9, no. 2 (2009): De Haas, Hein. "The Myth of Invasion: The Inconvenient Realities of African Migration to Europe." Third World Quarterly 29, no. 7 (2008):

68 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية في د ارسة لتجربة اليجرة مف بمداف جنكب أكركبا Faini و )1994( Venturini تمت د ارسة العبلقة بيف اليجرة ك التنمية ؼ كانت النتيجة أف العبلقة بيف اليجرة كالتنمية االقتصادية تأخذ شكؿ U بالمقمكب كىي تشير إلى أف اؿ زيادة في األجكر حتى ك إف كانت نسبية في الدكؿ الفقيرة سيككف ليا تأثير إيجابي عمى الميؿ إلى اليجرة كىذا ألف ىذه المكارد أك الزيادة تستخد لدفع التكاليؼ المرتبطة باليجرة كفي المقابؿ فإف البمداف الغنية نسبيا سيخفض معدؿ نمك األجكر نتيجة ضغكط اليجرة. في الكاقع فإف النمك االقتصادم في البداية يؤدم إلى معدالت ىجرة كبيرة ث تنخفض في حالة معينة عند الكصكؿ لمستكل أعمى مف التنمية االقتصادية كالتي تككف فييا التنمية كالقدرة عمى اليجرة خطية عمى األقؿ لتصؿ إلى ما يسمى" 10 " "حدبة اليجرة" ك ىذا ما يؤكد تجربة دكؿ جنكب أكركبا: إسبانيا إيطاليا اليكناف bosse migratoire كمؤخ ار البرتغاؿ كايرلندا ك بعض الدكؿ في جنكب شرؽ آسيا مثؿ: ماليزيا تايكاف كككريا الجنكبية ك دكؿ مثؿ تركيا تكنس الج ازئر المكسيؾ قد شمميا 11 ىذا النكع مف التغيير. المطمب الثاني: المقاربة النظرية الجزئية لمهجرة الدولية - نموذج االقتصاد الجزئي النيوكالسيكي 1 إف نمكذج االقتصاد الجزئي النيككبلسيكي يكضح االختبلفات في األجكر بيف الدكؿ الفقيرة كالغنية كأحد الدكافع الرئيسية لميجرة فيمكف اعتبارىا خاصية عامة. حقيقة أف المياجريف ينتقمكف مف البمداف الفقيرة إلى البمداف األغنى كلكف نماذج االقتصاد الكمي النيككبلسيكي حكؿ اليجرة الخارجية تفسر لماذا فقط بعض األشخاص مف الدكؿ الفقيرة قرركا التنقؿ كالبعض اآلخر ال أك لماذا ليسكا بنفس القدر ىذا الكضع. 10 Faini, Riccardo. "Développement, Commerce International Et Migrations." Revue d économie du développement 2 (2002): De Haas, International migration, remittances and development: Myths and facts,third World Quarterly, Volume 26,n 8, pp ,

69 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية أدل لظيكر نماذج كبلسيكية جديدة في السبعينات: النمكذج النظرم ك Harris في أعمى القائمة Todaro المقدمة عمى المستكل الجزئي اليجرة. "تكاليؼ اليجرة ك المقاربة االحتمالية" تسمح بفي أفضؿ لنشأة تدفقات يشير Todaro و Harris إلى أنو لتفسير ظاىرة اليجرة فمف الضركرم تعديؿ كتمديد المقاربة البسيطة التي تشمؿ الفارؽ في األجر كاألخذ بعيف االعتبار احتماؿ العثكر عمى منصب عمؿ لمفرد المياجر في البمد المستقبؿ. لقد ركز النمكذج االقتصادم الجزئي النيككبلسيكي عمى أسكاؽ العمؿ كد ارسة المياجريف كأف ارد فاعميف عقبلنييف يسعكف لتعظي دخمي كاالنتقاؿ إلى األماكف التي يمكف أف تككف أكثر إنتاجية فق ارر االنتقاؿ ىك نتيجة لتقيي عقبلني لمتكاليؼ كالعكائد ليس فقط اختيار االنتقاؿ مف عدمو كلكف أيضا تقيي الم ازيا كالعيكب المرتبطة بالكجيات المحتممة. كفي ىذا الصدد كمما كانت فجكة االمداخيؿ عميقة بيف البمداف ازدت المكاسب مف اليجرة كىذا ىك المنطؽ لتحديد التكاليؼ كالعكائد المكجكدة في العديد مف النظريات التي درست انتقاؿ األشخاص السيما في نيج دفع/جذب الذم ييدؼ إلى التمييز بيف قكل الجذب كالدفع فيي أساس عممية اتخاذ ق ارر اليجرة مف 12 عدمو. في نيج االقتصاد الجزئي النيككبلسيكي فإف ق ارر الرحيؿ ىك نتيجة مكازنة بيف التكاليؼ كاحتماؿ ارتفاع األجكر في بمد المقصد مع األخذ بعيف االعتبار احتماؿ إيجاد فرص عمؿ في ذلؾ البمد. كذلؾ تندرج في ق ارر ىجرة الفرد التكاليؼ المرتبطة باليجرة الخارجية كتشمؿ مصاريؼ السفر انعدا أك قمة الدخؿ في فترة البحث عف عمؿ في البمد المستقبؿ الكقت مف أجؿ التكيؼ كتعم لغة جديدة ككذا التكاليؼ النفسية 12 Lee, Chul-In. "Migration and the Wage and Unemployment Gaps between Urban and Non-Urban Sectors: A Dynamic General Equilibrium Reinterpretation of the Harris Todaro Equilibrium." Labour Economics 15, no. 6 (2008):

70 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية التي يتحمميا المياجركف بعد انفصالي عف أسرى كأصدقائي مع األخذ بعيف االعتبار التكمفة كالعائد كاحتماؿ العثكر عمى كظيفة في تحميؿ أسباب اليجرة فالنمكذج االقتصادم الجزئي النيككبلسيكي لو امتداد آخر لتحميؿ أرس الماؿ البشرم أيف تعتبر اليجرة كق ارر استثمارم. في النظرية االقتصادية ت االعت ارؼ منذ فترة ب أرس الماؿ البشرم كاعتباره كعامؿ لمتنمية االقتصادية في المجتمعات الحديثة أيف بدأت األبحاث تتكم عف ىجرة األدمغة فقد كانت المناقشات حكؿ ىذه الظاىرة Becker في الستينات تستند إلى األسس المنطقية لمفيك أرس الماؿ البشرم التي كضعيا Gary كفقا ك ليذه الد ارسات النمكذجية فإف أرس الماؿ البشرم يتشكؿ مف القد ارت كالميا ارت كالمكاىب التي يمتمكيا الشخص ك الدكؿ تقرر االستثمار في ىذا النكع مف أرس الماؿ مف خبلؿ تمكيؿ الد ارسات كانتظار العائد عمى االستثمار حيف يصبح ىؤالء األشخاص ناشطيف مينيا كيبدؤكف في دفع الض ارئب. في ىذا ك المنطؽ فإف مغادرة األشخاص المؤىميف خسارة صافية لبمد المنشأ ألنو لف يحصؿ عمى عائد االستثمار في أرس الماؿ البشرم مف مكاطنيو ك لمحد مف ىذا الكضع فقد ت أخذ كتنفيذ عدة تدابير تيدؼ لمحد مف 13 التأثير السمبي ليذا االنتقاؿ البشرم. كما الحظ Meyer كآخركف 1997 أف البمداف قد بادرت التخاذ است ارتيجيات تستند عمى مفيكميف اثنيف مف المفاىي النظرية مف جية ىجرة األدمغة التي كانت مكضكع السياسات التقييدية )جعؿ اليجرة أكثر تعقيدا ( تقدي الحكافز )جعؿ المناطؽ أكثر جاذبية لؤلف ارد المؤىميف عف طريؽ تكفير ظركؼ عمؿ أفضؿ 1976( كمف Baghawti كأجكر مرتفعة( كالسياسة التعكيضية )جمع الرسك عمى العقكؿ حسب ما اقترح جية أخرل فإف أكثر االست ارتيجيات الحديثة قائمة عمى نيج اف ىجرة االدمغة ظاىرة مكسبة اك مربحة لدكؿ األصؿ مف خبلؿ اليجرة العائدة. كتكضح التجربة أف است ارتيجيات كسب العقكؿ المياجرة مف خبلؿ إيجاد قنكات اتصاؿ بيف البمد األصمي ك جميع الكفاءات المياجرة يعمؿ عمى تطكير ك تنمية قد ارت البمد 13 DJEFLAT, Abdelkader. "Les Compétences Algériennes À L'étranger." Hommes & Migrations, no. 6 (2012):

71 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية األصمي, حيث أثبتت سياسات المنيج الثاني نجاعتيا عمى سياسات المنيج األكؿ في الدكؿ التي طبقت 14 آليات االتصاؿ بشكؿ صحيح. ينظر ل أرسماؿ البشرم عمى أنو عامؿ حاس في عممية التنمية في أم بمد كقد ت إد ارج أرس الماؿ البشرم في العديد مف الد ارسات عمى نماذج النمك المحمية مثبل 1988 حيث يعتبر تكظيؼ Lucas 1986 Romer : 15 األشخاص في التعمي كالقد ارت البدنية ضركريا لزيادة الناتج االقتصادم. يشير إلى أنو مف أجؿ تفسير أسباب اليجرة بشكؿ أفضؿ فمف الضركرم Zimmerman و Bauer األخذ بعيف االعتبار ليس فقط تفاكت األجكر كاحتماؿ الحصكؿ عمى كظيفة كلكف كذلؾ الييكؿ الداخمي كتجزئة سكؽ العمؿ ككذا الخصائص االجتماعية كاالقتصادية ك أرس اؿماؿ األشخاص الذيف يقرركف اليجرة. أخي ار ك كفقا لمنمكذج االقتصادم الجزئي النيككبلسيكي, فإف ق ارر اليجرة الفردم يرتكز أساسا عمى حرية االختيار كالكصكؿ الكامؿ لممعمكمات الخاصة بالبمد األصمي ك المستقبؿ كيتأثر ىذا الق ارر بالفكارؽ في األجكر بيف البمديف احتماؿ الحصكؿ عمى كظيفة في البمد المضيؼ التكاليؼ كالمخاطر المرتبطة بعممية اليجرة الخصائص الفردية ل أرسماؿ البشرم ككذا الييكؿ الخاص كتجزئة سكؽ العمؿ. - نظرية االقتصاد الجديد لمهجرة 2 14 Meyer, Jean-Baptiste, Jorge Charum, Dora Bernal, Jacques Gaillard, José Granés, John Leon, Alvaro Montenegro, et al. "Turning Brain Drain into Brain Gain: The Colombian Experience of the Diaspora Option." Science Technology & Society 2, no. 2 (1997): Hernandez, Emile-Michel. L'entrepreneuriat: Approche Théorique. Editions L'Harmattan, Bauer, Thomas, and Klaus F Zimmermann. "Causes of International Migration: A Survey." Crossing Borders: Regional and Urban Perspectives on International Migration (1998):

72 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية إف فشؿ تفسير النظرية النيككبلسيكية لظاىرة اليجرة أدل إلى ظيكر نماذج أخرل تسعى لشرح أسباب اليجرة كمف أحدث النظريات نجد نظرية "االقتصاد الجديد لميجرة" لكؿ مف 1989 كالتي StarkوTaylor 17 عممت عمى تحميؿ محددات اليجرة الخارجية عمى المستكل الجزئي. العنصر الجديد أك المبتكر في ىذه النظرية مقارنة بالنظرية الكبلسيكية الجديدة ىك أنيا ل تبدأ بالفرد ككحدة اتخاذ الق ارر في األسكاؽ المثالية بؿ ترل أف خيا ارت اليجرة تخضع لق ار ارت جماعية متخذة في سياؽ عد اليقيف كاألسكاؽ ² غير الكاممة. حيث يرل Starck و livhari مف خبلؿ فرضية اختيار المحفظة أف ىجرة مجمكعة مف أف ارد األسرة إلى الخارج يسمح بتنكيع مصادر الدخؿ كىذا مف خبلؿ التحكيبلت المالية ك يقمؿ مف مخاطر الفقر ك األمف عمى 18 اؿمستكل األسرم. إضافة إلى ذلؾ فإف اختبلؼ األجكر بيف الدكؿ حسب ىذه النظرية ليس المحدد الكحيد لميجرة كلكف أيضا المخاطر التي تكاجييا األسر كعد اليقيف في البمد األصمي حيث تقك ىذه االخيرة بتكزيع المخاطر مف خبلؿ القيا بمجمكعة مف األنشطة الداخمية حيث تتجو مف القطاع الفبلحي إلى المقاكالتية االعتماد عمى التكنكلكجيات الجديدة أك إنشاء مؤسسات لمشركع في عممية تكظيؼ جميع أف ارد األسرة أك إرساؿ أف ارد آخريف الى الميجر. فالمقاربة الجديدة تأخذ باالعتبار تأثير األسكاؽ األخرل إضافة لسكؽ العمؿ كذلؾ لمكصكؿ إلى االئتماف كالضماف االجتماعي. كفي الكاقع فإف الجزء الرئيسي لمداخيؿ األسر في المناطؽ الريفية يأتي مف األنشطة الز ارعية التي تككف حساسة لمظركؼ المناخية كتقمبات أسعار المنتجات الز ارعية كفي بيئة حيث أسكاؽ التأميف قميمة التطكر أك منعدمة. كفي ىذا السياؽ تمثؿ اليجرة إست ارتيجية اقتصادية كاجتماعية لمتغمب عمى المخاطر كعد اليقيف في االقتصاد الكطني كعمى ىذا األساس تقرر األسر إرساؿ أحد أف اردىا لمخارج. 17 De Haas, Hein. "Mobility and Human Development." (2009). 18 Gubert, Flore. "Pourquoi Migrer? Le Regard De La Théorie Économique." Regards croisés sur l'économie, no. 2 (2010):

73 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية 3 -نموذج )دفع/سحب( يعتبر نمكذج )دفع/سحب( أحد المقاربات األكثر شيكعا في مجاؿ البحكث المتعمقة باليجرة كما ىك الحاؿ في المجاؿ النيككبلسيكي فنمكذج )دفع/سحب( يرل أف تدفقات اليجرة ىي نتيجة لق ار ارت فردية متعمقة بتقيي التكاليؼ كالفكائد. ق ارر اليجرة يتحدد مف خبلؿ النظر إلى جية العكامؿ السمبية كىي العكامؿ الطاردة المحددة لمبمداف 19 المصدرة كجية العكامؿ اإليجابية الجاذبة التي تميز البمداف المستقبمة. ىذه المقاربة التحميمية الجديدة لميجرة التي اقترحيا 1966 تتجاكز اإلطار التقميدم المحدكد أساسا Lee بالعكامؿ االقتصادية كتكسع التحميؿ إلى المحددات األخرل التي تكجب ق ارر االنتقاؿ كالحاجة لميركب مف المكاقؼ أك الخطرة البحث عف ظركؼ أفضؿ لمتطكير الميني كالشخصي. تستند ىذه الرؤية عمى فكرة اختبلؼ العكامؿ المفسرة لق ارر اليجرة كحقيقة أف عممية اليجرة ليست دائما خيا ار طكعيا كما نجد في 20 التفسير النيككبلسيكي. كما سبقت اإلشارة فإف اليجرة تتكلد مف خبلؿ العكامؿ اإليجابية الخاصة بالبمد المستقبؿ أك العكامؿ السمبية المرتبطة ببمد األصؿ فالفئة األكلى مف العكامؿ تتعمؽ بالم ازيا المكجكدة في البمداف الصناعية بينما الفئة الثانية تتعمؽ بالسياؽ االقتصادم كاالجتماعي في البمداف النامية كبالتالي يتميز النكع األكؿ بعكامؿ إيجابية أك قكل جذب كيتميز النكع الثاني بعكامؿ سمبية أك قكل دفع ككمما كانت الفكارؽ بيف lee أف البمداف كبيرة )البمد األصؿ كالبمد المضيؼ( كاف احتماؿ اليجرة كبي ار. باإلضافة لذلؾ يفترض اليجرة االنتقائية تت عمى أساس خصائص فردية لممياجريف. 19 Hooghe, Marc, Ann Trappers, Bart Meuleman, and Tim Reeskens. "Migration to European Countries: A Structural Explanation of Patterns, " International Migration Review 42, no. 2 (2008): Parkins, Natasha. "Push and Pull Factors of Migration." American Review of Political Economy 8, no. 2 (2010):

74 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية حسب ىذه المقاربة أكلئؾ الذيف حفزكا بكاسطة عكامؿ جذب البمداف المضيفة ى باألحرل قامكا باختيار إيجابي اعتمادا عمى العمر المستكل التعميمي كالكفاءات في حيف أف األشخاص الذيف ىاجركا بسبب قكل الدفع لمبمد األصمي يميمكف إلى االختيار السمبي إضافة لذلؾ فإف الفئة األكلى لدييا ميؿ كبير لميجرة الطكعية أكثر مف الثانية. المطمب الثالث النظريات اإليجابية المدمجة لظاهرة الهجرة - نظرة العموم السياسية لظاهرة الهجرة 1 حسب ىي عممية تنقؿ بيف الدكؿ تتحك فييا مجمكعة مف السياسات كالسياسة التي 1981 اليجرة Zolberg تحدد العبلقة بيف الفرد كالدكلة. ليذا فالنظريات المذككرة أعبله ال تستطيع تفسير لماذا يختار عدد كبير مف األشخاص عقبلنيا اليجرة إلى دكؿ أخرل مف عدميا. فيك يقكؿ أف كؿ دكلة ليا مجتمع متجانس إلى حد ما كحدكده االجتماعية تتكافؽ مع الحدكد المعترؼ بيا في القانكف الدكلي كعمى ىذا فاف اليجرة تشكؿ تبادال بيف الدكؿ مف خبلؿ "نقؿ االختصاص" كىذا ألف المياجريف ليسكا أعضاء في المجتمع األصمي كلكف أصبحكا أعضاء في المجتمع المضيؼ كفي ىذا السياؽ فاليجرة تعتبر كاستثناء ؿ لقاعدة 21 التي تقكؿ أف المجتمع لديو قد ارت اجتماعية كثقافية ال يمكف التخمي عنيا. مف خبلؿ ىذا ينصب تحميؿ ىذه النظرية عمى أف تحميؿ عكامؿ اليجرة الدكلية ينبغي أف يأخذ بعيف االعتبار الطابع االستثنائي ليذه الظاىرة في إطارىا التفسيرم فتنظي العال المعاصر يمكف أف ينظر إليو كمجمكعة تتككف مف عنصريف: العنصر االكؿ يتمثؿ في األشخاص الذيف يسعكف إلى تحسيف شركط معيشتي عف طريؽ اتخاذ ق ارر اليجرة أما العنصر الثاني يتمثؿ في الدكلة التي يتعيف عمييا ضماف 21 Zolberg, Aristide R. "The Next Waves: Migration Theory for a Changing World." International Migration Review (1989):

75 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية تحقيؽ األىداؼ الجماعية مف خبلؿ التحقؽ مف اإلي اردات كالنفقات باإلضافة لمكضع السياسي. كيتحقؽ ىذا مف خبلؿ سياسات اليجرة التي تساعد في خفض التكتر السياسي داخؿ البمد االصمي. كثي ار ما ك تكاجو الدكؿ مأزؽ مصالح األف ارد الذيف يسعكف إلى زيادة كتعزيز رفاىيتي ك المصالح الكطنية ك نتيجة 22 لذلؾ ترتبط اليجرة الدكلية ب التكتر األساسي القائ بيف المصالح الفردية كالمصالح الكطنية. عمى الرغ مف التكتر إال أنو في بعض الحاالت تتكافؽ المصالح الفردية مع المصالح الجماعية كفي ىذا السياؽ فإنو يمكف أف يككف خيار االغت ارب )اليجرة( الحؿ الذم يسمح لممياجريف بتحسيف كتطكير مستكل معيشتي كمستكل معيشة األقارب الباقييف في البمد األصمي كالدكؿ تستفيد مف المكارد التي يحكليا المياجر إلى بمدقاألصمي. - المقاربة النظامية 2 كاف النقاش النظرم لميجرة يرتكز عمى كؿ مف النظرية الكبلسيكية الجديدة كالنظرية التاريخية الييكمية كمع تأثير الحداثة اتسمت المناقشات بشأف الظاىرة المدركسة باالنفتاح كاتساع النطاؽ كالتركيز عمى الدمج بيف الرؤل النظرية لمعديد مف التخصصات المختمفة. فالنماذج الحالية أصبحت مجتمعة كمدمجة أع كتعتبر المقاربة النظامية مف أكلى ىذه النماذج حيث ترل أف ظاىرة اليجرة تجمع م في أطر نظرية عددا ميما مف النماذج ك المقاربات فنظا اليجرة عبارة عف مجمكعة دكؿ مرتبطة بتبادالت اليجرة كىك نظا يتس بالديناميكية إلى حد كبير مف خبلؿ تشغيؿ مختمؼ الشبكات التي تض أعكاف اليجرة في مختمؼ مستكيات التجميع كلذلؾ تض نظرية أنظمة اليجرة مستكييف لمتحميؿ: األكؿ عمى مستكل البمد 22 Syrett, Stephen, and Michal Lyons. "Migration, New Arrivals and Local Economies." Local Economy 22, no. 4 (2007):

76 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية األصمي كالثاني عمى مستكل البمداف المستقبمة مع محاكلة تكحيد المسافة المكجكدة بيف البمداف. عمى ىذا 23 يمكف القكؿ أف المقاربة النظامية ترتكز عمى خمس عناصر : أ -شكؿ اليجرة: فضاء مكحد يغطي البمد األصمي ك يشرح أسباب مغادرتو كاآلثار التي ينبغي تقميميا مع األخذ بعيف االعتبار المساحة المكحدة. ب - اليجرة ليست إال نكعا مف العبلقة التي تجمع المناطؽ األصمية بالمناطؽ المستقبمة فيي العممية التي تت بطريقة مت اربطة مع غيرىا مف العمميات التاريخية الثقافية أك االقتصادية كالتي غالبا ما نجد جذكرىا في التاريخ. ت - اليجرة يمكنيا التطكر مع الكقت كبالتالي إحداث تغيير في تدفقات اليجرة كالتأثير عمى مناطؽ ث معينة. - لمدكلة دكر ىا تقك بو في عممية اليجرة إما مف خبلؿ سياسات اليجرة التي ليا أثر مباشر عمى اليجرة أك عف طريؽ العبلقات االقتصادية اإلست ارتيجية أك السياسية مع الدكؿ األخرل التي يحتمؿ أف تؤثر فييا بطريقة غير مباشرة. ج - تحديد الكسائؿ التي مف خبلليا يمكف لمقكل االقتصادية الكمية التأثير عمى ظاىرة اليجرة. أحد ىذه الكسائؿ يمثؿ شبكات الركابط بيف المياجريف كعائبلتي كأصدقائي إضافة إلى العكامؿ عمى المستكل الجزئي بيف المجتمعات األصمية كالمستقبمة. بما أف اليجرة ىي الفضاء المكحد الذم يغطي في آف كاحد البمد األصمي كالمستقبؿ فمف المي التحميؿ عمى المستكل الجزئي كالكمي لفي تطك ارت اليجرة. النظر لمشبكات بالمقاربة النظامية كعنصر تكحيد لممسافة ما بيف البمد األصمي كالمضيؼ يسمح لنا بإظيار أف اليجرة تربط بيف أ ارضي الكصكؿ كاالستق ارر 23 Zlotnik, Hania. "Migrants Rights, Forced Migration and Migration Policy in Africa." Paper presented at the Migration in Comparative Perspective conference, Johannesburg,

77 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية مع أ ارضي المغادرة مف خبلؿ شبكات اليجرة كتيسير نقؿ المكارد لبمد المنشأ التي يمكف استخداميا لصالح التنمية. 3 -نظرية الشبكات و النظرية المؤسساتية النماذج االقتصادية األكلى تفسر أسباب اليجرة كترتكز أساسا عمى اليجرة لمعمؿ كتحميؿ كيفية تشكؿ التدفقات كاستم اررىا في ظؿ ظركؼ التفاكت بيف أسكاؽ العمؿ كالميا ارت الشخصية لؤلف ارد كقيكد االقتصاد الكمي التي ىيمنت طكيبل عمى الفكر النظرم لد ارسة ظاىرة اليجرة. عمى المستكل الكمي عمكما, اليجرة ىي نتيجة لبلختبلفات الييكمية بيف االقتصاديات مع السياؽ التاريخي لميجرة أما عمى المستكل الجزئي فاليجرة تعرؼ كق ارر فردم متخذ عمى أساس الفكارؽ في األجكر بيف الدكؿ أك بيف القطاعات 24 االقتصادية. - المقاربة المؤسساتية : العبلقة بيف الدكلة كالفرد تمثؿ خاصية ىامة لبلرتباط الجزئي-الكمي. ؼ المقاربة السياسية تؤكد عمى أىمية ىذه اؿ ة عبلؽ أما المقاربة النظامية تشير إلى ىذه التفاعبلت التي تتحقؽ مف خبلؿ القكانيف المعمكؿ بيا في المؤسسات. يت التعريؼ بأنكاع المؤسسات كطريقة تشغيميا كفقا ألىداؼ ينبغي تحقيقيا مف قبؿ الدكؿ ففي حالة الدكؿ ذات االستجابة القكية لطمب الجميكر فإف المؤسسات تعمؿ جنبا إلى جنب مع الدكلة كتشارؾ في عممية كضع السياسات في حيف أنو في سياؽ يتس بعد كفاءة أداء الدكلة كىذا غالبا ما يككف مف خصائص الدكؿ النامية ؼ اؿمؤسسات تعمؿ عمى كضع تشريعات قانكنية أك فرضيا 24 Guilmoto, Christophe Z, and Frédéric Sandron. "La Dynamique Interne Des Réseaux Migratoires Dans Les Pays En Développement." Population (french edition) (2000):

78 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية عمى الدكلة مف خبلؿ استعماؿ ظاىرة اليجرة ككسيمة ضغط مثؿ تحسيف المناخ االستثمارم عمى حساب الزيادة في حج التحكيبلت المالية. نجد كذلؾ اف النظا القانكني ك المؤسساتي الجامد ك الذم ال يخد المصالح الفردية لممجتمع يتسبب في زيادة عدد المياجريف في البمد األصمي كما نجد ىذه الظاىرة تتفاق خاصة في كسط األف ارد ذكم التككيف العالي. - مفهوم شبكات الهجرة مفيك شبكات المياجريف ال يقتصر عمى األقرباء فقط إنما يغطي كذلؾ الركابط الناجمة عف فإف الصداقة أك االنتماء إلى نفس المجتمع األصمي. كمع تثبيت كتمة مف المياجريف في بمد المقصد نقاط قكة ىذا المجتمع تبدأ في لعب دكر رئيسي في تنقؿ اآلخريف مف نفس منطقة األصؿ كىذا ما يؤدم لظيكر ظاىرة ". "ىجرة السمسمة يعرؼ Massey شبكات اليجرة عمى أنيا "مجمؿ العبلقات الشخصية التي تربط المياجريف السابقيف كغير المياجريف في المناطؽ األصمية كالمضيفة مف خبلؿ ركابط الق اربة أك الصداقة أك المصاىرة في البمد 25 المنشأ" يرل الباحثكف أنو مع إنشاء عدد كبير مف االتصاالت تصبح اليجرة عممية نشر متكيفة ذاتيا ألنو يت إنشاء الييكؿ االجتماعي الذم يدع بكصكؿ كؿ كافد جديد. كىذا الييكؿ االجتماعي المصغر لمبمد األصمي في البمد المستقبؿ يخفض مف تكاليؼ مشركع اليجرة لؤلصدقاء كاألقرباء الذيف ت تشجيعي عمى اليجرة. 25 Massey, Douglas S, Joaquin Arango, Graeme Hugo, Ali Kouaouci, Adela Pellegrino, and J Edward Taylor. "Theories of International Migration: A Review and Appraisal." Population and development review (1993):

79 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية نظرية الشبكات ىي نمكذج شامؿ مستمد مف المقاربة النظامية ككما سبقت اإلشارة فإف المقاربة النظرية تعتبر الشبكات االجتماعية مثؿ األدكات التي تسمح بتكحيد الفضاء بيف البمد األصمي ك البمد المضيؼ مف خبلؿ األنشطة العابرة لمحدكد المنفذة مف قبؿ المياجريف كإقامة عادات كتقاليد البمد األصمي في بمداف الميجر مثمما ىك حاؿ الجالية الصينية في الكاليات المتحدة األمريكية أك في فرنسا. 4 ال-نظرية السببية الت اركمية لقد الحظ Massey أنو كبغض النظر عف تطكير شبكات اليجرة فاليجرة الدكلية تفسر كذلؾ بعكامؿ أخرل تحدد الزيادة في تدفقات اليجرة مف خبلؿ ت ارك تأثير كؿ عامؿ كعمى ىذا سميت ىذه العممية ب"الت اركمية السببية" كىناؾ عدة عناصر تدخؿ في أصؿ العبلقة السببية الت اركمية ك مف بيف العكامؿ المحددة يمكف ذكر التحكيبلت المالية المرسمة مف قبؿ المياجريف كالتي تزيد مف حدة عد المساكاة كبالتالي تؤدم إلى تصك ارت الحرماف النسبي في األسر التي ال يكجد فييا عضك بالخارج مما يشجعي عمى اليجرة. فبداية اليجرة تنطكم عمى التكاليؼ كالمخاطر بحيث ال يستطيع أف يياجر إال األشخاص مف الطبقة المتكسطة أك العميا ىذا ما يزيد مف رفاىية األسر المستفيدة مف المكارد المالية في حيف تظؿ األسر الفقيرة دكف تغيير ما يدفع ىذه األخيرة إلى االقت ارض مف أجؿ اليجرة. آلية أخرل تشجع السببية الت اركمية ىي استخدا أمكاؿ التحكيبلت كالتجيي ازت المحكلة مف طرؼ المياجر مف أجؿ ش ارء األ ارضي كاستثمارىا في مشاريع أكثر كثافة في أرس اؿماؿ ىذا ما يؤدم إلى خفض الطمب عمى العمالة الز ارعية في البمد األصمي كنتيجة لذلؾ تزداد كتيرة اليجرة إلى الخارج. ك عبلكة عمى ىذا يمكف لممياجريف في كقت الحؽ أف يصنعكا تغيي ار ثقافيا عمى الباقيف في البمد األصمي كيشجعكى عمى تبني ما يعرؼ ب "ثقافة اليجرة" أك الحركية التي ينظر إلييا كطريؽ نحك النجاح. أما 80

80 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية أكلئؾ الذيف ليست لي أم محاكلة لتحسيف مستكاى مف خبلؿ اليجرة فقد ت اعتبارى أشخاصا دكف إ اردة 26 كدكف مباد ارت. المبحث الثاني:النظريات المفسرة ألثار ظاهرة الهجرة الدولية بما أف سمسمة النظريات اإليجابية حاكلت شرح محددات اليجرة الخارجية فإف مجمكعة النظريات العادية )المعيارية( لميجرة بحثت عف تكضيح عكاقب الظاىرة )النتائج المترتبة عف اليجرة( ك خبلؿ العقكد الماضية فقد أثار مكضكع أثر اليجرة عمى تنمية بمداف المنشأ جدال كاسعا ك قد الحظ Ellerman أف اإلجابة عمى ىذه المشكمة حكؿ اآلثار اإليجابية أك السمبية لميجرة تعتمد عمى المقاربة النظرية المتخذة 27 كأساس لممنطؽ. غالبا ما تكجد رؤيتيف نظريتيف بمثابة قاعدة لمحجج فمف جية النماذج التي تتأثر بالمدرسة النيككبلسيكية المشيرة لمنتائج اإليجابية لميجرة عمى التنمية ك مف جية أخرل النمكذج الماركسي الذم يعرض عممية اليجرة كأمر سيء بالنسبة لبمد المنشأ. ك قد شيد النقاش بشأف تأثير اليجرة عدة م ارحؿ مف التطكر حيث ت صياغة كؿ ىذا في اعتباريف متضاديف فمف ناحية الد ارسات التي تزع أف اليجرة ىي باألحرل خسارة لمبمداف النامية حيث تفر منيا مكاردىا األكثر أىمية ك النادرة مثؿ أرس الماؿ البشرم ك مف ناحية أخرل األدبيات األكثر حداثة التي تعتبر اليجرة كناقؿ لمتنمية لؿ بمداف المنشأ فكبل النكعيف مف القناعات ىك جزء مف كجيات نظر متعارضة :"رؤية متفائؿ" ك "رؤية متشائ". لقد بدأت الد ارسات حكؿ آثار اليجرة تحت تأثير النمكذج الكبلسيكي ك نظرية التحديث التي تقد الحركة الدكلية لؤلشخاص كمصدر لمحد مف أكجو التفاكت بيف البمداف ث المركر لممسار التطكرم 26 Massey, Douglas S, Joaquin Arango, Graeme Hugo, Ali Kouaouci, Adela Pellegrino, and J Edward Taylor. "Theories of International Migration: A Review and Appraisal." Population and development review (1993): Ellerman, David. "The Dynamics of Migration of the Highly Skilled: A Survey of the Literature." Diaspora Networks and the International (2006). 81

81 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية ليذه البحكث بالفترة ذات الرؤية التشاؤمية النيكماركسية في فترة السبعينات ك الثمانينات ك قد سيطر في اآلكنة األخيرة تحت شعار االقتصاديات الجديدة لميجرة ك مقاربة التشتت transnationalisme التحميبلت حكؿ آثار اليجرة عمى تنمية البمداف المصدر لمعكدة إلى فكرة أف عممية اليجرة يمكف أف تككف مفيدة لمبمد األصمي. تحكالت التسعينات كضعت عبلمة تغيير أع مف النظريات البنيكية أك الكظيفية نحك رؤية أكثر تعددية التي تأخذ بعيف االعتبار عدة أعكاف معنييف بعممية اليجرة مف خبلؿ إظيار أنو يمكف لممياجريف لعب دكر مفيد في تطكير تنمية بمداني األصمية. الفترة إلى غاية 1973 الجدكؿ المكالي يكضح الم ارحؿ الرئيسية لتطكر النظريات المعيارية: الجدول) 1-2 ) المراحل الرئيسية لتطور النظريات المعيارية اتجػػػػػػػاه البحث نظرة متفائمة عمى البعد التنمكم ك اليجرة مجػػػػػػاؿ السياسة التفاؤؿ التطكيرم جانب المياجريف البمداف النامية فظرة تشاؤمية حكؿ العبلقة )ىجرة-تنمية( ك مخاكؼ بشأف ىجرة األدمغة. ت ازيد الشككؾ أرس اؿماؿ ك نقؿ المعرفة مف اليجرة تمعب مخاكؼ مف ىجرة األدمغة السياسات المتعمقة بيجرة العكدة دكر في تنمية تكيؼ الرؤل تحت تأثير التحميبلت التجريبية افت ارضات االقتصاد الجديد لميجرة العابرة لمحدكد فما فكؽ تدفؽ المنشك ارت عمكما النظرة المتفائمة. المقاربة كبل النظرتيف حاضرة ك لكف فشؿ ك ما ازلت ظاىرة اليجرة منفصمة إلى حد كبير عف مفيك التنمية. استم ارر الشككؾ سياسات اليجرة التقييدية. تجدد التفاؤؿ بشأف البعد التنمكم ك اىمية اليجرة تحت تأثير حج التحكيبلت المالية ك تحت التغيير المفاجئ لمرؤية : عكدة األدمغة العكامؿ الخارجية لممغتربيف. Source : Source :De Haas Mobility and Human Development (2009 ) 82

82 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية المطمب االول النظريات المتفائمة لمهجرة - نموذج التقارب النيوكالسيكي 1 النظرية النيككبلسيكية ك نظرية التطكر ىي القاعدة األساسية لمنظرية الحالية التي تؤكد عمى أف اليجرة يمكف أف تؤثر عمى التنمية في البمد األصمي. فالفكرة الرئيسية لمنمكذج النيككبلسيكي ىي التخصيص األمثؿ لممكارد ك تقارب األجكر بيف البمداف مف خبلؿ تنقؿ األف ارد ك في ىذا السياؽ ينظر لميجرة باعتبارىا عنصر يؤدم إلى التكازف ألف لجكء األشخاص لمتنقؿ الدكلي مف المفترض أف يؤدم إلى التنقؿ مف المناطؽ ذات الدخؿ المنخفض إلى المناطؽ ذات الدخؿ المرتفع أك مف أماكف ذات العدد الكبير مف السكاف إلى األماكف ذات العدد المنخفض مف السكاف ك حسب ما كرد فإف اليد العاممة تنتقؿ نحك البمداف ذات التخصيص المنخفض لمعمؿ ك مستكل أجر عاؿم حيث اإلطار التفسيرم سكؼ يتكجو إلى أف: ستشيد البمداف ذات ارتفاع في عامؿ العمؿ ك انخفاض في عامؿ أرس الماؿ )البمداف األصمية( انخفاض العرض في سكؽ العمؿ ك ىذا ما يؤدم الرتفاع األجكر عمى التكالي أما البمداف التي تتميز بانخفاض في عامؿ العمؿ ك ارتفاع عامؿ أرسماؿ )البمد المستقبؿ( فتشيد زيادة في عرض العمؿ األمر الذم يؤدم إلى تخفيض األجكر. مف خبلؿ ىذه العممية "معادلة األسعار" تمعب اليجرة الخارجية دك ار ميما في تنمية بمداف المنشأ. نظ ار لتنقؿ األشخاص يمكف أف تستفيد البمداف األصمية مف تجربة البمداف الصناعية التي ىي في معظ الحاالت كجية المياجريف ك في اإلطار المفاىيمي لنيج التقارب فقد تمت رؤية عامؿ العمؿ كناقؿ أك كسيط إدماج بمداف المصدر في االقتصاد العالمي حيث تكافؤ األجكر ك التخصيص األمثؿ لعكامؿ اإلنتاج ك انتقاؿ اليد العاممة يكلد حالة تكازف حيث تكافؤ األجكر بيف البمداف يعكس المكاسب المتصمة بسكؽ العمؿ. ك قد أشار Massey إلى أف السعي لزيادة االرباح يمكف أف يؤدم النتقاؿ رؤكس األمكاؿ مف البمداف الغنية إلى البمداف الفقيرة حيث يمكف أف يككف العائد عمى االستثمار أفضؿ فتدفؽ اليد العاممة 83

83 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية مف البمداف ذات كفرة في اليد العاممة إلى البمداف التي يقؿ فييا العمؿ في نفس الكقت يككف ىذا مصحكبا مع تدفؽ االستثما ارت مف جانب البمداف الغنية بعامؿ أرس الماؿ نحك البمداف الفقيرة مف ناحية أرس 28 الماؿ. يرتكز النمكذج الكبلسيكي عمى مبادئ المنافسة المثالية مف ناحية افت ارض تقنيف األسعار لعكامؿ اإلنتاج بتدخؿ الدكلة ك مف ناحية أخرل التخصيص األمثؿ لممكارد. بينما النمكذج النيككبلسيكي, يرل في ظؿ المنافسة الشديدة بيف اقتصاديات الدكؿ, إف الفرد ال يكجد عكائؽ في عممية االنتقاؿ, بيدؼ تعظي أجره, حيث ينتقؿ األف ارد عمى اني مكرد مف مكارد اإلنتاج التي تستعمؿ لتعظي المنفعة, ك تككف نتائج انتقاؿ اك حركة االف ارد ايجابية عمى االنتاج العالمي ك بالتالي أف اليجرة تنتج فقط اآلثار اإليجابية لبمد المنشأ فتنقؿ اليد العاممة يؤدم إلى تقارب األجكر مف جية ك مف جية أخرل تخصيص الكفير ل أرس الماؿ البشرم ك المادم ك في ىذا السياؽ تدفقات استثما ارت البمداف المتقدمة نحك البمداف الفقيرة يصاحبو تدفؽ ىجرة العماؿ ذكم الميا ارت العالية في حيف أف العماؿ غير المؤىميف تتحرؾ في اتجاه المعاكس. ىذه الحركات مف جية تسمح لمبمداف المصدر لممياجريف االستفادة مف عامؿ أرسماؿ البمداف الغنية مف خبرة العماؿ ذكم الميا ارت الم ارفقيف لي ك مف جية أخرل تخفيؼ حدة التكت ارت االجتماعية في سكؽ العمؿ لمكظائؼ التي ال تتطمب ميارة ك في ظؿ ىذه الظركؼ فيجرة اليد العاممة تؤدم الى تقارب المداخيؿ ما بيف البمداف, ك كذلؾ تمعب ىذه الحركة دكر الحافز لمحاؽ االقتصادم لمبمداف األصمية ك بالتالي تسييؿ اندماج بمداف مغادرة المياجريف في االقتصاد العالمي. - نموذج االستد ارك التنموي 2 28 Massey, Douglas S, Joaquin Arango, Graeme Hugo, Ali Kouaouci, Adela Pellegrino, and J Edward Taylor. "Theories of International Migration: A Review and Appraisal." Population and development review (1993):

84 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية تطكرت نظرية التحديث في السنكات مف خبلؿ كتاب لRostow "م ارحؿ النمك االقتصادم". حسب ىذا األخير فإف التنمية ىي عممية خطية ليا خمس م ارحؿ تطكر تبدأ بالمجتمع التقميدم الشركط المسبقة لئلقبلع اإلقبلع الكصكؿ إلى مرحمة النضج كمف ث يخمؽ عصر االستيبلؾ الجماعي مف خبلؿ ىذه الم ارحؿ شيدت مجتمعات البمداف الشمالية تطك ار مف المجتمعات التقميدية إلى المجتمعات الحديثة ك يتحقؽ ذلؾ مف خبلؿ عممية التصنيع ك التحضر. حسب Walt Rostow فإنو عمى دكؿ الجنكب إتباع نفس نمط النمك حتى ك إف كانت البمداف في مستكيات مختمفة مف التنمية فسكؼ تتطكر اقتصادياتيا في نفس االتجاه ك ستكاجو تجربة النمك االقتصادم كما ىك الحاؿ في دكؿ الشماؿ فالتنمية تت مف خبلؿ تشجيع االبتكار بدال مف التقميد ك البمداف الصناعية 29 تمعب دكر مي في تنمية المجتمعات التقميدية في الجنكب. إحدل اآلليات التي تؤدم إلى التقارب االقتصادم بيف الدكؿ ىي الحركة الدكلية لؤلشخاص فاليجرة الخارجية تعتبر أداة ضركرية ال يمكف االستغناء عنيا في التنمية اإلقتصادية فبعد التصنيع ك تطكر حجمو يدفع الى تغير المجتمعات التقميدية الز ارعية إلى حد كبير مما أدل إلنتاج كمية مف اليد العاممة لميجرة سكاء داخؿ الببلد أك خارجيا. تنتقؿ اليد العاممة مف المناطؽ الفقيرة مف أرس الماؿ ك الغنية باليد العاممة نحك المناطؽ الغنية ب أرسماؿ ك الفقيرة مف اليد العاممة ك التي تكاتي التنمية لمبمداف األصمية ك أيضا بمد المقصد بعبارة أخرل ترل نظرية التحديث نمكذج التنمية لتحقيؽ التكازف مف خبلؿ التخصيص األمثؿ لمسكاف ك المكارد ك لكف كذلؾ مف خبلؿ الحد مف الفكارؽ بيف المناطؽ الريفية الز ارعية ك المناطؽ الحضرية الصناعية ك بالتالي بيف البمداف الصناعية ك البمداف الفقيرة ىذا مبدأ التكازف كما سبؽ ك أف تبناه النمكذج النيككبلسيكي الذم تعكد أصكلو لنظرية التحديث. 29 Crown, William H. "Migration and Regional Economic Growth: An Origin-Destination Model." Economic Development Quarterly 5, no. 1 (1991):

85 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية بينما النظرية الكبلسيكية الجديدة تعكس اآلثار اإليجابية لميجرة عمى التنمية مف خبلؿ الحركة البسيطة لميد العاممة دكف النظر آلثار العكدة فنظرية التحديث تعرض المياجريف بما في ذلؾ العكدة كعكامؿ ىامة لمتغيير ك االبتكار التي تستثمر المكارد المالية ك البشرية المت اركمة بالخارج في بمد المنشأ ك في ىذا السياؽ يمكف أف تساى اليجرة في نشر اإلمكانية لمتحديث ك لعب دكر إيجابي في التنمية مف خبلؿ تغيير العقميات ك الصناديؽ المالية التي يقدمكىا ك ىكذا تعتبر ىجرة اليد العاممة كجزء ال يتج أز مف 30 عممية التحديث. استنادا إلى ىذه الحجة بدأت بعض البمداف النامية بتشجيع اليجرة إلى الخارج بالنظر إلييا كمصدر لمتنمية. المطمب الثاني : الدولية الهجرة نظريات كمحور لممفارقات 1 -هجرة العمال غير المؤهمين في أكائؿ الستينات لمس مكضكع اليجرة شيئ مف التفاؤؿ تدعمو النظرية الكبلسيكية الجديدة كنظرية التحديث مف خبلؿ إظيار اآلثار اإليجابية لميجرة عمى التنمية. النماذج النظرية كصفت اليج ارت الدكلية كمصدر لمتقارب االقتصادم بيف البمداف المتقدمة كالنامية ك قد كانت مكضكع الكثير مف النقاد حيث ت انتقادى بعد م ارعاة الييكمية القيكد كالخصائص المتجانسة غير لممؤسسات ك لكف الكاقع االقتصادم أثبت اختبلؼ أكدتو نظريات بما المقارنة التكازف. التحضر التنمية إلى دكما تؤدل ل الريفية كاليجرة االقتصادية التفاؤؿ عكس كعمى الثالث العال لبمداف الكبلسيكي الحاالت ينتقؿ مف كثير في الجديد المناطؽ الى سكانا األقؿ المناطؽ مف المياجريف األكثر كثافة بالسكاف. ك فإف تقارب السياؽ ىذا في كت فسح جدكل ذك يعد ل كالنمك الدخؿ مستكيات الجديدة النظرية المناىج لظيكر المجاؿ التي ترل اليجرة الخارجية كمصدر اختبلؼ بيف البمداف, حيث تعمؿ الطاىرة عمى الزيادة مف نسبة البطالة نتيجة 30 De Haas, Hein. "Migration and Development: A Theoretical Perspective1." International Migration Review 44, no. 1 (2010):

86 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية اكتظاظ المدف, ما يجعؿ الزيادة في اليد العاممة الغير مؤىمة مف جية, كمف جية أخرل إىماؿ الجانب ألفبلحي ك تدىكر حج إنتاجو, نتيجة تحكؿ تكجو الميني لمفبلحيف إلى. قطاع التصنيع. - نظرية التبعية 2 Frank Gunder تعتبر نظرية التبعية أحد المفاىي الرمزية لمعصر كضعت تحت إش ارؼ ك كتستكمؿ نظرية نظ العال المؤلفيف تحميؿ كيستند لمنتائج إلى أف السمطة السياسية كاالقتصادية غير تكزيعا مكزعة البمداف بيف متكافئ الصناعية كالبمداف الفقيرة. فبسبب تجانس كعد الييكمية القيكد الشركات فإف سكاف في جاء كما البمداف بيف الفجكة تقميؿ مف بدال المكارد ك عمى الحصكؿ في المساكاة عد يكاجو العال النمكذج الكبلسيكي الجديد كالتكسع في ال أرسمالية يت ىذه اشتداد تشيجع االختبلفات لصالح المركز حساب كعمى اليامش. دكؿ كاتيمت الشماؿ التي تعد المركز باستغبلؿ البشرية المكارد في كالطبيعية الجنكب الذم يعبر عنو باليامش, فإف كبالتالي البمداف الغنية تزداد ث ارءا كالبمداف الفقيرة تفقد مكاردىا المحدكدة لتصبح أكثر فق ار. عند البحث عف ت ارك الماؿ أرس ال أرسمالية تتكسع جغ ارفيا لمتأثير في التقميدية الطبيعة القتصاديات 31 دكؿ األط ارؼ. كما أكضح الكثير مف المفكريف تكسع أعقاب في الشمالية كأمريكا الغربية أكركبا م اركزىا) خارج ال أرسمالية كالياباف( ك تغيرىا لئليديكلكجيات االقتصادية لمفرد ك المجتمع, حيث استطاعة أف تدرج األكبر الجزء االقتصاد في السكاف مف العالمي مف خبلؿ ارساخ مبادئ ال أرس مالية ك حيث أصبحت كالمكاد األرض الخا ك أط ارؼ العمالة سمعا كبالتالي تصبح تدفقات اليجرة أم ار حتميا. تكسع ال أرسمالية يضعؼ األشكاؿ التقميدية لمتنظي االقتصادم كاالجتماعي استنادان إلى مبدأ المعاممة ك قد بالمثؿ أدت إلى تطكير النزعة الفردية عمى أساس مكاسب تحقيؽ التغيير ك شخصية االجتماعي الناجمة عف تدفقات اليجرة المجتمعات في مكثفة أساليب عمى الحصكؿ أجؿ مف الز ارعية استخدا 31 Buga, Natalia. "Les Diasporas Comme Ressources D'intégration Dans L'économie Mondiale." Université de Grenoble,

87 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية إنتاج ذك عكائد عالية ك أسعار منخفضة ىذا يؤدم عمى الطمب انخفاض إلى العمالة ك بالتالي اليد العاممة غير المشغمة مضطرة لمذىاب إلى الخارج. فعادة اليد العاممة غير المؤىمة تمبي الطمب القكم مكاردىا - لمعمؿ في البمداف الصناعية فالبمداف أى ف ارر ترل النامية البشرم كالتي الماؿ أرس سكؼ التنمية. تمنع إف العال ال أرسمالي ينظر ليجرة اليد العاممة كحؿ لمتخفيؼ مف حدة النقص في اليد العاممة غير المؤىمة مف سكؽ العمؿ كما أف في كقت الحؽ الحظ ( poire 1979( أنو بالنسبة لمكظائؼ التي تقع في أسفؿ السم الميني ك التي ت رفضيا مف قبؿ السكاف المحمييف فإف أرباب العمؿ يمج ؤكف لمعماؿ األجانب عديمي الميارة كقد أجريت ىذه السياسة مف قبؿ العديد مف البمداف المتقدمة كخاصة في فترة ما بعد الحرب حالة الكاليات المتحدة في عا 1943 حيث كقعت عمى اتفاؽ ىجرة مؤقتة مع " الذم يسمح لمعماؿ المكسيكييف بالعمؿ بشكؿ قانكني في الكاليات Programma Bracero المكسيؾ " المتحدة خصكصا في القطاع الز ارعي مع بداية االنكماش االقتصادم كمكننة الز ارعة تخمت حككمة 32 الكاليات المتحدة عف ىذا البرنامج مما أدل إلى الزيادة في اليجرة غير القانكنية مف المكسيؾ. استيدفت التي الب ارمج مف النكع ىذا أيضا الغربية أكركبا في المتقدمة الدكؿ مف العديد تستخد العماؿ 33 المصير المؤىميف كالذيف غير المؤقتيف نفس عانكا كقد أثار ىذا انتقادات حادة حكؿ سياسات اليجرة التي ل تقد إدماج لممياجريف في المجتمعات المضيفة كالذيف ل يككنكا عمى عم بمركر الكقت باستق ارر شبكات المياجريف ببمد المقصد ك بالتالي تعزيز كصكؿ تدفقات اليجرة. المطمب الثالث هجرة األشخاص المؤهمين )هجرة األدمغة( 32 Labrecque, Marie France. "Urbanisation, Migration Et Inégalités À Ciudad Juárez, Mexique." Anthropologica (2008): Buga, Natalia. "Les Diasporas Comme Ressources D'intégration Dans L'économie Mondiale." Université de Grenoble, 2011.pp 57 88

88 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية في البداية النظرية التاريخية الييكمية سمطت الضكء عمى اآلثار السمبية الناجمة عف ىجرة العماؿ غير المؤىميف في بمداف المنشأ كالتدفقات التي تتكافؽ مع الكاقع االقتصادم حتى الحرب العالمية الثانية. كمنذ ذلؾ الحيف بدأت تظير اتجاىات اليجرة الجديدة حيث ىذه الظاىرة ال تؤثر فقط عمى األشخاص غير المؤىميف إنما كذلؾ عمى األشخاص ذكم المؤىبلت العالية. في مطمع السبعينات في سياؽ تدفقات اليجرة الجماعية لمميندسيف كالعامميف في المجاؿ الطبي ما بيف أكركبا ككندا كالكاليات المتحدة أدل ىذا الى ظيكر نكع جديد مف الجدؿ كخاصة ما يتعمؽ منو بأثر تنقؿ brain ( اليد العاممة المؤىمة النقاش حكؿ ىذا النكع مف اليجرة يت تحت إطار مفيك "ىجرة األدمغة" كلد ىذا المفيك في منشكر لمجمعية الممكية البريطانية )1963( يرجع بدء استخدا مصطمح. )drain "ىجرة األدمغة " لترؾ عدد كبير مف العمماء لبريطانيا ك الذىاب لمكاليات المتحدة األمريكية. بعد فترة كجد ىذا المفيك تطبيقو في حالة تدفؽ العماؿ المؤىميف مف البمداف النامية إلى البمداف المتقدمة ىذه المناقشات أطمقت إشا ارت التنبيو عمى اآلثار السمبية الناجمة عف رحيؿ األف ارد المؤىميف عمى عممية التنمية في البمداف األصمية. كما أرينا نمكذج التقارب الكبلسيكي الجديد يبيف أف تدفؽ اليد العاممة المؤىمة يت في نفس اتجاه أرس اؿماؿ مف البمداف الغنية جدان لمبمداف الفقيرة ؼ إف انتقاؿ اليد العاممة غير المؤىمة يت في االتجاه المعاكس. 34 في فترة السبعينات لقد غيرت التغي ارت االقتصادية الكضع مف خبلؿ إظيار أف تنقؿ األشخاص المؤىميف مف البمداف المتقدمة إلى البمداف المتقدمة األخرل كأف ىجرة العماؿ المؤىميف مف البمداف األصمية أخ تذ النامية في االرتفاع. في ظؿ الظركؼ االقتصادية غير المكاتية لمبمداف النامية اؿكثير مف يياجر األشخاص بحثا عف فرص أفضؿ مف بيني عدد مي ك مت ازيد مف األشخاص المؤىميف. 34 Poot, Jacques, and Anna Strutt. "International Trade Agreements and International Migration." The World Economy 33, no. 12 (2010):

89 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية ك نظ ار لت ازيد تدفقات اليد العاممة المؤىمة ظير مفيك " "ىجرة األدمغة الذم لفت االنتباه إلى اآلثار السمبية الناجمة عف خركج أرس الماؿ البشرم في تنمية البمداف المصدرة لممياجريف ك ال ينظر لميجرة كآلية تتسبب في ىجرة األدمغة فقط إنما كذلؾ كعنصر خمؽ تبعية سمبية لممناطؽ األصمية نحك التحكيبلت المالية لممياجريف فرحيؿ الشباب ك األشخاص المؤىميف يمكف أف يحافظ أك يتسبب في تفاق مشاكؿ التخمؼ ك في ىذا السياؽ بدأ العديد مف الباحثيف يكلكف االىتما آلثار الحر اؾ الدكلي لؤلشخاص المؤىميف بإنشاء تيار نظرم أقؿ تفاؤال يركز عمى اآلثار السمبية لميجرة عؿ ل تنمية البمداف األصمية الد ارسات التي ظيرت تحت شعار ىذا النيج ىي البمداف المغادرة الخاسرة. سنة مؼذن 1960 بدأ العديد مف الباحثيف د ارسة تأثير ىجرة ذكم المؤىبلت عمى بمداف المنشأ كلد مفيك Johnson (1968) ىجرة األدمغة في الفترة األكلى ك أكؿ مف ناقش ذلؾ ىما االقتصادييف المعركفيف ك قد أدت مناقشاتي إلى تشكيؿ تياريف مختمفيف: فمف جية القكمييف برئاسة و) 1968 ) Patinkin Patinkinالذم زع أف رحيؿ المؤىميف يؤدم إلى الخمؿ الكظيفي في الدكلة ك أف المؤىميف ى مف ندرة ممتمكات الدكلة ك مف ناحية أخرل دعاة التحرر ك عمى أرسي Johnson الذم أشار إلى أف رحيؿ اليد العاممة المؤىمة يؤدم إلى االندماج في االقتصاد العالمي ك أف المكىكبيف ى ممثميف في السكؽ الدكلي ك السكؽ المحمي ك مف خبللي يت تقارب البمداف كPatinkin عمى المقاربات 35 حيث أثرت أفكار Johnson النظرية البلحقة التي تجمع بيف الجيميف: أ -يمثؿ الجيؿ األكؿ أعماؿ و عمى العمك فيذه المساىمات تكضح أساسا Scott مابيف Grubel التأثير المحايد ليجرة األدمغة عمى البمداف األصمية فقد اعتقد باحثكا ىذه الحقبة أف ىجرة األشخاص المؤىميف تكلد أثا ار سمبية محدكدة عمى البمد األصمي ك كفقا لممثمي ىذا النيج فحتى تككف اليجرة 35 Ciumasu, Ioan M. "Turning Brain Drain into Brain Networking." Science and public policy 37, no. 2 (2010):

90 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية مبلئمة البد مف تكفر شرطيف: "األكؿ ىك عندما المغترب يزيد أجره الخاص ك الثاني ىك عد تأثير 36 مغادرة المياجر عمى دخكؿ الباقيف بالبمد". ك قد زع بعض اؿباحثيف أنو مف الممكف أف يياجر ذكم المؤىبلت العالية مع ترؾ ى لبعض األصكؿ ك التي مف الممكف استخداميا الحقا في عممية اإلنتاج مف قبؿ المؤىميف ك غير المؤىميف الذيف ل يياجركا ك غيرىا مف اآلثار الناتجة عف التحكيبلت المالية ك اآلثار اإليجابية لمعكدة )التغذية العكسية( التي تعكض الفقداف الناتج عف ىجرة األدمغة ك بالمنعى الكاسع فإف األدبيات تمؾ الفترة قدمت طبيعة معتدلة حتى لممتشككيف في آثار ىجرة العماؿ المؤىميف فقد ب - الجيؿ الثاني حكؿ ىجرة األدمغة فيك عكس الجيؿ السابؽ كميا في الفترة ما بيف كاف كتاب الد ارسات أكثر تشاؤما حكؿ العبلقة مابيف اليجرة ك تنمية البمد المصدر تحت إدارة Jagdish Bhagwati ت كضع سمسمة كاممة مف النماذجالبديمة لد ارسة تأثير ىجرة األدمغة عمى البمداف النامية ك لقد أعطى Bhagwati و Hamada نمكذجا لمحالة عمى أنيا لعبة ذات مجمكع صفرم حيث تعاني بمداف المنشأ مف فقداف األدمغة في حيف تستفيد منيا بمداف المقصد ك كفقا لي فإف رفاىية السكاف غير المياجريف تعرؼ انخفاضا ناتجا عف العكامؿ الخارجية السمبية المرتبطة بيجرة النخبة الخاصة بي. ك قد ت النظر في ىجرة العماؿ المؤىميف كعنصر اتساع فجكة عد المساكاة عمى المستكل الدكلي ك التي 37 مف خبلليا تزداد الدكؿ الغنية غنا عمى حساب الدكؿ الفقيرة. تفترض نماذج سنكات 1970 كجكد تكامؿ بيف العماؿ المؤىميف ك غير المؤىميف فرحيؿ الفئة األكلى يؤدم إلى انخفاض إنتاجية الفئة الثانية ك قد الحظ Bhagwati أنو عمى الرغ مف عد امتبلؾ العماؿ المؤىميف لكظائؼ داخؿ البمد إال أف انتاجيتي االجتماعية الحدية ليست بالضركرة صفرية ألنو يمكف 36 Milio, Simona, and Paul Ricci. "Brain Drain, Brain Exchange and Brain Circulation. The Case of Italy Viewed from a Global Perspective." National interest (2012). 37 Docquier, Frédéric, and Hillel Rapoport. "Globalization, Brain Drain, and Development." Journal of Economic Literature 50, no. 3 (2012):

91 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية التنقؿ داخؿ البمد ك يصبحكا مكظفيف بشكؿ فعاؿ إضافة لذلؾ فالعماؿ المؤىميف ى أكبر دافعي الض ارئب ك بالتالي ستفقد البمداف األصمية مصدر مي لمدخؿ إضافة إلى االستثمار في تعمي المكاطنيف الذيف ىاجركا بسبب تكاليؼ تككيف أرس الماؿ البشرم التي يعاني منيا بمد المنشأ ك التي لف تحصؿ عمى أم عائد عمى االستثمار بسبب رحيمي. عرفت كذلؾ أدبيات ىذه الفترة بتكصياتيا مف حيث سياسات اليجرة مع اعطاء عدة حمكؿ: الجمكد )القيكد الصارمة ) في أسكاؽ العمؿ المحمية أك التدابير الضريبية ك قد ت اقترحيا ألجؿ تخفيؼ اآلثار السمبية ليجرة األدمغة عمى بمد المنشأ. ك فيما يتعمؽ بالفئة الثانية مف التدابير فقد قا الباحثيف في ىذه الفترة ب إقامة نظا لمض ارئب المقترحة لتعكيض الخسائر في االستثما ارت العامة لتشكيؿ أرسماؿ بشرم ممتز ببمد المنشأ ىذه "الضريبة عمى العقكؿ" سميت فيما بعد "ضريبة "Bhagwati ك التي كاف مف المفترض أف تدفع لممياجريف ذكم مستكل تعمي عالي أك مؤىبلت عالية في بمد اليجرة في نياية المطاؼ يجب أف تدفع ضريبة الدخؿ لؤلم المتحدة لتمكيؿ مشاريع التنمية في البمداف األصمية لممياجريف كفي أعقاب مناقشات عديدة مثيرة لمجدؿ حكؿ ىذا االقت ارح ل تتحقؽ ىذه الفكرة ألنيا أثارت العداء لكثير مف البمداف كالمياجريف. جميع البحكث التي أجريت خبلؿ ىذا الكقت حكؿ اآلثار السمبية 38 لميجرة ىي عركفة تحت مصطمح الرؤية 'المتشائمة". أك 'التقميدية' يعرؼ ىذا الجيؿ نماذج "ىجرة األدمغة كمشكمة حقيقية في البمداف النامية كتحت تأثيره ا نفذت " السياسات الكطنية كالدكلية مف أجؿ الكقاية ك تنظي تدفقات الميا ارت أك القضاء عمى آثارىا السمبية مف خبلؿ آليات مختمفة في معظ الحاالت ل تصؿ ىذه السياسات إلى األىداؼ المحددة. المبحث الثالث: النظريات الجديدة لالستد ارك االقتصادي 38 McAusland, Carol, and Peter Kuhn."Bidding for Brains: Intellectual Property Rights and the International Migration of Knowledge Workers." Journal of Development Economics 95, no. 1 (2011):

92 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية في مطمع التسعينات ظير جيؿ جديد مف البحكث المقدمة يكفر منظك ار أكثر تفاؤالن مف آثار اليجرة لؤلشخاص المؤىميف عمى بمد المغادرة تسميط الضكء عمى إمكانية "ىجرة األدمغة مع اكتساب األدمغة تقك د ارساتي بتحميؿ تشكيؿ مخزكف أرس الماؿ البشرم ك كيؼ تتغير اليجرة مف ق ار ارت سكاف البمداف " النامية لبلستثمار في التعمي ك يت تعريؼ الدكر اإليجابي الذم تمعبو اليجرة في زيادة أرس الماؿ البشرم 39 لمبمد األصمي كنتيجة آلثار الحكافز باإل ضافة مثؿ: أخرل إيجابية آثار ذلؾ ىناؾ إلى التحكيبلت فعؿ". 40 المالية اليجرة الشبكات أك العائدة ك التي تعرؼ بػ ردكد "آثار المطمب األول: نموذج االستد ارك بتأثير الحوافز عمى االستثمار في أرس المال البشري إف الحجة األكثر استخدامان مف قبؿ فئة اآلثار المسبؽ ة ىك إمكانية تككيف أرس الماؿ البشرم مف خبلؿ زيادة االستثمار في التعمي كبدافع مف آفاؽ اليجرة ؼ الفكرة اؿرئيسية لمبحكث المتعمقة بيذه الفترة ىي تحميؿ العكامؿ الخارجية في الرؤية الذاتية لنظرية النمك النيككبلسيكية. في ىذه النماذج العكامؿ الخارجية Lodigiani ل أرس الماؿ البشرم تككف القكة الدافعة لمنمك الذاتي إف المساىمة الرئيسية كما ذكرىا ىك أنو ينظر لميجرة عمى المستكل الفردم عمى أنيا كسيمة تسمح بزيادة العائد عمى االستثمار في التعمي ك بالتالي يشجع األف ارد مف البمداف النامية عمى استكماؿ د ارستي ك منو فإف عدد الذيف يكاصمكف تعميمي ى في زيادة عمى المستكل الكطني فعندما يييمف تأثير ىذا الحافز"الدماغ" فإنو مالحظ زيادة اليجرة إلى 41 الخارج بمعنى استن ازؼ أرسماؿ البشرم في البمد المصدر. نجد أف Docquier و Rapoport يكضحا كيؼ أف ىجرة السكاف المتعمميف يكلد عمى المدل الطكيؿ أثر إيجابي عمى بمد المنشأ مف خبلؿ كسب األدمغة.)brain gain( 39 Singh, Raju Jan, Markus Haacker, Kyung-woo Lee, and Maëlan Le Goff. "Determinants and Macroeconomic Impact of Remittances in Sub-Saharan Africa." Journal of African Economies 20, no. 2 (2011): Rapoport, Hillel. "Le «Brain Drain» Et Son Incidence Sur Les Pays En Développement." Regards croisés sur l'économie, no. 2 (2010): Docquier, Frédéric, and Elisabetta Lodigiani. "Skilled Migration and Business Networks." Open Economies Review 21, no. 4 (2010):

93 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية تمثؿ ىجرة األشخاص المؤىميف عمى المدل القصير خسارة صافية لبمد المنشأ أما عمى المدل الطكيؿ ك مع مركر الكقت فإف نجاح المياجريف مينيا في الخارج يمثؿ حاف از لؤلشخاص اآلخريف في بمد المنشأ ألجؿ متابعة الد ارسات مما يزيد مف أرسماؿ البشرم في البمد المصدر مف خبلؿ إنشاء شبكات تكاصؿ إلرساؿ السمع األفكار المعارؼ ك المعمكمات إلى بمد المنشأ تسير مف قبؿ المغتربيف تسمح باالستفادة مف ىذه التدفقات. مقارنة باألدبيات السابقة ك التي ترل اليجرة كعامؿ لممفارقات ك األخذ باالعتبار فقط آثار ىجرة األدمغة عمى المدل القصير فإف األدبيات الجديدة تبيف كيؼ أف اليجرة تميؿ ألف تككف ليا آثار إيجابية ك مفيدة لبمد المنشأ عمى المدل الطكيؿ. الد ارسات التعميم في االستثمار عمى الحوافز تأثير في تتحقق التي التجريبية الد ارسات مف العديد تظير آثار آلية كجكد التجريبية الحكافز مساىمة ك Docquier, Beine, ىي ترجمة لتحميؿ 37 بمد مف البمداف النامية حيث تبيف أف الحتماؿ اليجرة تأثير إيجابي عمى Rapoport تككيف أرسماؿ البشرم في البمداف المصدرة لممياجريف كباألخص بالنسبة لمبمداف ذات مستكل أكلي منخفض مف الناتج المحمي اإلجمالي لمفرد الكاحد. 42 كما كجد كبل مف Stark و Wang أنو يمكف أف يككف لميجرة تأثير ايجابي يعمؿ كحافز لتككيف أرس الماؿ البشرم حيث تفترض أف إنتاجية الفرد ال تشترط فقط أرس الماؿ الخاص ك إنما كذلؾ مستكل متكسط مف أرس الماؿ البشرم ك عمكما فاألف ارد ى دكف االستثمار في أرس الماؿ البشرم ك قد أظير المؤلفيف بالسماح بيجرة جزء م ارقب مف األشخاص المؤىميف لمبمداف األكثر غنى أما غير المياجريف فيت تشجيعي أكثر عمى االستثمار في مجاؿ التعمي مف خبلؿ تحسيف التكجو في نقص االستثمار ك ىكذا يتحقؽ مستكل اجتماعي مبلئ)مرض( مف أرسماؿ البشرم دكف الحاجة لمجكء إلعانات الحككمة. أما في 42 Beine, Michel, Frédéric Docquier, and Hillel Rapoport. "Brain Drain and Economic Growth: Theory and Evidence." Journal of Development Economics 64, no. 1 (2001):

94 ظ أ الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية حالة االقتصاد المغمؽ فإف اإلعانات ضركرية لمحد مف الفشؿ الذم تسببو العكامؿ الخارجية اإليجابية وWang Stark ل أرس الماؿ البشرم الذم يعكض بتأثير اليجرة في حالة االقتصاد المفتكح. ىر ك كجكد كسب األدمغة في ىجرة األدمغة بحجة أنو مف خبلؿ سياسات اليجرة ك المدركسة بشكؿ جيد يمكف تحسيف الرفاه ية ك القرب إلى االقتصاد االجتماعي األمثؿ. في ك مستكل معيف يشي ار أنو يمكف أف تعمؿ اليجرة كبديؿ مثالي لمحصكؿ عمى اإلعانات العامة )بمعنى أنو كمما ارتفع معدؿ اليجرة ينخفض معدؿ 43 اإلعانات الحككمية ألجؿ تحقيؽ الحد األمثؿ االجتماعي (. Marfouk استخد Beine ك آخركف قاعدة البيانات عف معدالت اليجرة حسب مستكل التعمي لDocquier ك )2006( التي كشفت حقيقة أف ىجرة األشخاص المؤىميف ليا آثار إيجابية عمى تككيف أرس الماؿ البشرم 44 تمؾ ك أشار المؤلفيف إلى أنو مف بيف 127 دكلة نامية شاركت في الد ارسة مستكيات بيف تجمع التي الماؿ أرس مف منخفضة نسبية البشرم )أقؿ مف كانخفاض ىجرة معدالت اليد العاممة الماىرة )أقؿ ) 5 ىجرة مف تستفيد أف المرجح مف مف األدمغة ك عمى العكس مف ذلؾ فإنو سيككف ليذه الظاىرة ) 20 آثا ار سمبية في البمداف التي يبمغ فييا معدؿ ىجرة األشخاص المؤىميف أكثر مف 20 مف نسبة أك. 5 مف أعمى ىك التعمي مف عاؿ مستكل لديي الذيف األشخاص فإف ىجرة الب ارزيؿ أك كالصيف اليند مثؿ النامية البمداف لبعض بالنسبة النتائج ىذه االعتبار في األخذ مع األشخاص المؤىميف تنتج آثار إيجابية صافية نتيجة لبلرتفاع عدد السكاف في البمديف فاف نسب المؤىميف يككف ضعيؼ مقارنة بحج الكثافة السكانية دكؿ أخرل أف حيف في معدالت ارتفاع مف تعاني الناس مف اليجرة المتعمميف مقارنة بحج الكثافة السكانية فييا كالتي يككف ضعيؼ أصبح الكضع كىذا بالخطر. ينذر 43 Beine, Michel, Frederic Docquier, and Hillel Rapoport. "Brain Drain and Human Capital Formation in Developing Countries: Winners and Losers*." The Economic Journal 118, no. 528 (2008): Docquier, Frédéric, Olivier Lohest, and Abdeslam Marfouk. "Brain Drain in Developing Regions ( )." IZA Discussion Papers,

95 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية المطمب الثاني: نموذج االستد ارك من خالل الهجرة العائدة )هجرة العودة( ليجرة اإليجابية اآلثار عمى التحميؿ كيتركز اليد العاممة المؤىمة أثار مثؿ أخرل آثار عمى العكدة )آثار كعكدة ) التغذية العكسية أك آثار ردكد الفعؿ كتشمؿ ىذه الفئة: التحكيبلت المالية لمعماؿ المياجريف المغتربيف حامميف معي ت ارك أرس الماؿ العامؿ مف بمد المقصد ك/أك الميا ارت الجديدة المكتسبة في الخارج أك حتى مشاركة ىؤالء المياجريف في الشبكات العممية كالتجارية لتيسير تدفؽ المعرفة التكنكلكجيا كالصناعية. لقد تناكؿ العديد مف المؤلفيف مكضكع الدكر المي الذم تمعبو عكدة المياجريف المؤىميف لبمداني األصمية ك المتمثؿ في: الميا ارت اإلضافية المكتسبة في الخارج الميؿ لبلبتكار كالدافع إلنشاء مشاريعي الخاصة كالمكارد المالية كاالتصاالت التي مف المرجح أف تزيد مف اإلنتاجية كالتنمية االقتصادية في الببلد. ك يستدؿ بتجربة العديد مف البمداف مثؿ: إيرلندا ككريا الصيف تايكاف كفي اليند قد أكدت التأثير اإليجابي المنسكب لعكدة المياجريف. عند عكدة المياجريف ك نتيجة المتبلكي أرس ماؿ مالي فإنو مف المرجح أكثر شركعي في حساباتي الخاصة األمر الذم يؤدم إلى خمؽ فرص عمؿ جديدة كبالتالي إلى الحد مف البطالة في منطقة األصؿ عمى سبيؿ المثاؿ في د ارسة عمى المياجريف العائديف األت ارؾ فقد أظيرت أف معظ المياجريف يككف خيارى إما إنشاء أعماؿ خاصة أك البقاء دكف عمؿ ك أف األشخاص المؤىميف يبقكف فاشطيف حتى بعد عكدتي. ك في نفس المعنى فقد أكد Dos Santos ك Postel-Vinay بأف لميجرة المؤقتة لعدد محدكد مف العماؿ المؤىميف احتماؿ إحداث آثار إيجابية في بمداف المنشأ ك باألخص التي ليا قطاع البحث ك التطكير غير 96

96 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية متطكر كما يعتبر المياجريف العائديف كعكامؿ التشجيع عمى نقؿ التكنكلكجيات مما يؤدم إلى الحد مف الفكارؽ 45 التكنكلكجية بيف البمداف. في النيج طكيؿ األجؿ فإف أقؿ الناس مضطريف لميجرة ك الكثير مف الناس يفترضكف العكدة إلى الببلد إذ يقترحكف إج ارء تغيير في سياسات اليجرة بيدؼ زيادة عدد التأشي ارت المؤقتة عمى حساب التأشي ارت الدائمة ك بالتالي يمكف لمببلد االستفادة مف الخب ارت المكتسبة مف قبؿ المكاطنيف الذيف عممكا فترة في بمد آخر. عمى حسب ما يعتقده المؤلفكف فإنو قد تنخفض ىجرة األشخاص المؤىميف بفضؿ ىذه السياسات ك نظ ار لتناقص حافز االستثمار في التعمي تقؿ إمكانيات االستق ارر بالخارج ك مف ناحية أخرل تزداد ىجرة العكدة ك بالتالي يمكف أف يستفيد بمد المنشأ مف أرس الماؿ البشرم )الذيف عادكا(. لقد الحظ Lodigiani أنو في اإلطار المفاىيمي المختمؼ لStrack ك أخركف فقد سعى إلمكانية "كسب " "ىجرة األدمغة في األدمغة" ك ىذا مف خبلؿ عكدة المياجريف في حالة نقص المعمكمات ك مف منظكر اليجرة فقد أرل العماؿ عائد أكبر عمى االستثمار في أرس اؿماؿ البشرم مف خبلؿ اليجرة مما دفعي لبلستثمار في التعمي ففي بداية إقامتي ببمد المقصد فإف العامؿ المياجر يتقاضى عمى متكسط اإلنتاجية لممجمكعة مف المياجريف. ك مع مركر الزمف يت تحديد الميا ارت الشخصية ك قيمتيا ك بالتالي تحديد مستكل األجر. ك في ظؿ ىذه الظركؼ يتحصؿ األىؿ تأىيبل عمى مرتبات أقؿ مما يمكف أف يؤدم إلى عكدة المياجريف ذكم المؤىبلت المالية المت اركمة في بمد المقصد كمعارفي. 46 األقؿ إلى اؿ بمد المصدر كبالتالي يمكف االستفادة مف مكاردى 1 -محددات هجرة العودة 45 Docquier, Frédéric. "Fuite Des Cerveaux Et Inégalités Entre Pays." Revue d'économie du développement 21, no. 2 (2007): Lodigiani, Elisabetta. "Diaspora Externalities and Technology Diffusion." Economie internationale, no. 3 (2009):

97 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية ك فيما يتعمؽ بمحددات ىجرة العكدة فقد بيف Bratsberg أنو يمكف جدكلة الكقت بعد المياجريف قبؿ مف الذم يعتبر بالخارج فترة ك تنشأ اليجرة. أساس عمى ت الذم التحديد مف لنكع تبعا المكاف أك في األمثؿ العكدة في حالة ما اتخذ المياجر ق ارر الرحيؿ في ظؿ ظركؼ غير مناسبة تتس بعد دقة المعمكمات حكؿ بمد المقصد. فيما يتعمؽ بالقدرة االنتقائية لميجرة ت اختيار المياجريف بشكؿ إيجابي فقد بيف الكتاب أف العكدة تقكم نكع التحديد األكلى مما يعني أنو إذا فاألكثر تأىيبل ى مف يقرركا المغادرة ك األقؿ تأىيبل ى مف يقرركا Borjas العكدة لبمداني األصمية ك في ىذا المعنى ك حسب د ارسة 1989 عف العمماء ك الميندسيف المياجريف لمكاليات المتحدة فإنو يظير كذلؾ أف األشخاص األقؿ نجاحا ى الذيف لديي ميؿ عالي لمغادرة الكاليات المتحدة. Dustman أما 2003 فقد أعطى تفسي ار آخر لعممية اليجرة العائدة حيث يدؿ عمى أنو كاقعيا فإف المياجريف يخططكف لمعكدة إلى بمداني األصمية خبلؿ حياتي العممية ك بالتالي يسعكف إلحداث آثار إيجابية لغير المياجريف الذيف سيستفيدكف مف تجربتي. في د ارسة عمى ألمانيا فقد بيف الكاتب أف أحد األسباب التي تؤدم لمعكدة ىك تفاكت األجكر في بمد المقصد. ك عميو فإف الزيادة 47 في األجكر تؤدم لتثبيط العكدة ك انخفاض األجكر يؤدم الرتفاع مي في ظاىرة العكدة. مف المي اإلشارة إلى أف ىجرة العكدة تتأثر بعدة عكامؿ تبعا لخصائص المياجريف ظركؼ كالعمؿ الحياة المنشأ بمداف مع مقارنة المقصد بمد في مف جدا قميبل عددا أف التجربة بينت ذلؾ فقد كمع الخ.... البمداف التي مف تمكنت إعادة المغتربيف. ك بسبب الظركؼ غير المكاتية لبمداف المغادرة فقد قرر العديد مف المياجريف االستق ارر الدائ بالبمد المضيؼ حتى مف ىاجر لمتابعة د ارساتو فعمى سبيؿ المثاؿ فقد كجد الطبلب مف أف شيادة عمى تحصمكا الذيف الصينييف العمك في الدكتك اره 88 Guellec ك Cervantes الفترة في المتحدة الكاليات في كالتكنكلكجيا ظمكا د ارستي انتياء مف سنكات أربع ك بعد Borodak, Daniela. "Les Déterminants De La Migration De «Retour» En Moldavie." (2009). 98

98 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية 79. عمى بمد في يعممكف المقصد أما األطباء الينكد فقد كاف عكدة ىجرة مف أف الرغ األشخاص المؤىميف منخفضة نسبيا. ك سنرل أدناه أف الصيف كاليند المغتربيف مف استفادت قد لتشجيع التنمية كتصبح الكطنية العالمية. كحتى اإلقميمية التنمية في ممثؿ مي مثاؿ ىذه الدكؿ يؤكد أف المياجريف يمكف أف يسيمكا في تنمية البمد المصدر حتى عف بعد ك يدفعنا لنكتشؼ أكثر في ىذه األطركحة كيؼ يمكف لميجرة أف تس اى أك أف يككف ليا آثا ار إيجابية عمى بمد المغادرة. 48 المطمب الثالث: نموذج االستد ارك من خالل التحويالت المالية يعتبر نمكذج االستد ارؾ مف خبلؿ التحكيبلت المالية مف المقاربات األكلى التي تكضح مساىمة المياجريف في تنمية بمد المنشأ حتى دكف كجكدى الفعمي بالبمد ك عمى الرغ مف ت ازيد عدد الد ارسات التي تتناكؿ أىمية التحكيبلت المالية مف المياجريف في النمك االقتصادم لبمداف المنشأ إال أنو ما ازؿ النقاش مثير لمجدؿ ازداد االىتما بتحكيؿ األمكاؿ )الحكاالت( في سنكات مع ازدياد أىمية المبالغ ك تكرر التأكيدات تظير عمى أنيا ناقبلت مكجية لتنمية بمداف الجنكب ك أجيزة االستقباؿ الرئيسية لؤلمكاؿ اؿ بيانات اؿ رسمية لعا 2009 أف تدفؽ األمكاؿ المرسمة إلى البمداف النامية كانت 316 مميار دكالر تزيد عمى ما يقرب مف 4 أضعاؼ المبالغ المستممة في عا 2000 ك التي كانت 85 مميار دكالر عمى الرغ مف انخفاض قدر ب 6 في عا 2009 بسبب األزمة العالمية مقارنة بعا 2008 حيث كانت قيمة ما ت 48 Ellerman, David. "The Dynamics of Migration of the Highly Skilled: A Survey of the Literature." Diaspora Networks and the International (2006). 99

99 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية سنكيا ارسالو 336 مميار دكالر كما تظير التقدي ارت لعامي زيادة بمتكسط تظؿ ىذه المكارد المالية ثاني أكبر مصدر لمتمكيؿ الخارجي لمبمداف النامية بعد االستثمار األجنبي المباشر 03 أضعاؼ التي بمغت 548 مميار دكالر في عا تتجاكز التحكيبلت المالية ما يقارب. 51 المساعدات العامة لمتنمية ك التي سجمت رقما حكالي مميار دكالر في 2009 مع األخذ بعيف االعتبار زيادة المبالغ المرسمة مف المياجريف إلى البمداف النامية فقد بدأت المنظمات الدكلية كبعض الباحثيف بتحميؿ ىذه المكارد كأداة إل ازحة األثر السمبي الناج عف ظاىرة ىجرة األدمغة. يشير Faini إلى أف البنؾ الدكلي ىك إحدل المؤسسات التي تجز أف اآلثار السمبية ليجرة األدمغة يقابميا المكارد المالية المرسمة لبمد المنشأ. الكظائؼ المتاحة عف تأثير التحكيبلت المالية عمى تنمية بمداف المنشأ تحقؽ نتائج مختمفة ك كما سبؽ ك لكحظ فإف اتباع المقاربة التاريخية لمييكمة تعتبر التحكيبلت المالية كمكارد مالية ألجؿ االستيبلؾ الحالي ك كمصدر لتبعية غير المياجريف ألمكاؿ المغتربيف ك في اآلكنة األخيرة ك مف خبلؿ الد ارسات النظرية ك التجريبية فقد اتخذ مكضكع دكر التحكيبلت المالية مسار جديد ك خصكصا الذم يركز عمى اآلثار اإليجابية عمى المجتمعات األصمية. تظير ىذه الد ارسات أف المبالغ المستممة مف قبؿ المياجريف غير مخصصة لبلستيبلؾ الحالي فقط إنما تخصص كذلؾ لبلستثما ارت المنتجة. ك قد خمصت العديد مف الد ارسات إلى أنو لمتحكيبلت المالية تأثير مباشر لمحد مف فقر األسر ك لكف كذلؾ لممنطقة التي ت انفاؽ المبالغ فييا تمعب التحكيبلت المالية لممياجريف دك ار ىاما في الحد مف الفقر ك تكزيع الدخؿ ك لكف مدل ك حج اآلثار الناجمة عف ىذه األمكاؿ يعتمد عمى المستفيديف ك قد أشار 49 Ratha, Dilip, S Mohapatra, and A Silwal. "Outlook for Remittance Flows to Developing Countries." Paper presented at the International Conference on Migration, Trade and Development, Dallas, UNCTAD, World investment report,2010,unctad.org, consulté le Labrecque, Marie France. "Perspectives Féministes Sur Le Développement Durable: Remettre En Question Les Discours Sur L égalité Des Femmes." Recherches féministes 24, no. 2 (2011): Yang, Dean. "Migrant Remittances." The Journal of Economic Perspectives 25, no. 3 (2011):

100 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية Mora و Taylor إلى أف آثار التحكيبلت المالية ىي أكثر مبلئمة لمحد مف الفقر في المناطؽ الريفية مف المجتمعات األصمية التي تحتكم عمى عدد كبير مف أف اردىا في الخارج. بالنسبة لمعديد مف البمداف النامية فإف المبالغ المرسمة مف طرؼ المياجريف تشكؿ مصد ار ىاما لكجكدىا Guatemala فقد كجد البحث عف عند المثاؿ سبيؿ عمى ك االستثمار الفقر عمى التحكيبلت تأثير في Adams أف ىذه التدفقات المالية تقمؿ مف مدل الفقر لكثير مف األسر ك ىذا لككنيا تمثؿ 50 أك 60 إجمالي مف اإلي اردات. فعمى عكس الد ارسات األخرل فإف ىذا التحميؿ يظير أف األمكاؿ المستممة مف قبؿ المياجريف ال تنفؽ كميا عمى السمع االستيبلكية فاألسر المستفيدة مف التحكيبلت المالية تميؿ لمنظر إلى ىذه المبالغ عمى أنيا عبارة عف إي اردات مؤقتة ك غير مؤكدة ك ىي أكثر عرضة لبلستثمار مف أف 53 تككف مكجية لبلستيبلؾ الحالي. تظير نماذج االستد ارؾ أف عممية اليجرة يمكف أف تككف مفيدة لبمد المنشأ التي يمكنيا االستفادة مف أرس الماؿ البشرم لممغتربيف المكارد المالية ك شبكات المياجريف التي تسيؿ نقؿ المعارؼ ك التكنكلكجيا. ك قد قمنا بإعطاء الحجج حكؿ فكرة االستد ارؾ االقتصادم بفضؿ المغتربيف ك ىذا مف خبلؿ إج ارء تحميؿ مفصؿ لآلثار المترتبة عمى بمد المنشأ. ك كخبلصة لما سبؽ تبدك الرؤية الجديدة لتأثير اليجرة أكثر تعقيدا ك ىذا لككنيا تأخذ بعيف االعتبار جميع األعكاف المعنييف بعممية اليجرة مف ناحية بمد المنشأ ك بمد المقصد ك حتى المياجريف أنفسي باإلضافة إلى ذلؾ ك بالمقارنة بيف النماذج النظرية السابقة التي تحمؿ اليجرة الخارجية عمى المدل القصير فإف األدبيات األخيرة تتبنى النيج الديناميكي الذم ال يسمح بتحديد فقط اآلثار المباشرة )الفكرية( لميجرة. ك كما سبؽ لنا اإلشارة فقد الحظ العديد مف الكتاب أنو يمكف لميجرة ك عمى المدل الطكيؿ أف 53 Adams, Richard. "Remittances, Poverty and Investment in Guatemala." International Migration, Remittances and the Brain Drain Washington DC: World Bank (2006):

101 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية تكلد آثا ار إيجابية تظير في آثار الحكافز )االستثمار في أرس الماؿ البشرم( ك العكدة )عكدة المياجريف تحكيؿ األمكاؿ ) ك التي يككف ليا تأثير دائ عمى بمداف المنشأ. تؤطر مقاربات ىذا الجزء المشاكؿ الجيدة ك الميتمة بيذا العمؿ ك لكنيا ل تتطكر بما فيو الكفاية لقد تناكلت الد ارسات الحديثة بكثرة مكضكع الدكر المي لميجرة في تككيف أرس الماؿ البشرم في بمد المنشأ ك التأثير اإليجابي لممياجريف العائديف أك تأثير التحكيبلت المالية عمى الحد مف الفقر إال أنو ىناؾ نقص تحميؿ اليياكؿ التي تربط بيف بمد المقصد ك بمد المنشأ ك التي تشجع ك تعزز تدفؽ مختمؼ التحكيبلت لبمد المغادرة. ك في ىذه األطركحة قد قمنا بتحديد اليجرة كمصدر لتنمية بمداف المنشأ ك اندماجيا في االقتصاد العالمي. لقد حاكلت العديد مف البمداف االستفادة مف مغتربييا ك ىذا مف خبلؿ تبني خيار اليجرة العائدة ك قد الحظ J.B. Meyer أف خيار اليجرة مختمؼ جدا عف اليجرة العائدة مف حيث التعقيد ك استم اررية العبلقة بيف المغتربيف ك بمداف المنشأ. بمجرد عكدة المياجريف فإنو يت جمب أرس الماؿ البشرم ك المالي مرة كاحدة إلى البمد األصمي في حيف أف خيار اليجرة )االغت ارب( الدائمة مف خبلؿ الشبكات التي تسيؿ نشر المعمكمات ك المعارؼ المعدات االستثما ارت ك التكنكلكجيات ك التي تنتقؿ باستم ارر إلى البمد األصمي دكف اشت ارط الكجكد الفعمي 54 لممياجريف ببمداني األصمية. 54 Meyer, Jean-Baptiste. "Building Sustainability. The New Frontier of Diaspora Knowledge Networks." (2007). 102

102 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية خاتمة الفصل ع لؿ الرغ مف أف األبحاث الخاصة باليجرة الدكلية تحفؿ بالعديد مف النظريات التي تحاكؿ كضع بعض األطر المنيجية لتمؾ الظاىرة فإنو يمكف القكؿ أف الباحثيف في ىذا المجاؿ ل يتكصمكا بعد لنظرية متكاممة أك نمكذج شامؿ كحيد قادر عؿ ل تفسير أسباب كديناميكيات اليجرة ك ربما يرجع ذلؾ لتعدد األطر االقتصادية الثقافية كاالجتماعية التي تدفع األف ارد التخاذ ق ارر اليجرة. كثمة مبلحظة أساسية حكؿ نظريات اليجرة حيث أنيا عمدت إلي المقارنة بيف الظركؼ االقتصادية كاالجتماعية في كؿ مف اؿ بمداف األصمية كبمداف اليجرة ك ل تحاكؿ إيجاد إدماج العبلقات القائمة بيف ىذه الدكؿ كعامؿ أساسي في تحديد ظاىرة اليجرة. لكف ىذا ال يعني أف النظريات أخفقت في تفسير الظاىرة بؿ بالعؾس ىناؾ العديد مف النظريات التي فسرت محددات اليجرة الدكلية عمى غ ارر النظريات االيجابية ك ىذا عمى المستكل الكمي ك الجزئي كما تطرقنا إلى نظريات أخرل اىتمت بتفسير أثر الظاىرة عمى كؿ مف الدكؿ األصمية ك المستقبمة ك التي سميناىا النظريات المعيارية لكف مف خبلؿ نتائج د ارسة ىذا الفصؿ لمسنا تضارب بيف ايجابية الظاىرة ك سمبيتيا عمى مستكل النظريات ك النماذج المتطرؽ إلييا. 103

103 الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية 104

104 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين تمهيد يوجد في الواقع كم ىائل من الد ارسات السابقة التي تمت عمى اليجرة الخارجية ومحدداتيا واآلثار المترتبة عمييا إال أنو وحتى وقت قريب وجو اىتمام قميل لتحميل إشكالية تدفقات تحويالت المالية للمياجرين إلى دول األصل. إال أن ىذه الد ارسات قد ركزت بشكل عام عمى محددات التحويالت من الناحية الجزئية ف الد ارسات القياسية في ىذا المجال قد مالت الى التركيز عمى عدد صغير من الحاالت خاصة عمى الدول التي تعتبر التحويالت المالية المصدر الرئيسي لمعممة الصعبة و التي تكون في غالبية األحيان دول صغيرة الحجم و قميمة الكثافة السكانية فمن ناحية نجد أن معظم تدفقات المياجرين حاليا تتم عمى أساس اليجرة المؤقتة أسرتو في البمد األصمي. والتي تتم أساسا لتحسين التدفقات المستقبمية لدخل الفرد المياجر و ومن ثم فإننا نحتاج الى مدخل أكثر شموال لفيم انعكاسات التحويالت الناجمة عن اليجرة الخارجية عمى الدخل ال فردي. ومن ناحية ثانية فان التحويالت تمثل مصد ار ميما لمعممة الصعبة لمعديد من الدول النامية والتي تمثل ندرة موارد الصرف األجنبي بيا عائقا أساسيا أمام ب ارمج التنمية االقتصادية وسياسات االستق ارر االقتصادي. عمى ىذا السياق وضعنا ىذا الفصل بيدف تسميط الضوء عمى إشكالية التحويالت المالية لممياجرين الى بمدانيم األصمية و ىذا بتطرق إلى تعريف ىذه التحويالت و معرفة محدداتيا سواء عمى الصعيد الفردي أو الكمي و من ثم سوف نتطرق إلى معرفة القنوات التي تسمكيا ىذه التحويالت و اآلثار المترتبة عنيا عمى اقتصاديات الدول التي تستقبميا. المبحث األول مفهوم و محددات التحويالت المالية لممهاجرين 107

105 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين أصبحت التحويالت المالية لممياجرين من بين أىم المصادر العممة الصعبة لكل من الدول التي تستقبميا أو الدول المصدرة ليا و التي تفرض اقتطاعات من اجل تحويل ىذه المبالغ فعمى ىذا عمد كمى الطرفين قولبة ىذه التحويالت في أيطار قانوني و من اجل ذلك عممت الدول عمى حصرىا في تعريف شامل لكن كان من صعب ذلك وىذا الختالف اليياكل المحاسبية لكل دولة من مي ازن مدفوعات أو النظام المحاسبي المتبع. المطمب األول ماهية التحويالت المالية لممهاجرين إن إعطاء تعريف دقيق لتحويالت المالية لممياجرين أمر صعب نتيجة تضارب كيفية تسجيل ىذه األموال في مي ازن مدفوعات الدول المستقبمة و المصدرة ليا فنجد بعض الدول المستقبمة تدرج ىذه األموال مع عوائد السياحة و البعض األخر يدرجيا ضمن االستثما ارت األجنبية المباشرة ىذا من جية و من جية أخرى نالحظ أن إحصائيات الصندوق النقد الدولي تختمف عمى معطيات الدول المستقبمة ليذه األموال نتيجة تحديد البمد األصمي لممياجر الذي اكتسب جنسية البمد المياجر إليو و نجد ىذه الظاىرة في بمدان المغرب العربي خاصة الج ازئريين المغاربة و التونسيين الذين حصموا عمى الجنسية الفرنسية ففي ىذه الحالة يتغير معيار التصنيف المياجر في حد ذاتو من معيار اإلقامة إلى معيار الجنسية. نجد كذلك األموال التي تحول عبر القنوات الغير رسمية تنقص من قيمة اإلحصائيات لكن ال تنقص من حيث التأثير االقتصادي ليا عمى المستوى الجزئي او الكمي حيث في د ارسة آج ارىا المكتب األوروبي لإلحصاء حول التحويالت المالية لممياجرين استخمص نصف ىذه التحويالت يكون عبر القنوات الرسمية أما الباقي يكون عبر قنوات غير رسمية التي وضعيا المياجرون من اجل تفادي االقتطاعات الخاصة 1 بتحويل. 1 Coiffard, Marie. "L'impact De La Crise Financière Internationale Sur Les Transferts Des Migrants: Le Cas Des Travailleurs Tadjiks." Paper presented at the XXVIe journées du développement de l'association Tiers-Mondes' Crises et soutenabilité du développement', Bureau d'économie théorique et appliquée, Université de Strasbourg et Université Nancy 2, Association Tiers-Monde, Préludes,

106 الفصل الثالث لكن من خالل د ارستنا ليذه الظاىرة وجدنا التحويالت املالية للمهاجرين ان التحويالت المالية لممياجرين ىي عبارة عن تدفقات ذات بعدين األول فردي و الثاني جماعي وىما مرتبطان بعالقة قوية بحيث يؤثر كل بعد عمى الثاني فمبعد األول يرى في التحويالت المالية لممياجرين عمى أنيا أموال خاصة تكون إما دخل او مدخ ارت المياجر تحول إلى فرد ثاني في البمد األصمي و تتأثر بتغي ارت االقتصادية التي تط أر عمى المياجر او الفرد المستقبل ليذه األموال اى احتياجو أما البعد الثاني فيرى في التحويالت المالية لممياجرين عمى أنيا تدفقات نقدية تحول من المياجر إلى الوطن األصمي تحت تأثير المتغي ارت االقتصادية الكمية في كل من البمدين أي البمد المستقبل لتحويالت و البمد المصدر ليا و متمثمة في النمو االقتصادي سعر الفائدة و سعر الصرف. كما يعرف صندوق النقد الدولي التحويالت المالية عمى أنيا تحويالت جارية خاصة بشكل أصول مالية أو سمع من المياجر أو عامل مقيم في الخارج لمدة ال تقل عن سنة إلى أشخاص يمثمون أف ارد عائمتيم أو حسابات خاصة ويقوم صندوق النقد الدولي بتسجيل التحويالت المالية لممياجرين في ثالثة بنود تتمثل فيما يمي : - البند األول يكون رقم حسابو في مي ازن المدفوعات المتفق عميو في صندوق النقد الدولي 2310 بحيث يشمل ىذا الحساب تعويضات العاممين في الخارج و تكون عبارة عن كل األموال التي يتقاضيا العامل في الخارج في مدة زمنية اقل من سنة حيث يندرج تحت - ىذا البند كل من األجور و تعويضات التأمينات و الخدمات االجتماعية التي يتقاضيا العامل في الخارج و يقوم بتحويميا إلى بمده األصمي و ال يندرج في ىذا البند األموال التي يحمميا معو المياجر في مرحمة الذىاب او العودة. 109

107 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين - البند الثاني برقم حساب 2391 يعبر عن التحويالت المالية لمعاممين عمى انيا كل التدفقات الخارجية الخاصة بالعمال المقيمين في الخارج لمدة زمنية ال تقل عن سنة و تشمل ىذه التحويالت أصول مالية أو سمع تحول من طرف المياجر إلى أف ارد أسرتو أو إلى حساب بنكي خاص بو في موطنو األصمي. - البند الثالث رقم حساب 2431 ويمثل تحويالت المياجرين التي ىي عبارة عن صافي التحويالت المالية التي قام بيا المياجر أثناء مغادرة البمد األصمي و العودة إليو و اإلقامة بو لمدة ال تقل 2 عن سنة. المطمب الثاني المحددات الفردية لتحويالت المالية لممهاجرين إذا أخدنا التحويالت المالية لممياجرين عمى أنيا عممية تتم بين األف ارد عمى األقل بين فردين يمثل األول مرسل ىذه التحويالت و الثاني مستقبل ىذه التحويالت عمى ان يكون ىذين الفردين ينتميان إلى نفس الوحدة االجتماعية غالبا ما تكون األسرة. 3 و لمعرفة المحددات التي تؤثر عمى ق ارر تحويل األموال من المياجر الى فرد في موطن األصمي فان الد ارسات أشارت الى و جود منظورين أساسيان. فالمنظور األول يعمل عمى تحميل األسباب الفردية اي الخاصة بالمياجر نفسو و المنظور الثاني يرى في األسرة عامل ميم في تحديد حجم و توقيت التحويالت المالية لممياجر وعمى ىذا نجد ان ىذه من الد ارسات استخمصت مجموعة من المحددات التي قمنا بوضعيا عمى النحو التالي: - اإليثار و يعتبر من أىم المحددات التي تؤثر عمى ق ارر تحويل األموال الى البمد األصمي باعتبار ان المياجر مسؤول عمى رعاية عائمتو المتواجدة في الموطن األصمي و رفاىية ىذا االخير اي المياجر تتمثل في رفاىية و رضي أف ارد أسرتو من مواجية متطمبات الحياة اليومية باالموال المحولة 2 Coiffard, Marie. "La Coopération Internationale Sur Les Transferts De Fonds Des Migrants, Quels Enjeux Pour Quelle Perspective?". Revue européenne des migrations internationales 28, no. 1 (2012): Riadh BEN JELILI TRANSFERTS DES MIGRANTS TUNISIENS ET QUALIFICATION THÉORIE ET ÉVIDENCE Revue d analyse économique, vol. 78, n3, septembre

108 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين فأصحاب ىذا التوجو يضعون ثالث فرضيات ميمة بحيث ان الفرضية االولى ترى ان التحويالت المالية متناسبة طرديا مع الدخل الذي يحصل عميو المياجر اما الفرضية الثانية ترى ان التحويالت المالية تنقص في حالة ارتفاع دخل األسرة في البمد األصمي وأخر فرضية ترى في الخالفات العائمية 4 سبب في ت ارجع او توقف التحويالت المالية إلييا فمن خالل الفرضية الثانية و الثالثة نالحظ ان األسباب او المتغي ارت المستعممة لتفسير سموك المياجر ىي غير اقتصادية حيث تتمثل في كل من اإليثار و التضامن األسري أي المياجر يشعر برضى في حالة إرضاء أف ارد أسرتو بمفيوم أخر منفعة الفرد مقترنة بمنفعة األسرة إ ازء التحويالت التي يقوم بيا ليم خاصة في حالة األزمات المالية التي تحدث عمى مستوى األسرة او احد أف اردىا او األزمات االقتصادية و السياسية عمى مستوى البمد األصمي. أما بالنسبة لمفرضية األولى فان الد ارسة التي قام بيا كل من lucas&starck اثبتت ان اإليثار لوحده ال يمكن ان يفسر لوحده حجم و توقيت التحويالت حيث وجدو في د ارسة عمى دولة البوتسوانا ان الزيادة في دخل المياجر بنسبة %1 تؤدي الى زيادة في حجم التحويالت بنسبة % 0.25 بالنسبة لممياجرين ذوي الدخل المنخفض اما بالنسبة لممياجرين ذوي الدخل المرتفع فان التحويالت المالية ترتفع بنسبة % اذا ارتفع الدخل بنسبة %. 1 - الفائدة الشخصية او ما يعرف باألنانية: ويأتي ىذا المحدد كعكس المحدد األول أي أن المياجر يقوم بالتحويل المالي ألسرتو من اجل المصالح الشخصية كعدم إقصائو من المي ارث األسري و المحافظة عمى مكانتو داخل األسرة أو من جية أخرى يمكن أن يكون لممياجر ممتمكات تحتاج إلى صيانة كا األ ارضي الز ارعية و حيوانات أو المصانع حيث تضمن لو ىذه التحويالت الى 4 Lucas, Robert EB, and Oded Stark. "Motivations to Remit: Evidence from Botswana." The Journal of Political Economy (1985): Lucas, Robert EB, and Oded Stark. "Motivations to Remit: Evidence from Botswana." The Journal of Political Economy (1985):

109 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين أسرتو بحيث تعمل ىده األخيرة عمى قيام بصيانة ىذه الممتمكات و الحفاظ عمييا و أكدت ىذه الفرضية د ارسة قام بيا Brownسنة 1997 عمى عينة من المياجرين المنحدرين من جزر سامو و التونغا و المقيمين في است ارليا حيث استخمص ان المياجر يقوم بتحويل األموال إلى أسرتو 6 من اجل الحفاظ عمى مكانتو األسرية و القبمية. زيادتا عمى ذلك أثبتت د ارسة قام بيا Glytsos سنة 1988 و 1997 ان التحويالت المالية يمكن ان تكون بيدف االستثمار في البمد األصمي حيث يمثل جزء من ىذه التحويالت ك ارتب او األجر لألسرة من اجل الحفاظ او انجاز ىذا المشروع و تمت ىذه الد ارسة عمى عينة من المياجرين مقمين في كل من ألمانيا و است ارليا. 7 - االدخار: ان الد ارسات التي انصبت في سياق ادخار المياجر و ضعت فرضية ان ادخار المياجر ىو ىدف رئيسي لو من و ارء عممية اليجرة التي قام بيا بتعبير اخر فان المياجر منفعة الفرد المياجر ال تكمن في عممية استيالكو في البمد المستقبل و انما في ادخار اكبر جزء ممكن من دخمو عمى حساب عممية االستيالك ويظل سموك االدخار ىو العامل الرئيسي طيمة فترة إقامتو في البمد المستقبل عمى ان يغير سموكو حين عودتو إلى بمده األصمي. و لألجل تحقيق ىذا اليدف فان المياجر يعمل عمى التوفيق بين دخمو و تحويالت التي ترسل الى عائمتو و الجزء الذي يدخره اي انو يحاول ان يوازن بين قةى العرض و المتمثمة في الدخل و قوى الطمب المتمثمة في كل من االسرة و المصمحة الشخصية وىنا نالحظ ان ىذا العامل يجمع بين العاممين السابقين. 6 Brown, Richard PC. "Estimating Remittance Functions for Pacific Island Migrants." World development 25, no. 4 (1997): Glytsos, Nicholas P. "Remitting Behaviour of Temporary and Permanent Migrants: The Case of Greeks in Germany and Australia." Labour 11, no. 3 (1997):

110 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين من جانب اخر يعمل المياجر الذي يدخر أموالو في بمده االصمي عمى تقميص مدة اليجرة الى اقل مدة ممكنة من اجل االنتفاع بيذه األموال حين رجوعو حيث أكدت ىذه الفرضية من الد ارسة التي أنجزىا Lucas 2004 و التي استخمصت ان التحويالت تكون كبيرة في المرحمة األولى من عممية اليجرة عمى ان تتناقص بطول فترة اإلقامة لتنعدم في األخير أين يقطع المياجر صمتو 8 بالبمد األصمي لو لدلك يعمل المياجر عمى إيجاد الفترة اإلقامة األمثل. - اتفاق القرض بين األسرة و المياجر: في ىذا العامل يكون االتفاق المبرم بين العائمة و الفرد المياجر ىو المحدد الرئيسي لتحويالت المالية و حجميا حيث تعمل األسرة عمى ضمان تكاليف اليجرة لمفرد مقابل تحويمو لمبالغ مالية حين استق ارره في البمد المستقبل عمى ان ترفع ىده األموال من القدرة االستيالكية لمعائمة او استثمارىا في إرسال شخص أخر لألجل تعظيم حجم 9 التحويالت. فينا نالحظ ان ظاىرة التحويالت المالية لممياجر تكون إست ارتجية عائمية مرىونة باتفاق يتضمن تمويل العائمة تكاليف السفر و االستق ارر المبدئي لممياجر حيث تكون ىذه التكاليف كبيرة عمى ان يأخذىا الفرد المياجر عمى عاتقو عمى ان يسدد الفرد المياجر ىذه التكاليف و يؤمن لإلف ارد عائمتو دخل إضافي تأخذ ىذه العممية في اغمب األحيان ثالث م ارحل تتمثل في مرحمة الحصول عمى قرض من األسرة بيدف اليجرة و تسديده المرحمة الثانية تحويل أموال بغرض إق ارض أف ارد عائمة آخرين المرحمة الثالثة تحويل أموال بغرض االستثمار و العودة إلى البمد األصمي. 8 Lucas, Robert EB. "Migration Internationale Vers Les Pays À Haut Revenu: Quelles Conséquences Pour Le Développement Économique Des Pays D'origine?". Revue d'économie du développement 19, no. 4 (2005): Gallina, Andrea. "The Impact of International Migration on the Economic Development of Countries in the Mediterranean Basin." International Migration and Development in the Arab Region: Challenges and Opportunities UN/POP/EGM/2006/04 (2006). 113

111 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين - االستثمار في البمد األصمي:يمكن لالستثمار في البمد األصمي أن يكون عامل رئيسي في تحديد حجم و توقيت التحويالت المالية حيث أن يوجو الفرد المياجر مدخ ارتو إلى استثمار اقتصادي يكون مردود اكبر من أن يستثمره في البمد المستقبل لو فق ارر التحويل يكون ق ارر فردي عقالني. و كخالصة فان حجم و توقيت التحويالت المالية تختمف باختالف الدوافع الفردية لممياجر وأسرتو حيث نجد ىيئة األمم المتحدة و في إحدى د ارستيا حول الموضوع وضعت محددات الظاىرة المدروسة في مجال زمني كما ىو مبين في الشكل التالي: شكل رقم 1-3 محددات التحويالت المالية خالل م ارحل الهجرة حجم التحويالت هجرة العودة اإلستثمار اإلدخار اإليثار عدد سنوات الهجرة Source : Mobhe, Agbada Mangalu. Migrations Internationales, Transferts Des Migrants Et Conditions De Vie Des Ménages D'origine: Cas De La Ville De Kinshasa. Presses univ. de Louvain,

112 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين من الشكل رقم 1-3 يتبين لنا ان محددات التحويالت المالية يمكن ان تدخل في ق ارر الفرد المياجر عمى طول فترة إقامتو في الخارج الى غاية رجوعو الى البمد األصمي ففي بداية اليجرة و االستق ارر يدخل اإليثار كمحدد الرئيسي في عممية التحويل المالي و تمتد ىذه الفترة الى خمس سنوات االولى من اإلقامة ليدخل فيما بعد عامل اخر و متمثل في ادخار المياجر ما يعمل عمى تناقص حجم التحويالت المالية و تمتد ىذه الفترة من السنة السادسة الى الثانية عشر من اليجرة واخر محدد يؤثر عمى حجم التحويالت في حياة المياجر ىو االستثمار بحيث يعود حجم التحويالت الى التصاعد و ىذا لسد تكاليف مشروعو الى غاية رجوعو الى البمد األصمي. المطمب الثالث المحددات الكمية لتحويالت المالية لممهاجرين اليدف من ىذا المطمب معرفة المحددات الكمية لتحويالت المالية لممياجرين و من خالل تطرقنا إلى بعض الد ارسات و جدنا انو يمكن صياغتيا في ثالثة عناصر فاألول يتمثل في حجم المياجرين لمبمد أما العنصر الثاني يخص الحركة االقتصادية لمبمد األصمي و األخير يشمل المتغي ارت المؤسساتية لمبمد األصمي. 1 -حجم المهاجرين من جانب االقتصاد الكمي فان خصائص المياجرين تقتصر عمى د ارسة حجميم و في بعض األحيان يضاف إلييا درجة تأىيل المياجرين وىذان العامالن يؤث ارن بشكل كبير عمى التحويالت المالية فزيادة حجم المياجرين في بمد سيؤدي الى زيادة حجم التحويالت المالية اليو فيده المعادلة اثبتتيا عدة د ارسات اىميا د ارسة التي قام بيا (2005) Spatafora Freund et طمبا من البنك العممي حيث شممت ىذه الد ارسة 115

113 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين إلى إيجاد محددات التحويالت المالية لممياجرين و تكاليف تحويل ىذه األموال زد إلى ذلك محاولة معرفة حجم التحويالت التي تمر بالقنوات الغير رسمية وىذا لعينة من الدول قدرة ب 100 دولة. فكانت نتائج ىذه الد ارسة عمى إن حجم التحويالت المالية لممياجرين التي تمر بقنوات الغير رسمية تمثل من %35 إلى %75 من حجم التحويالت الكمية و ارجعوا السبب إلى ارتفاع تكاليف التحويل و عدم تطور الجياز المصرفي في الدول المتقدمة لكن أىم استنتاج كان يخص حجم المياجرين الذي يؤثر بشكل كبير عمى حجم التحويالت المالية فحسب نفس الد ارسة الزيادة في حجم المياجرين بنسبة % 1 سيؤدي إلى ارتفاع في حجم التحويالت ب 10.% 0.7 زيادة عمى حجم المياجرين فان درجة تأىيميم تؤثر بدورىا عمى حجم التحويالت المالية لممياجرين حيث خمصت الد ارسة التي قام بيا (2007) Faini ان زيادة درجة التأىيل لممياجر ستخفض من حجم التحويالت التي يقوم بيا و يرجعون السبب عمى ان المياجر المؤىل ىو من أسرة ميسورة الحال و ال تحتاج إلى تحويالتو المالية من جية و من جية أخرى يمكن لمفرد المؤىل أن يقرر االستق ارر في البمد 11 المستقبل الن سبب اليجرة لم يكون مادي و إنما لألسباب أخرى. - الحركة االقتصادية في البمد األصمي 2 إن االقتصاديات الدول أصبحت مرىونة باقتصاد العالمي وىذا ما أثبتتو األزمة االقتصادية األخيرة حيث أثرت ىذه األخيرة و بشكل مباشر عمى المتغي ارت الكمية لالقتصاد الدول ما أدى الى تأثير عمى حجم التحويالت المالية لممياجرين و عمى وجو الخصوص الدول المتقدمة و التي تعتبر الدول المستقبمة لممياجرين ليذا أصبحت الوضعية االقتصادية لدول المصدرة لتحويالت و المستقبمة ليا تزيد أو تخفض من وتيرة تحويالت المياجرين حيث استخمصت العديد من الد ارسات عمى وجود عالقة ارتباط قوية بين 10 reund, Caroline, and Nikola Spatafora. "Remittances, Transaction Costs, and Informality." Journal of Development Economics 86, no. 2 (2008): Faini, Riccardo. "Remittances and the Brain Drain: Do More Skilled Migrants Remit More?". The World Bank Economic Review 21, no. 2 (2007):

114 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين الحركة االقتصادية في الدول المصدرة و المستقبمة لتحويالت و التحويالت المالية لممياجرين فد ارسة التي قام بيا كل من 2005 أثبتت أن متغي ارت االقتصاد الكمي و المتمثمة في كل huang و vergas-silva من الناتج المحمي اإلجمالي التضخم و معدل البطالة عمى مستوى كل من الدول المصدرة و المستقبمة لتحويالت عوامل تؤثر عمى التحويالت المالية لممياجر و استعمل الباحثين متغي ارت الكمية المالية و المتمثمة في كل من سعر الصرف الكتمة النقدية سعر الفائدة و مؤشر العام لألسعار و التي تعكس حالة المياجر في البمد المستقبل و حجم األجر الذي تقضاه فكانت النتائج المحصل عمييا ان التغي ارت في محددات االقتصاد الكمي لدول المستقبمة لممياجرين تؤثر بشكل مباشر عمى حجم التحويالت المالية 12 لممياجرين. لكن في د ارسة أخرى كانت عينتيا تركيا و التي قام بيا 2005 استخمصت عكس ذلك أي ان Aydas النمو االقتصادي التركي يؤثر بشكل مباشر عمى التحويالت المالية لممياجرين فانخفاض ىذا األخير يؤدي إلى زيادة في التحويالت المالية لممياجرين و عكس صحيح و يضيف الباحث ان في حالة 13 انخفاض النمو االقتصادي في تركيا فان عامل اإليثار يدخل في تحديد زيادة التحويالت. نجد كذلك د ارسة حديثة وضعيا 2008 حيث وضح كيف يمكن لمتغي ارت الكمية أن تؤثر عمى Mouhoud ق ارر التحويل و حجم التحويالت من خالل ربطيا بمحددات الفردية و يمكن تمخيص ىذه الد ارسة في جدول التالي: 12 Vargas-Silva, Carlos, and Peng Huang. "Macroeconomic Determinantsof Workers' Remittances: Hostversus Home Country's Economic Conditions." Journal of International Trade & Economic Development 15, no. 1 (2006): Aydas, Osman Tuncay, Kivilcim Metin-Ozcan, and Bilin Neyapti. "Determinants of Workers' Remittances: The Case of Turkey." Emerging Markets Finance and Trade 41, no. 3 (2005):

115 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين جدول رقم) 1-3 ( يمثل اهم محددات التحويالت المالية و تاثيرها المحددات اإليثار االتفاق العائمي االستثمار المبادالت + + مستوى الدخل في البمد األصمي لممهاجر - - معدل التضخم في البمد األصمي لممهاجر + -/+ الفرق في معدل الفائدة معدل سعر الصرف + + مستوى الدخل في البمد المستقبل لممهاجر + Source : Marie Coiffard2011 فمن خالل الجدول نالحظ ان مستوى الدخل في البمد األصمي يتمشى عكسيا مع اإليثار حيث إذا ارتفع مستوى الدخل لألسرة المياجر سوف يقمل من تحويالت ىذا األخير لكن تزداد ىذه التحويالت لغرض أخر و ىو أما االستثمار أو تسديد تكاليف اليجرة لمعائمة أما في حالة ارتفاع معدل التضخم في البمد األصمي فعامل الذي يدخل في تحديد حجم التحويالت ىو اإليثار حيث يرفع من حجم ىذه األخيرة لمساعدة العائمة في تسديد احتياجاتيا. بالنسبة لمعدل الصرف لو عالقة ايجابية مع إيثار و مبادالت الفرد مع أسرتو فبارتفاع قيمة العممة الصعبة في البمد األصمي سوف ترتفع األموال المحولة من المياجر إلى أسرتو او يعمل عمى تسديد مستحقات عائمتو اتجاه ىجرتو أما فيما يخص معدل الفائدة فيمكن ان يكون تأثيره ايجابي أو سمبي بحيث 14 يفضل المياجر ادخار أو استثمار أموالو أينما كان معدل الفائدة ر اكب. 14 Coiffard, Marie. "L'impact De La Crise Financière Internationale Sur Les Transferts Des Migrants: Le Cas Des Travailleurs Tadjiks." Paper presented at the XXVIe journées du développement de l'association Tiers- Mondes' Crises et soutenabilité du développement', Bureau d'économie théorique et appliquée, Université de Strasbourg et Université Nancy 2, Association Tiers-Monde, Préludes,

116 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين 3 -محددات المؤسساتية و تشمل ىذه المتغي ارت كل من تكاليف التحويل تطور الجياز المصرفي و االستق ارر السياسي. فتكاليف التحويل تؤثر بشكل مباشر عمى حجم األموال المحولة من طرف المياجر خاصة التي تمر عبر القنوات الرسمية ففي د ارسة قام بيا كل من (2008) Spatafora Freund et و التي من خالليا حاوال إيجاد العالقة بين كل من تكاليف التحويل عمق النظام المصرفي و التغير في سعر الصرف مع التحويالت المالية لممياجرين استخمص وجود عالقة عكسية و قوية أي أن ارتفاع تكاليف تحويل األموال تكون ناتجة عن ضعف الجياز المصرفي و انخفاض قيمة العممة ما ينتج العن ىذه اآللية انخفاض في 15 حجم التكاليف. مدى تطور الجياز المصرفي يعمل عمى الرفع من التحويالت أو انخفاضيا عبر القنوات الرسمية فكل الد ارسات التي قام بيا البنك العالمي تشير إلى أن ىناك عالقة عكسية بين تطور الجياز المصرفي و السوق الموازية مما ينعكس عمى ارتفاع التحويالت المالية لممياجرين في حالة تطور الجياز المصرفي و تفادي القنوات الغير الرسمية المحممة بمخاطر االختالس السرقة اإلرىاب و التيريب ليذا السبب نجد ان البنك العالمي في تقاريره يحث الدول النامية عمى تطوير أجيزتيا المصرفية و ربطيا يبعضيا البعض. إن االستق ارر السياسي يعمل عمى الرفع من التحويالت المالية لممياجرين حيث يمكن المياجرين و أسرىم من استخدام ىذه األموال إما لالستيالك آو االستثمار كما انو يحافظ عمى درجة األمان لمؤسساتو المصرفية و استق ارر اقتصاده. المبحث الثاني: قنوات المعتمدة في تحويالت المالية من طرف المهاجرين 15 Freund, Caroline, and Nikola Spatafora. "Remittances, Transaction Costs, and Informality." Journal of Development Economics 86, no. 2 (2008):

117 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين يعتمد المياجرين طرق و أساليب عديدة لتحويل أمواليم حيث يمكن حصر ىذه األساليب في إطارين أساسيين ضمن المعيار القانوني فيشمل اإلطار األول كل من القنوات الرسمية و التي تطابق أساليب القانونية و إطار الثني يتضمن كل القنوات الغير الرسمية التي تخالف ما و ضعو القانون من اجل إج ارء ىذه العمميات و اختيار طريقة التحويل تعود إلى عدة أسباب سوف نتطرق إلييا في المطمب األول. المطمب األول : محددات اختيار المهاجرين لقنوات التحويل من خالل د ارستنا و جدنا أن اختيار القنوات الغير رسمية يعود إلى عدة أسباب نذكر منيا: - تكمفة التحويل 1 يعتبر ىذا األخير كأىم عامل في اختيار المياجرين لمقنوات الغير رسمية حيث تبقى تكاليف التحويل عبر ىذا النوع من القنوات مرتفعة جدا و ىذا ما أظيرتو تقارير البنك العالمي مشيرتا إلى ارتفاع تكاليف % إلى %10 في عشر السنوات األخير حيث عممية تحويل المياجر ألموالو بنسبة تت اروح ما بين 4.5 % مقابل %8 سنة 8.9 وصل متوسط تكاليف التحويل في العالم سنة 2014 لكل 200 دوالر إلى إي بارتفاع يقدر ب %1 16 فعمى سبيل المثال نجد أن مياجر سينغالي ينفق ما قيمتو 15 يوروا من اجل تحويل 100 يوروا ففي حين يدفع مواطنو جنوب آسيا في المتوسط 6 دوال ارت أمريكية مقابل كل 100 دوالر يرسمونيا إلى أوطانيم فيذا النوع من التكاليف تحول كعائق لممياجر من 17 اجل تحويل أموالو فيجد نفسو يخاطر بأموالو عبر الطرق غير الرسمية. - تطور الجهاز المصرفي في البمدان المستقبمة لتحويالت 2 شيد قطاع الخدمات المالية أىمية مت ازيدة في اقتصاديات الدول النامية والمتقدمة عمى حد سواء كما حققت التجارة الدولية في الخدمات المالية زيادة مطردة خالل عقدي الثمانيني ات والتسعيني ات إال أن ىذا 16 Migration and Remittances: Recent Developments and Outlook-Special Topic: Forced Migration, THE WORLD BANK,n 23,oct BAfD réduire les cout des transferts d argent des migrants et optimiser leur impact sur le développement décembre

118 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين التطور لم يشمل خدمة التحويالت المالية لعدم تمكن بعض الدول النامية و المستقبمة لتحويالت المياجرين من تغطية كل مناطقيا فيذا التي أصبحت عامل يحول ىذا المحدد عمى سموك المياجر لالتجاه إلى مسار القنوات الرسمية لتحويل أموالو فضعف الجياز المصرفي من بنوك و مؤسسات مصرفية يكمف المياجر أموال كبيرة من اجل إيصال المبمغ المحول الى بالده خاصة و ان كانت ىذه األموال محولة متجية إلى مناطق ريفية او معزولة مثل ما ىو الحال بالنسبة لتشاد. - تقمبات سعر الصرف 3 إن جل الدول النامية و التي تعتبر أىم مستقبل لتحويالت المالية لممياجرين تحتوي عمى أسواق موازية بما فييا سوق العممة الصعبة حيث أظيرت العديد من الد ارسات عمى ان الزيادة في الفرق بين سعر الصرف الرسمي و سعر الصرف الموازي سيدفع حتما المياجرين الى تحويل أمواليم عن طريق القنوات الغير رسمية التي تكون متصمة باألسواق الموازية فحسب الد ارسة التي قام بيا (2007) 18 Faini استخمص أن انخفاض في قيمة العممة الوطنية لدول النامية تزيد من حجم التحويالت إلييا باإلضافة إلى الد ارسة التي قام بيا كل م 2009 N Aamir M Shahbaz أثبتت ان الزيادة في الفرق بين سعر الصرف الرسمي و سعر الصرف الموازي سوف يرفع من حجم التحويالت المالية لممياجرين حيث يفضل المياجر ان تحول أموالو في السوق الموازية عمى البنوك او المؤسسات المالية التي تتعامل بسعر الصرف الرسمي لكن يوجد دول تفرض عمى ميجرييا أن يتقاضوا مواليم المحولة بالعممة الوطنية و حسب سعر الصرف 19 الرسمي ما يدفع بيؤالء إلى اختيار القنوات الغير رسمية. - المدة التي يستغرقها التحويل 4 18 Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue d'économie du développement 21, no. 2 (2007): Shahbaz, Muhammad, and Naveed Aamir. "Determinants of Workers Remittances: Implications for Poor People of Pakistan." European Journal of Scientific Research 25, no. 1 (2009):

119 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين يفضل المياجرين تحويل أمواليم عبر القنوات الغير رسمية لسرعة وصوليا ألسرىم نظ ار لمتطمبات االستعجالية ليذه األخيرة مثل مصاريف استيالكية أو االستشفائية عمى أن يعطي المياجر أموالو لشخص يريد السفر إلى البمد األصمي مثال ىذا من جية من جية أخرى يشتكي الكثير من األسر في الدول األصمية لممياجر من طول االنتظار أمام الوكاالت أو البنوك المعتمدة من اجل الحصول عمى ىذه األموال خاصة في الدول اإلفريقية. 5 -ضمان وصول األموال ىذا المحدد يدفع بالمياجرين إلى اختيار القنوات الرسمية و ذلك لضمان وصوليا إلى أسرتو حيث نجد في القنوات الغير رسمية درجة الخطر كبير جدا نتيجة السرقة و االختالس و التي تطبق عمى مستوى الوكاالت الغير معتمدة أو شبكات التيريب. 6 -وضعية المهاجر في البمد المستقبل ان تفشي ظاىرة اليجرة السرية إلى أوروبا و الواليات المتحدة األمريكية فرضت و جود عمال غير قانونين عمى أ ارضييا بحيث يحولون جزء من أمواليم عبر القنوات الغير رسمية لعدم اكتسابيم بطاقة اإلقامة و التي تحفظ حقوقيم عبر القنوات الرسمية و أحسن مثال عمى ذلك ىي الد ارسة التي قام بيا Dean Yang استخمص ان اكبر نسبة من المياجرين الغير شرعيين و الذين يجدون عمل يحولون أمواليم عبر القنوات الغير رسمية و في د ارسة أج ارىا المعيد األمريكي Bendixen عمى عينة من مياجر مكسيكي غير شرعي فان % 90 من الذين حصموا عمى عمل يحولون أمواليم عبر قنوات غير 20 الرسمية المتمثمة في شخص يسمى المحول. 20 Yang, Dean. "International Migration, Remittances and Household Investment: Evidence from Philippine Migrants Exchange Rate Shocks." The Economic Journal 118, no. 528 (2008):

120 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين المطمب الثاني: القنوات الرسمية لمتحويالت المالية لممهاجرين إن الوضع األمني العالمي ال ارىن فرض عمى جميع من ىيئات و دول لتشديد الخناق عمى القنوات الغير رسمية لتحويل األموال من اجل الحد أو التقميل من حدة تمويل الجماعات اإلرىابية باختالف توجياتيا فتمثمت ىذه الييئات في الييئات الدولية نذكر منيا البنك العالمي صندوق النقد الدولي و ىيئة األمم المتحدة و كذلك عمى صعيد المحمي عممت الدول عمى تفكيك جماعات التيريب و حجز األموال المحولة من جية و من جية أخرى تطوير الشبكات البنكية و المصرفي أو خمق آليات حديثة من اجل السماح لممياجرين من تحويل أمواليم من خالل ىذه األنظمة و ىذا ما يسمح لدول متابعة مصدر األموال و لمن تحول و تتمثل ىذه اآلليات فيما يمي: - البنوك المصرفية 1 ىذا النوع من التحويالت يضم البنك كوسيط بين المرسل و المرسل اليو شريطة أن يكون لكالىما حسابات بنكية جارية في كل من البمد المستقبل بالنسبة الى المرسل و حساب في البمد األصمي بالنسبة لممرسل إليو.كما يمكن أن تكون ىذه التحويالت اليكترونيا إذا كان لممرسل إليو بطاقة ائتمان حيث يمكنو استخ ارج ىذه األموال من احد نقاط السحب يرى المياجرين في ىذه اآللية األكثر ضمانا إال انو ال يمكن لكل المياجرين التوجو إلييا لالرتفاع تكاليف التحويل او شروط التي تضعيا ىذه المؤسسات و التي تكون عمى اقتطاعات نسبية من المبمغ المحول و الحد األدنى في الحساب الذي يكون كبير في نظر المياجرين زد إلى ذلك ال يمكن من المستفيدين في الدول األصمية امتالك حساب جاري نتيجة ضعف تغطية البنوك لكل األقاليم أو إقامة أسرة المياجر في مناطق نائية و بعيدة عن تواجد نقاط البنك نجد كذلك أن الوضعية الغير قانونية لممياجر ال تسمح لو بفتح حساب جاري ليذا وجدة الواليات المتحدة 123

121 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين طريقة من اجل االستفادة من تحويالت المالية لممياجرين الغير شرعيين و ىي بإعطاء ليم أرقام حيث 21 يحصل كل مياجر غير شرعي عمى رقم خاص بو. - الشبكات البريدية 2 نجد ان البريد او الشابكات البريدية تمثل أىم القنوات الرسمية لتحويل األموال و دخمت سوق التحويالت من اجل تخفيض تكاليف التحويل لدى المياجرين و يشرف عمى ىذه الشبكة االتحاد البريدي العالمي الذي يعمل عمى توسيع االتصال بين مؤسسات البريدية في العالم و نتيجتا ليذا نجد ان متوسط التحويالت قفز من 400 تحويل في الشير إلى تحويل شيريا فتحويل 200 دوالر يكمف 25 دوالر المياجر 10 دوال ارت بينما يكمفو في مؤسسات أخرى ما يقارب.ىذه الشبكة أخذت نصيبيا من التطور التكنولوجي حيث نجد أن ىناك نوعين من قنوات التحويل األولى تتمثل في الطريقة التقميدية لتحويل و التي تستمزم عمى مستقبل األموال انتظار وصول وصل يؤكد أن أموال المحولة وصمت عمى مستوى بريد مكان إقامتو حيث تكون مدة االنتظار تسجل باأليام بل حتى بشيور. أما الطريقة الثانية نجدىا تعتمد عمى التكنولوجيا من اجل تقميص مدة استقبال المستفيد من األموال المحولة و التي ال تتعدى 12 ساعة و تكون تكمفتيا اكبر بقميل عن التحويل عن طريق البريد التقميدي و 22 ظير ىذا النوع من التحويالت في بداية سنة 2007 بحيث يعتمد في تعامالتو عمى شبكة اليواتف المحمولة. 3 -شركات التحويل العالمية نتيجة لت ازيد معدالت تحويالت المالية لممياجرين ظيرت مؤسسات عالمية غير بنكية رخص ليا من اجل تقديم خدمات التحويل بتكاليف اقل عمى البنوك و ال يحتاج كل من المرسل والمرسل إليو أن يحوز عمى 21 Yang, Dean. "International Migration, Remittances and Household Investment: Evidence from Philippine Migrants Exchange Rate Shocks." The Economic Journal 118, no. 528 (2008): Arcand, Jean-Louis, Malek Garbouj, and Nestor Morgandi. "Transferts De Fonds Et Services Financiers Sur Mobile: Les Modèles D affaires Pour Les Postes."RESEARCH PAPER N 6 /

122 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين حساب بنكي فعممية التحويل تحتاج إال عمى وثائق تثبت ىوية المرسل و المستقبل.وجود ىذا النوع من المؤسسات كان كسياسة لتقميص من القنوات الغير رسمية من جية ومن جية أخرى محاولة الدول المستقبمة لممياجرين االستفادة من تحويالتيم حيث أصبح ىذا القطاع يشغل اآلالف من العمال عمى مستوى سوق العمل لمبمدان المستقبمة و المصدرة لممياجرين زد إلى ذلك األرباح المحقق من ىذه الشركات فعمى سبيل المثال شركة Western Union و التي تعتبر ال ارئدة في ىذا القطاع حققت رقم أعمال Money Gram International يزيد عن 5.5 مميار دوالر في سنة 2011 تمييا شركة برقم أعمال يقدر. ب 1.24 مميار دوالر في نفس السنة من خالل د ارستنا ليذه المؤسسات و جدنا أنيا تتواجد بكثافة في الدول التي تستقبل اكبر نسبة من التحويالت المالية لممياجرين عمى غ ارر تجكستان كومور المالي و المغرب حيث ان شركة Western Union لوحدىا ليا وكالة عمى مستوى دولة. - البورصات 4 دخمت البورصات في سباق استغالل الموارد المالية لممياجرين بطرحيا لخدمات مالية جديد ة مثل تحويل أموال المياجرين إلى أسيم عمى مستوى بمدانيم األصمية بحيث يستطيع احد من أف ارد األسرة المياجر التعامل بيا عمى مستوى البورصة. كما يمكن أن نجد قنوات صغيرة لتحويل األموال وىي عبارة عن مؤسسات تدخل كوسيط ثاني في عممية التحويل حيث يمجا المياجر إلييا لوضع أموالو فتقوم بدورىا بالمجوء إلى المؤسسات المختصة مثل الشركات ال ارئدة في تحويل األموال عمى أن تؤخذ ىذه األولى نصيبيا من األموال المحولة. 23 Vitraulle Mboungou Le transfert de fonds des migrants : les leaders de ce marché lucratif. 125

123 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين المطمب الثالث: القنوات الغير رسمية القنوات الغير رسمية ىي التي تعمل بطريقة غير منظمة وال تخضع إلى أي م ارقبة مما يزيد من درجة خطر عدم وصول األموال إلى أصحابيا وتعتمد ىذه القنوات عمى العديد من الطرق نذكر منيا: 1 -محول األموال ىو شخص يمتين مينة التحويل حيث يصدر تواريخ عودتو إلى البمد األصمي لكل أصدقائو أو أقربائو في الميجر فيدعونو أمواليم التي يرغبون في تحويميا مقابل اقتطاعات ضعيفة و في غالب األحيان نجد كل عرق أو جنسية معينة ليا محوليا الخاص الذي تربطيم بو ق اربة عائمية أو صداقة.من جية أخرى يمكن أن يكون المحول مياجر يريد العودة إلى البمد األصمي في زيارة أي بصفة مؤقت أو دائمة عمى ان يحول كل أموال العائمة و األصدقاء في الميجر إلى البمد األصمي ومن ثم يودع ىذه األموال إلى المستفيدين منيا. فيذا النوع من التحويالت الغير رسمية يعتبر أىم قناة يعتمد عمييا المياجر لقمة تكاليفيا و ىذا في كل 24 من إفريقيا و أمريكا الالتينية. 24 Institut National de Statistiques et d'economie Appliquée, Les Marocains résidents à l'étranger, une enquête socio économique,

124 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين - نظام الحاوالة 2 جل دول الجنوب ال تحتوي عمى تغطية بنكية واسعة بحيث يصعب عمى أف اردىا الوصول إلييا لذا نجد معظم سكانيا ليس لدييم حسابات جارية فكل تعامالتيم التجارية تكون عن السيولة النقدية فمن اجل التحويالت المالية لممياجرين نجدىم يستعممون نظام الحوالة الذي يعتمد عمى نقطتين األولى في البمد المستقبل لممياجر و أخرى في البمد األصمي عمى أن يتصل األول بالثاني و يخبره باستالم مبمغ مالي من مياجر يريد تحويمو إلى احد أف ارده مع إعطائو اسم الثاني و رقم سري بحيث يجب عمى الفرد المستقبل الموال المحولة ان يعرف الرقم السري كشرط تسميم األموال.و غالبا ما تكون الحوالت مؤسسات غير رسمية عائمية وذلك لضمان عممية تسديد إلى صاحبيا من جية و من جية أخرى ضمان تسديد 25 األموال النقطة األولى لثانية الحقا. الشكل رقم )2-3( آليات عمل نظام الحوالة الحوالة في بلد األصلي الحوالة في البمد المستقبل المستفيد في البلد األصلي المهاجر في البلد المستقبل المعمومات الخاصة بالتحويل األموال المحولة 25 Mahamoud, Ismael. "Les Hawalas: Les Systèmes Informels De Transfert Des Fonds." (2006). 127

125 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين المصدر: من إعداد الطالب باالعتماد عمى معطيات صندوق النقد الدولي. - الظروف البريدية 3 طريقة يستعمميا األفارقة من اجل تحويل أموليم من الخارج حيث يعتمد المياجر عمى إرسال أموالو إلى البمد األصمي عن طريق ضرف بريدي عمى أساس انو رسالة إال انو في السنوات األخيرة قل استعمال ىذا األسموب في التحويالت المالية لتشديد الدول المصدرة و المستقبمة الموال عمى عممية التيريب و تبيض األموال بوضع تكنولوجيا تكشف األو ارق المالية داخل االضرفة البريدية. - التحويل عن طريق الفاكس 4 تعتمد ىذه التقنية عمى الفاكس من اجل تعريف الخط الياتفي لنقطة تجميع األموال المحولة و التي تكون في غالب األحيان منزل احد المياجرين او محل تجاري عمى أن يستقبل الفرد في البمد األصمي ىذه األموال و يقوم فيما بعد بتوزيعيا عمى أصحابيا و قارة إفريقيا من بين المناطق األكثر استعماال ليذه التقنية فعمى سبيل المثال دولة المالي تسجل التحويالت الخاصة بالمياجرين نسبة % من إجمالي التحويالت. زد عمى ذلك يوجد مؤسسات تحويل تعط ليا ت ارخيص عمى مستوى الدول األصمية لممياجرين لكن ال تعتمد من طرف الدول المستقبمة لممياجرين حيث يندرج ىذا النوع من المؤسسات في خانة القنوات الغير 26 Sander, Cerstin, Issa Barro, M Sall, Mariell Juhlin, and Coumba Diop. "Etude Sur Le Transfert D argent Des Émigrés Au Sénégal Et Les Services De Transfert En Microfinance." Document de travail 40 (2003). 128

126 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين رسمية و تعتمد ىذه المؤسسات في تعامالتيا أسس تشبو تمك التي يتعامل بيا البنك حيث يمكن لممياجر أي يقدم ضمانات عمى أن تعطى لعائمتو أموال أو سمع التي تحتجيا مقابل سعر يندرج ضمنو تكاليف الخدمة و التي تصل إلى % 50 من سعر المنتوج او 27 % 10 من المبمغ المقترض. و في خاتمة ىذا المطمب نظرنا عمى أن نتطرق الى كل الطرق التي يعتمدىا المياجر سواء كانت رسمية أو غير رسمية في تحويل أموالو في الشكل رقم. شكل رقم 3-3 رقم يمثل قنوات التحويل المعتمدة من طرف المهاجرين مستقبل األموال احد أفراد العائلة مهاجر عامل بصفة مؤقت محول أموال للبلد األصلي وسائل المستعملة في عملية التحويل البلد المستقبل للمهاجر 1 _بنكتجار ي 2- مؤسسةتحويل عالمية 3 -البريد 4- وكال تالتجميع 5- حوالة - 1 شبكا تنظامية دولية 2 -تحويل هاتفياو فاك س - 3 رسائل هاتفية - 4 تحويل جسد ي البلد األصلي للمهاجر 1 -بنكتجار ي - 2 مؤسسةتحويل عالمية 3 -البريد - 4 وكال تالتجميع - 5 حوالة 6 -المستفيد Source : FMI transaction internationales liées aux envois de fonds 2009 فمن خالل الشكل رقم الحظنا أن جل الطرق المستعممة تعتمد عمى التكنولوجيا الحديثة حتى وصل األمر إلى خمق عممة معنوية تسمى Bitcoin و التي تستعمل في التحويالت النقدية ىذا من جية ومن 27 ÉTUDE RÉALISÉE PAR LE GROUPE DE TRAVAIL VALORISATION ÉCONOMIQUE DE L ÉPARGNE DES MIGRANTS décembre

127 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين جية أخرى أصبح المياجرين يعممون عمى نقل التكنولوجيا الحديثة إلى أوطانيم بطريقة أو بأخرى مما 28 يدفع مساىمتيم في التنمية. المبحث الثالث: أث ار التحويالت المالية لممهاجرين. إن دوافع التحويالت المالية سواء كانت فردية أو جماعية يصعب تحديدىا بشكل تطبيقي فان أمكن ذلك فال يمكن تعميم نتائجيا وىذا الحكم كان من خالل تصفحنا لد ارسات التي أنجزت في ىذا الموضوع و تضارب نتائجيا خاصة تمك التي اىتمت بالمحددات الفردية لكن من جية أثار ىذه التحويالت لمسنا بشكل إجماع عمى أن ىناك نوعين من التأثير األول يكون عمى المستوى الجزئي و المتمثل في الفرد أو األسرة المستقبمة و سموكيا نتيجة ىذه التحويالت و التأثير الثاني كان عمى مستوى المؤش ارت الكمية لالقتصاد المستقبل ليذه األموال إال أن في الحالة األخيرة يجب ان يكون حجم التحويالت ميم جدا لكي يمكنو التأثير عمى معالم اقتصاد.. المطمب األول: تأثير التحويالت المالية عمى الفرد و األسرة من اجل تحديد أىم اآلثار المترتبة عن التحويالت المالية لممياجرين رجعنا إلى الد ارسات التي كانت في ىذا السياق حيث استخمصنا ان التحويالت المالية لممياجرين تؤثر عمى الفرد و األسرة المستقبمة من خالل دخميا و إنفاقيا من جية و من جية أخرى نجدىا تؤثر عمى نشاط العائمي. 1 -تأثير التحويالت عمى الدخل و اإلنفاق العائمي 28 Almaseanu, Stephen. "Le Traitement Pénal Du Bitcoin Et Des Autres Monnaies Virtuelles." Gazette du palais: Recueil bimestral 134, no. 4 (2014):

128 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين تساىم التحويالت المالية لممياجرين في التنمية االقتصادية من خالل رفع الدخل العائمي و توجيو اإلنفاق 29 نحو البعد اإلنتاجي فيذه الزيادة في الدخل تمكن العائمة رفع بعض القيود االستيالكية. ففي بداية األمر نالحظ أن التحويالت المالية ليا اثر مباشر عمى مستوى الدخل العائمي و االستيالك العائمي عمى المدى القصير حيث ترتفع مي ازنية العائمة مباشرة بعد استقبميا ألموال المحولة مما يترتب عنو زيادة في االستيالك و تشجيع أف ارد األسرة المستقبمة عمى العمل من خالل االستثمار و لتوضيح األمور أكثر 30 البد من فصل بين اثر التحويالت عمى دخل العائمي و أثرىا عمى اإلنفاق العائمي. - اثر التحويالت المالية لممياجرين عمى الدخل العائمي : إن أول الد ارسات التي اىتمت بأثر التحويالت المالية لممياجرين عمى الدخل العائمي كانت عمى أساس قياس مستوى و طبيعة استيالك العائمة المستقبمة ليذه األخيرة حيث استخمصت ىذه الد ارسات عمى ان ىذه التحويالت توجو مباشرة الى االستيالك اليومي بما فيو ش ارء المنازل الذي كان يعبر عنو كسمعة غير إنتاجية.عمى ىذا فزيادة في الدخل يخرج العائمة من الفقر ىذا الموضوع كان محل اىتمام الباحث d Adams الذي درس تأثير التحويالت المالية لممياجرين عمى الفقر في الدول النامية و نتائج ىذه الد ارسة تمحورت في نقطتين األولى ان ارتفاع نسبة التحويالت لمفرد المستقبل ب 10 % في البمدان النامية يؤدي إلى انخفاض في نسبة األف ارد الذين يعيشون في الفقر إلى % 3.5 و تمثمت النقطة الثانية عمى أن كل من مستوى اليجرة و التحويالت المالية عبارة عن متغي ارت تابعة لمفقر أي أنيم يفسرونيا. 29 Fajnzylber, Pablo, and J Humberto López. "The Development Impact of Remittances in Latin America." Remittances and Development: Lessons from Latin America (2008): Castaldo, Adriana, and Barry Reilly. "Do Migrant Remittances Affect the Consumption Patterns of Albanian Households." South-Eastern Europe Journal of Economics 1, no. 1 (2007):

129 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين - اثر التحويالت المالية لممياجرين عمى اإلنفاق العائمي: يتمثل تأثير التحويالت المالية عمى اإلنفاق العائمي من خالل زيادة القد ارت االستيالكية لمعائمة المستقبمة ليا كذلك تمكن بعض العائالت التي تستطيع ادخار باستثمار ىذ هاألموال في مشاريع تعود عمييا بالفائدة من خالل ش ارء معدات أو آالت تكون في أغمبية األحيان فالحية ما يعمل عمى رفع القد ارت اإلنتاجية لقطاع الريفي و ىذا ما ثبتتو الد ارسة التي قام بيا Paris2009 و آخرون عمى مستوى دول 31 جنوب شرق أسيا. كما تعمل ىذه التحويالت عمى تغير السموك االستيالكي لمعائالت المستقبمة ليا من خالل تقميص حصة االستيالك اليومي عمى حساب االستثمار في قطاعات أخرى مثل تكوين أف ارد األسرة أو في مشاريع فالحية و حتى صناعية و تجمت ىذه الخالصة في الد ارسة التي قام بيا Woodruff et Zeneto حيث اظيروا العالقة االيجابية بين كل من التحويالت المالية لممياجرين و 32 عدد المؤسسات المنشاة في المكسيك. غير أن في د ارسة أخرى كانت النتائج غير التي تم ذكرىا فنجد ان د ارسة Amuedo-Dorantes et 2006Pozo استخمصت عمى وجود عالقة عكسية بين حجم التحويالت المالية لممياجرين و عدد المؤسسات التي تم إنشائيا في طجكستان و كان تفسيرىم ليذا أن التحويالت المالية المستقرة و 33 دائمة تقمل من خمق مصدر دخل أخر. 31 Paris, Thelma R, Truong Thi Ngoc Chi, Maria Fay Rola-Rubzen, and Joyce S Luis. "Effects of out-migration on Rice-Farming Households and Women Left Behind in Vietnam." Gender, Technology and Development 13, no. 2 (2009): Coiffard, Marie. "L'impact De La Crise Financière Internationale Sur Les Transferts Des Migrants: Le Cas Des Travailleurs Tadjiks." Paper presented at the XXVIe journées du développement de l'association Tiers-Mondes' Crises et soutenabilité du développement', Bureau d'économie théorique et appliquée, Université de Strasbourg et Université Nancy 2, Association Tiers-Monde, Préludes, Amuedo-Dorantes, Catalina, and Susan Pozo. "Remittances as Insurance: Evidence from Mexican Immigrants." Journal of Population Economics 19, no. 2 (2006):

130 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين - تأثير التحويالت المالية عمى النشاط العائمي: أثبتت العديد من الد ارسات عمى وجود عالقة المباشرة بين التحويالت المالية لممياجرين و النشاط العائمي خاصة في دول أمريكا الالتينية و التي كانت محل اىتمام العديد من الباحثين فإذا أخدنا د ارسة (2006) Pozo Amuedo-Dorantes et التي أنجزت في ضواحي العاصمة ميكسيكوا كانت نتائجيا تدل عمى وجود عالقة معنوية بين حجم التحويالت المالية و عرض العمل أما من جانب أرت النساء انخفاض في عرض العمل عمى مستوى الحقول و الذي يكون في غالبيتو قطاع الموازي نتيجة ظيور مشاريع فردية تعتمد 34 عمى اآلالت و التي تأثر عمييا التحويالت بالشكل معنوي و ايجابي. وعمق (2006) Acosta عمى ىذه النتائج أن انخفاض في مناصب العمل بالنسبة لمم أرة ال يعني أمر سمبي بل بالعكس حيث تستطيع الم أرة التفرغ لتربية و تعميم أوالدىا بالتالي العودة إلى القيم 35 االجتماعية األولى. من جانب أخر أرت بعض الد ارسات عكس ذلك أي أن ىناك عالقة عكسية بين التحويالت المالية و مستوى العمل فد ارسة 2005 Azam et Gubert في المالي استخمصت عمى أن الفرد أو األسرة التي تستقبل األموال المحولة ال تبحث عن مناصب شغل أو خمق استثمار يوفر ليا دخل إضافي بل تتكل عمى 36 التحويالت التي تبعث ليا. كخالصة ليذا المطمب نجد أن التحويالت المالية لممياجرين تؤثر عمى الدخل العائمي بصفة مباشرة و طردية حيث ىذا االرتفاع يغير من ىيكل اإلنفاق العائمي حيث تستثمر األموال المدخر من طرف العائمة 34 Amuedo-Dorantes et Pozo op-cit 35 Acosta, Pablo. "Labor Supply, School Attendance, and Remittances from International Migration: The Case of El Salvador." (2006). 36 Azam, Jean-Paul, and Flore Gubert. "Migrants' Remittances and the Household in Africa: A Review of Evidence." Journal of African Economies 15, no. suppl 2 (2006):

131 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين المستقبمة لتحويالت مما يزيد في اإلنتاجية و خمق مناصب عمل لألف ارد العائمة لكن من جية أخرى يمكن أن يكون تأثير ىذه الظاىرة سمبي لترخي أسرة المياجر في البحث عن العمل. المطمب الثاني: تأثير التحويالت المالية لممهاجرين عمى اقتصاديات الدول المستقبمة لها. يمكن حصر تأثير التحويالت المالية لممياجرين عمى اقتصاديات بمدانيم األصمية في ثالث محاور و ىذا حسب ما الحظناه في الد ارسات التي وجية ليذا الموضوع حيث في البداية سوف نتطرق إلى التحويالت المالية كعامل استق ارر اقتصادي ومن ثم نتطرق إلى التحويالت عمى أنيا محفز القتصاد الدول المستقبمة ألموال المياجرين و أخي ار النظر إلى التحويالت كعامل سمبي عمى اقتصاد الدول األصمية لممياجر. - التحويالت المالية كعامل استق ارر اقتصادي 1 إن دخول أموال المياجرين إلى الدول األصمية يحسب في مي ازن المدفوعاتيم حيث يبعد خطر عدم توازن ىذه األخيرة زد إلى ذلك رفع من حجم العممة الصعبة عمى مستوى االقتصاد و فيصبح ليذا األخير أكثر قدرة عمى االدخار و بالتالي زيادة في معدل االستثمار بنوعيو العمومي و الخاص او توجيو ىذه األموال إلى قطاع اإلنفاق بحيث يرفع من قد ارت االقتصادية من اجل االستي ارد. من خالل مالحظة آلية التي تؤثر بيا التحويالت المالية لممياجرين عمى اقتصاد المستقبل ليا يمكن تحديد آليتين من خالل وضعين اقتصاديين األول يتمثل في تأثير ىذه التحويالت عمى االقتصاد في المستوى العادي لو من خالل المشاركة في النمو االقتصادي و رفع من الناتج المحمي الخام أو تأثيرىا من خالل التقميل من حدة األزمات االقتصادية او المالية التي يمر بيا ىذا االقتصاد ففي د ارسة قام بيا عمى 70 دولة مستقبمة ألموال المياجرين استخمص عمى أن ىناك انخفاض Adolfo Barajas 2010 معنوي في تقمبات نمو الناتج المحمي الخام كان ناتج عن ىذه التحويالت و تؤكد ىذه الد ارسة د ارسة Barajas, Adolfo, Ralph Chami, Connel Fullenkamp, and Anjali Garg. "The Global Financial Crisis and Workers' Remittances to Africa: What's the Damage?". (2010). 134

132 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين أخرى قام بيا Lee 2011 استنتجت أن لتحويالت المالية لممياجرين تزيد من سرعة زيادة معدل النمو 38 االقتصادي أو عمى األقل الحد من األزمات االقتصادية الخارجية. يتجمى دور التحويالت المالية محل الد ارسة كعامل استق ارر في الد ارسة التي قدميا (2009) Coulibaly حيث أظيرت ىذه األخيرة عمى أن التحويالت تساعد في خفض حدة تقمبات مستوى التضخم في حالة األزمات المالية و االقتصادية العالمية نتيجة المبادالت التجارية الدولية شريطة أن الدولة المستقبمة ال 39 يكون ليا نظام مصرفي متطور. من خالل تطرقنا لد ارسات السابقة يمكن القول أن بإمكان التحويالت المالية ان تمعب دور عامل استق ارر في الدول المستقبمة ليا خاصة الدول النامية منيا و ىذا عمى حسب البنية الييكمية لالقتصاد من جية ومن جية أخرى عمى حسب حجم ىذه التحويالت. فإذا كانت النسبة التحويالت المالية عمى الناتج المحمي اإلجمالي اقل من %8 فسنممس دور استق ارر الذي تمعبو ىذه التحويالت أما إذا كانت ىذه النسبة أكثر من 17% فيحدث العكس أي تساىم التحويالت في اضط ارب مكونات االقتصاد و الزيادة في 40 مضاعفات األزمة. - التحويالت المالية لممهاجرين كعامل محفز لالقتصاد الدول المستقبمة لها 2 ليا. يعتبر كل من النمو االقتصادي التوجو المقاوالتي و ت اركم أرس المال الثابت متغي ارت يمكن استعماليا لمعرفة نوع التأثير الذي تفرضو التحويالت المالية الخاصة بالمياجرين عمى اقتصاديات الدول المستقبمة 38 Singh, Raju Jan, Markus Haacker, Kyung-woo Lee, and Maëlan Le Goff. "Determinants and Macroeconomic Impact of Remittances in Sub-Saharan Africa." Journal of African Economies 20, no. 2 (2011): Coulibaly, Dramane. "Macroeconomic Determinants of Migrants' Remittances: New Evidence from a Panel Var." (2009). 40 Combes, Jean-Louis, and Christian Ebeke. "Remittances and Household Consumption Instability in Developing Countries." World development 39, no. 7 (2011):

133 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين من خالل تصفحنا لد ارسات السابقة في ىذا المجال و جدنا أن اثر التحويالت المالية لممياجرين يؤخذ بعدين البعد األول يكون تأثير مباشر أي التحويالت المالية لممياجرين تؤثر بشكل مباشر عمى النمو االقتصادي أما البعد الثاني يؤخذ التأثير عمى انو غير مباشر حيث عمى الباحث د ارسة تأثير التحويالت المالية عمى مكونات التي تؤثر بدورىا عمى النمو االقتصادي 41 لكن أول الد ارسات تعتمد عمى إيجاد العالقة بين التحويالت محل االىتمام و الناتج الوطني حيث كان يكشف عن ىذا التأثير من خالل مالحظة التغير الحاصل في الناتج الوطني الخام نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام أو معدل متوسط الناتج الوطني الخام العائم في فترة 42 5 سنوات. جل الد ارسات تستخمص أن لتحويالت المالية لممياجرين اثأر عمى النمو االقتصادي في المدى القريب و المدى البعيد و ىذا ما حاول تبيانو الباحث 43 Rao2011 من خالل الد ارسة عمى مجموعة من الدول. فتأثير التحويالت يمكن إيجاده في المدى القريب من خالل تتبع معدل النمو االقتصادي السنوي و عالقتو بحجم التحويالت المالية.أما األثر محل الد ارسة ال يمكن تتبعو بعالقة مباشرة في المدى البعيد إال بإد ارج المتغي ارت المفسرة لنمو االقتصادي عن طريق نموذج النمو االقتصادي الداخمي و الذي يعبر عنو بنصيب الفرد من الناتج المحمي الخام بأخذ استق اررية المتغي ارت كشرط أساسي.حيث كانت نتائج الد ارسات التي اعتمدت عمى ىذا نوع من النماذج أن لتحويالت المالية لممياجرين تأثير مباشرة غير معنويي عمى النمو االقتصادي أما تأثير التحويالت المالية عمى المتغي ارت المفسرة لنمو االقتصادي كان معنوي و تشمل ىذه المتغي ارت كل من ت اركم ارس المال الثابت الكتمة النقدية. 41 Barajas, Adolfo, Ralph Chami, Connel Fullenkamp, and Anjali Garg. "The Global Financial Crisis and Workers' Remittances to Africa: What's the Damage?". (2010). 42 Chami, Ralph, Samir Jahjah, and Connel Fullenkamp. Are Immigrant Remittance Flows a Source of Capital for Development. International Monetary Fund, Rao, B Bhaskara, and Gazi Mainul Hassan. "A Panel Data Analysis of the Growth Effects of Remittances." Economic modelling 28, no. 1 (2011):

134 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين ان التأثير محل الد ارسة و المتمثل في اثر التحويالت المالية لممياجرين عمى النمو االقتصادي يمكن أن يكون ايجابي و ىذا ما اثبتتو العديد من الد ارسات و التي أخذت ىذا األخير من عدة جوانب فد ارسة Woodruff et Zeneto تمحورت عمى ان التحويالت المالية تعمل في زيادة حجم األموال المدخرة و مستثمرة في إنشاء مؤسسات مصغرة التي بدورىا تقضي عمى البطالة و ىذا ما تم مشاىدتو من طرف الباحثين 44 في المكسيك. في د ارسة أخرى استنتج (1987) Lucas أن التحويالت المالية تزيد من إنتاجيةالقطاع الفالحي و التي تترجم باقتناء المعدات الفالحية الحديثة من طرف عائمة المياجر بمساعدة تحويالت ىذا األخير. ما الحظناه في د ارسة اثر االيجابي عمى استثمار ان جل الد ارسات كانت تركز عمى المياجرين العائدين إلى أوطانيم األصمية مثل د ارسة التي قام بيا 45 Mesnard 2004 عمى تونس. - اثر السمبي لمتحويالت المالية لممهاجرين عمى النمو االقتصادي 3 ككل الد ارسات االقتصادية و التي تتضارب نتائجيا فاثر التحويالت المالية لممياجرين ال تسمم من ىذا الواقع حيث يمكن أن يكون ليا أثار سمبية عمى اقتصاديات الدول التي تستقبميا عمى عكس النتائج التي تطرقنا إلييا سابقا. يتجمى األثر السمبي لتحويالت المالية لممياجرين عمى انو عامل يخمق ما يسمى بالعمة اليولندية و التي تفقد االقتصاد توازنو التنموي من خالل تعمق األف ارد المستقبمين لتحويالت بيا و عدم بحثيم عن منصب شغل أو التكوين من اجل الحصول عمى عمل و لوحظت ىذه الظاىرة في الدول صغيرة الحجم و التي 46 يكون التحويل المالي أىم مصدر دخل ليا عمى غ ارر جزر الكاريبي و طاجاكستان. 44 Edwards, Jeffrey A, and Jennis J Biser. "The Interactive Effect of Remittances and Civil Liberties on Investment and Consumption." International Journal of Development Issues 10, no. 1 (2011): Mesnard, Alice. "Temporary Migration and Self-Employment: Evidence from Tunisia." Brussels economic review 47, no. 1 (2004): Acosta, Pablo A, Nicole Rae Baerg, and Federico S Mandelman. "Financial Development, Remittances, and Real Exchange Rate Appreciation." (2009). 137

135 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين من جية أخرى يمكن لتحويالت المالية لممياجرين أن تزيد في القدرة الش ارئية لألسر المستقبمة مما يرفع الطمب الكمي عمى سمع مقابل انخفاض العرض لإلنتاج المحمي ما يدفع إلى زيادة في التضخم الذي يقمل من رفاىية األسر التي ال تستقبل أموال محولة من جية و من جية أخرى تؤثر ىذه التحويالت عمى الرفع 47 من معدل التضخم الناتج عن است ارد المواد االستيالكية لمواجية الطمب المت ازيد. نجد كذلك أن التحويالت المالية تعمل عمى تضخم أسعار موارد اإلنتاجية كأ ارضي الز ارعية أين لمس % خالل 10 Adams 1991 في د ارسة أج ارىا في مصر ان سعر األ ارضي ال ارعية ارتفع بنسبة سنوات نتيجة أموال المياجرين المحولة ما يعمل عمى رفع في أسعار المواد االستيالكية. تعمل التحويالت المالية لممياجرين عمى تحفيز لميجرة خاصة ىجرة األدمغة التي تبحث عن تعظيم أجورىا و مساعدة عائمتيا ما ينقص من وتيرة التنمية باعتبار ىذه األخيرة من بين أىم العوامل و الد ارسة التي أنجزىا Beine 2001 عمى 37 دولة نامية استخمصت عمى أن حجم الكبير لتحويالت يحفز األدمغة عمى ترك بمدانيم األصمية و الحصول عمى مستوى أجور مرتفع لمحصول عمى حياة أفضل 49 لمعائمة و ال نممس اثر ىذه الظاىرة إال في الدول الصغيرة. ىذه الد ارسة النظرية لألثر التحويالت المالية لممياجرين أثبتت تضارب في النتائج حول أىمية التحويالت المالية لممياجرين عمى اقتصاديات الدول المستقبمة ليا فميذا سوف نحاول معرفة اثر ىذه التحويالت عمى اقتصاد الج ازئري و إلى أي فريق ستنحاز د ارستنا. 47 McCormick, Barry, and Jackline Wahba. "Overseas Employment and Remittances to a Dual Economy." The Economic Journal 110, no. 463 (2000): Adams, Richard H. "The Economic Uses and Impact of International Remittances in Rural Egypt." Economic Development and Cultural Change (1991): Beine, Michel, Frédéric Docquier, and Hillel Rapoport. "Brain Drain and Economic Growth: Theory and Evidence." Journal of Development Economics 64, no. 1 (2001):

136 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين المطمب الثالث: واقع التحويالت المالية لممهاجرين في الج ازئر. تعد الج ازئر من أىم الدول المصدرة لممياجرين حيث بمغ عددىم في سنة مميون مياجر ما جعل االقتصاد الوطني يستقبل ما يقارب 2 مميار دوالر في سنة 2010 حيث تمثل ىذه األموال نسبة % 2 من الناتج المحمي الخام و إذا أخذنا أن االقتصاد الج ازئري يعتمد عمى عوائد البترول بنسبة 90 % فان التحويالت المالية لممياجرين تأتي في المرتبة الثانية من حيث أىمية باعتبارىا المصدر الثاني لمعممة الصعبة في الج ازئر. تحول ىذه األموال بالنسبة كبيرة من أوروبا حيث بمغة ىذه األخيرة % 94.7 في سنة 2006 نتيجة تواجد اكبر جزء من المياجرين الج ازئريين نتيجة قرب المسافة لمج ازئر و تأتي فرنسا في المرتبة األولى من حيث تحويالت الج ازئريين بنسبة % 90 نتيجة تواجد ما يقارب مميون ج ازئري مقيم بفرنسا و ىذا ارجع إلى حقبة االستعمارية و الشكل التالي يمثل أىم الدول المصدرة لتحويالت المالية لممياجرين الج ازئريين: شكل رقم 4-3 يمثل أهم الدول المصدرة لتحويالت المالية لممهاجرين الج ازئريين الو.م.ا بلجيكا ايطاليا بريطانيا اسبانيا فرنسا Série1 I- map المصدر: من اعداد الطالب باعتماد عمى قاعدة البيانات خاصة بموضوع الهجرة 139

137 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين كباقي الدول اإلفريقية فان التحويالت المالية لممياجرين الج ازئريين تسمك قنوات رسمية و غير رسمية 53 فتحويالت عبر القنوات الرسمية بمختمف أجيزتيا نجدىا تمثل نسبة 50 %من إجمالي التحويالت ىذا ما دفع الحكومة الج ازئرية و المؤسسات العالمية المختصة و متمثمة خاصة في western union إلى تغطية % 90 من الت ارب الوطني حيث عممت ىذه التغطية إلى تقميص مشقة التنقل إلى البنوك باعتبار أن شركة تعاقدت مع بريد الج ازئر و المتواجد عمى مستوى كل بمديات الوطن زد إلى ذلك تخفيض تكاليف التحويل لممياجرين الج ازئريين و الجدول التالي يمثل تكاليف التحويل المالي لممياجر الج ازئري عبر ىذه الشبكة: جدول رقم 2-3 يمثل تكاليف تحويل األموال ألهم المؤسسات في الج ازئر شركة الخاصة لتحويل األموال بريد الج ازئر نوع المؤسسة المحولة تحويل السريع تحويل عادي نوع التحويل western union western union 10 أيام 7.1 آني آني يومين 8 مدة التحويل Source : من خالل الجدول نالحظ أن تكاليف التحويالت المالية لممياجر لبريد الج ازئر مع وساطة شركة western union ىي األقل بالنسبة عمى التحويالت التي تكون مباشرة مع الشركة العالمية إال أن مدة التحويل تكون األقل و بأقل التكاليف عند التحويل اآلني المباشر عبر وكاالت. western union فالتحويالت المالية لممياجرين تتكون من مدخ ارت المياجر المقيم بالخارج و أجور المتقاعدين الذين عادوا إلى ارض الوطن و تحول أمواليم من طرف الصناديق التقاعد بالخارج و تستحوذ البنوك الج ازئرية عمى النسبة األكبر من ىذه التحويالت نتيجة وجوب عمى المستفيد ان يكون لو حساب جاري من اجل استقبال 50 NATION UNIES COMMIION ECONOMIQUE POUR L AFRIQUE migration internationale ET DEVELOPPMENT EN AFRIQUE DU NORD

138 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين ىذه األموال فبنك الج ازئري لتنمية المحمية يأتي في المرتبة األولى بحجم تحويالت يقدر ب 1.6 مميون دوالر في سنة 2012 و الشكل التالي يمثل أىم البنوك المحولة ألموال المياجرين في الج ازئر. شكل رقم 5-3 يمثل أهم المؤسسات التي يعتمد عميها المهاجر الج ازئري في تحويل أمواله Série1 0 BADR POSTE ALG CITI BANK I- map المصدر: قاعدة البيانات خاصة بموضوع الهجرة أما األموال التي تحول عبر القنوات الغير الرسمية فيناك صعوبة من اجل إعطاء أرقام دقيقة حوليا إال المتفق عمية ىو احتالليا نسبة كبيرة من حجم التحويالت نتيجة ارتفاع سعر الصرف الموازي و نشاط األسواق الموازية في الج ازئر حيث يصل سعر 1 أوروا إلى 150 دج مقابل 103 دج في البنوك الوطنية من جية نجد إن التحويالت المالية لممياجر الج ازئري تكون سنوية فمن خالل د ارسة أجريت عن خصائص المياجر في التحويل استخمصت أن المياجر الج ازئري تكون تحويالتو سنوية بنسبة 16 % و متوسط تحويالتو يفوق 1000 أوروا. بالنسبة الستخدام ىذه األموال في االقتصاد الج ازئري فنجدىا بصفة عامة توجو الى االستثمار من خالل انشاء مؤسسات صغيرة و متوسطة في جميع القطاعات حيث نجد ان قطاع التصنيع ياتي في المرتبة 141

139 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين االولى و ىذا حسب تقارير الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار و الجدول التالي يمثل توزيع مشاريع المياجرين حسب القطاعات: شكل) 6-3( رقم توزيع مشاريع المهاجرين الج ازئريين حسب القطاعات قطاع الخدمات قطاع السياحي قطاع النقل قطاع الصناعي قطاع البناء قطاع الفالحي Série1 L ANDI المصدر: الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار 2012 من خالل الشكل أعاله نالحظ أن القطاع الصناعي ىو أىم قطاع يستقطب استثما ارت المياجرين بقيمة 17 استثمار نتيجة تحكم ىذه األخيرة بتكنولوجيا الحديثة خالل فترة إقامتيم في الميجر ما ازدة من حجم تطمعاتيم المستقبمية لتوجيات االستيالكية عمى مستوى الوطني و ثاني أىم القطاع مستقطب ألموال المياجرين نجد كل من قطاع الخدمات و قطاع البناء بقيمة 12 و 11 مشروع عمى التوالي وىذا ارجع العتبار ىذين القطاعين من البين األحسن من حيث المرودية في الج ازئر. لكن يبقى حجم التحويالت الموجية إلى االستثمار يبقى قميل جدا بالنسبة لحجميا الكمي حيث لم تتعدى حجم التحويالت االستثمارية 2 مميار دج و الجدول التالي يمثل حجم االستثما ارت الموجية لكل قطاع. 142

140 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين شكل رقم )7-3( يمثل حجم االستثما ارت الخاصة بالمهاجرين /مميون دج Série قطاع الخدمات قطاع السياحي قطاع النقل قطاع الصناعي قطاع البناء قطاع الفالحي المصدر الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار 2012 L ANDI من خالل الشكل نالحظ أن الجزء األكبر من أموال المياجرين يأخذىا القطاع الصناعي نتيجة ارتفاع أسعار اآلالت المستعممة و اليد العاممة الماىرة التي يحتجيا ىذا النوع من االستثما ارت, و الشيء االيجابي الذي نستخمصو من ىذا الشكل, ان المياجر الج ازئري يعمل عمى نقل التكنولوجيا, حيث تعمل ىذه األخيرة كعامل يكسبو ميزة تنافسية في السوق الج ازئرية و تشغل ىذه المشاريع 1450 عامل و يأخذ كل من القطاع الصناعي و قطاع البناء من اكبر حصة منيا ب 1100 عامل و الشكل التالي يمثل عدد العمال المشغمين من طرف المياجرين لكل قطاع. 143

141 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين )8-3 شكل رقم ( يمثل حجم اليد العاممة في استثما ارت المهاجرين في الج ازئر Série قطاع الخدمات قطاع السياحي قطاع النقل قطاع الصناعي قطاع البناء قطاع الفالحي مصدر: الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار 2012 L ANDI من خالل الشكل الممثل أعاله, نالحظ أن القطاع الصناعي يستقطب اكبر نسبة من التشغيل في مؤسسات المياجرين العائدين, ما يعمل عمى تطوير المؤىالت لمعامل الج ازئري و مواكبتو لتطور التكنولوجي العالمي, خصوصا و ان الج ازئر مقبمة إلى االنضمام بصفة كمية إلى المنظمة العالمية لتجارة. و في األخير نشير إلى اعتمدنا إال عمى األرقام الخاصة بالوكالة الوطنية الستثمار حيث يمكن أن تكون مشاريع أخرى غير مسجمة عمى مستوى الوكالة مثل المحالت التجارية و التي يشتغل بيا % 33 من 51 حجم المياجرين العائدين. 51 Projet de MIREM migration de retour et création des entreprises

142 الفصل الثالث التحويالت املالية للمهاجرين خاتمة الفصل تعد التحويالت المالية لممياجرين من بين أىم المصادر التي تعتمد عمييا بعض الدول في تفعيل حركتيا التنموية خاصة تمك الدول التي تعد فقيرة عمى غ ارر الدول اإلفريقية أو الدول التي تكون صغيرة المساحة و التعداد السكاني مثل الدول الكاريبي حيث تعمل ىذه التحويالت كمصدر الستثمار الفردي او الجماعي مما يخفض في نسبة البطالة إال أن ىذه النتيجة ال تكون نفسيا بالنسبة لدول أخرى حيث أثبتت بعض الد ارسات لدور السمبي الذي تمعبو التحويالت المالية لممياجرين عند توجيييا الستيالك العائمي لممواد المستورة عمى حساب اإلنتاج الوطني. كما يمكن ليذه التحويالت أن تخمق أزمات مالية عمى مستوى الدول التي تستقبميا من خالل التعامل بيا في أسواقيا الموازية مما يؤثر عمى مستوى سعر الصرف فييا وىذه اآللية تكون في خالة ارتفاع تكاليف التحويل في الجياز المصرفي عمى مستوى الدول المستقبمة و نتيجة ىذا لحظنا بعض الدول تحاول خمق أنظمة مصرفية تتالءم مع مطالب المياجرين كما يمكن لتحويالت المالية الرفع من مستوى التضخم ما يجعل األسر التي ال تستقبل أموال المياجرين تحت مستوى الفقر. 145

143 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر تمهيد بعد تطرقنا إلى الجانب النظرم لكؿ مف ظاىرة اليجرة الدكلية ك تاثي ارتيا عمى الدكؿ المستقبمة خاصة مف خالؿ تسميط الضكء عمى نظرية االستد ارؾ التنمكم حيث كجدنا أف ىناؾ تضارب حكؿ تأثير ىذه التحكيالت عمى اقتصاديات الدكؿ المستقبمة ليا فمف ناحية تعتبر ىذه التحكيالت ايجابية ك ذلؾ مف خالؿ دفعيا بعجمة النمك ك التنمية االقتصادية ك سمبية مف خالؿ كبحيا لمنمك االقتصادم ك عمى ىذا ك مف خالؿ ىذا الفصؿ ك كمرحمة أكلى سنحاكؿ د ارسة تأثير التحكيالت المالية لممياجريف عمى االقتصاد الج ازئرم باستعماؿ نمكذج يمكننا مف معرفة ىذا التأثير عمى المدل القريب ك البعيد ك كذا إيجاد العالقة التي تربط بيف النمك االقتصادم ك ىذه التحكيالت, أما المرحمة الثانية مف الد ارسة سكؼ نحاكؿ معرفة أى لمحددات استثمار المياجر في ارض الكطف ك األسباب التي تحكؿ دكف ذلؾ. المبحث األول: الد ارسات السابقة 149

144 الفصل الرابع مف خالؿ تصفحنا دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر ؿألعماؿ التي عالجت ظاىرة تأثير اليجرة الدكلية عمى البمداف النامية مف خالؿ التحكيالت المالية لممياجريف كجدنا أف ظاىرة اليجرة الدكلية معقدة إلى درجة أف البحكث اىتمت بيا عمى المستكل الكمي ك الجزئي مف حيث د ارسة تأثيرىا إما عمى محددات االقتصاد الكمي ك المتمثمة في كؿ مف النمك اإلقتصادم االستثمار الصاد ارت ك الكاردات أك عمى مستكل الفرد المياجر مف خالؿ في آلية اليجرة ك محدداتيا الشخصية أك المتغي ارت التي تدفع الفرد إلى تحكيؿ أمكالو إلى البمد األصمي ك عمى ىذا سكؼ نعرض بعض الد ارسات السابقة عمى كؿ مف المستكل الكمي القتصاد أك الجزئي الذم يمثؿ مستكل الفرد ك الجماعة. المطمب األول: الد ارسات السابقة عمى المستوى الكمي. 1 -د ارسة 2007(.)R- Faini في ىذه الد ارسة حاكؿ الكاتب د ارسة تأثير ظاىرة اليجرة الدكلية عمى مجمكعة مف البمداف النامية عمى ثالث مستكيات حيث شمؿ المستكل األكؿ إيجاد العالقة بيف اليجرة الدكلية ك درجة رفاىية المجتمعات األصمية أما المستكل الثاني عمؿ الباحث عمى تحديد نكع االرتباط المكجكد بيف التحكيالت المالية ك التركيبة البشرية لممياجريف مف حيث التأىيؿ فيما يخص المستكل األخير قا الباحث بإيجاد نكع العالقة بيف التحكيالت المالية ك النمك االقتصادم في الدكؿ النامية التي تككف مستقبمة ليذه التحكيالت. فكانت نتائج ىذه الد ارسة عمى النحك التالي: - تؤثر اليجرة الدكلية سمبيا عمى رفاىية المجتمعات األصمية نتيجة ىجرة األدمغة. - ال يكجد أم صحة لمفرضية التي تقكؿ أف ىجرة األدمغة تحث أف ارد المجتمعات األصمية عمى االستثمار في التككيف مف اجؿ اليجرة حيث أف المياجريف ذكم التككيف العالي ال يحكلكف أمكاؿ إلى أكطاني األصمية. 150

145 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر - المستكيات الضعيفة لمعدالت النمك في البمداف النامية تؤدم إلى انخفاض حج التحكيالت فييا مما يترتب عنو تضاعؼ األزمة. 2 -د ارسة 2010( )Laetitia Duval et François-Charles Wolff اعتمدت ىذه الد ارسة عمى إدخاؿ متغير تابع يي المناطؽ االستكائية ك التي بيا غطاء غابي كبير ك يتمثؿ ىذا المؤشر في مساحة الغطاء الغابي حيث تمحكرت إشكالية البحث حكؿ معرفة اثر التحكيالت المالية لممياجريف عمى الثركة الغابية لمدكؿ االستكائية التي تتكفر في معظميا عمى غطاء غابي كبير فشممت العينة 102 دكلة في العال فكانت نتائج البحث عمى النحك التالي: لمتحكيالت المالية اثر ايجابي في محاربة الفقر مف خالؿ إنشاء استثما ارت تعتمد عمى أساليب حديثة في الز ارعة حيث تعتمد أسرة المياجر عمى استعماؿ ىذه التقنيات في زيادة المساحة الز ارعية عمى حساب الثركة الغابية مما ييدد التكازف الطبيعي لمدكلة ك المنطقة التي في األصؿ تنفؽ مي ازنيات ضخمة في المحافظة عمييا ك عميو استخمص الباحث أف لمتحكيالت المالية اثر ايجابي عمى مستكل األسرة المستقبمة ليا ك ىذا بزيادة رفاىيتيا أما عمى المستكل الكطني فنجد اف تأثيرىا سالب ك ىذا بإنياؾ الثركة الغابية مف جية كمف جية أخرل تعظي النفقات الحككمية عمى مستكل ىذا القطاع. )Marie Coiffard د ارسة ( عممت ىذه الد ارسة عمى إيجاد المحددات االقتصادية الكمية لمتحكيالت المالية لممياجريف الطاجاكستانيف ك ىذا بعد األزمة المالية األخيرة فاستخمصت الباحثة اف التحكيالت المالية لممياجريف الطاجاكستانيف مرىكنة بكضعية االقتصاد الركسي حيث اف أغمبية المياجريف يعممكف في ركسيا ك أجكرى مرىكنة بمستكل االقتصاد الركسي ك خمص الباحث اف األزمة المالية األخيرة أثرت بشكؿ مباشر عمى االقتصاد 151

146 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر الركسي ك بشكؿ غير مباشر عمى االقتصاد الطاجاكستاني مف خالؿ نقص التحكيالت المالية التي تعتبر المصدر الرئيسي لمعممة الصعبة 4 -د ارسة )جمال بووايور 2013( شممت ىذه الد ارسة عمى إظيار األثر المترتب عف التحكيالت المالية لممياجريف عمى تركيبة االقتصاد المغربي مف خالؿ إيجاد العالقة بيف ىذه التحكيالت ك تطكر الجياز المصرفي حيث استخمص الباحث أف ىناؾ اثر ايجابي لمتحكيالت المالية لممياجريف عمى تطكر الجياز المصرفي بحيث عمدت السمطات المغربية عمى تطكير ىذا الجياز كسياسة لالستغالؿ األمثؿ ليذه األمكاؿ ك ذىب الباحث إلظيار ىذا. % 5 االستغالؿ األمثؿ مف خالؿ معدؿ النمك االقتصادم المسجؿ في 2009 الذم كصؿ الى في المستكل الثاني مف الد ارسة اظير الباحث اف التشريعات القانكنية عممت عمى تحسيف حسف استغالؿ أمكاؿ المياجريف المحكلة إال أف ىذا األمر ال يرقى إلى المستكل المطمكب حيث كجدت الحككمة المغربية صعكبة في تكجيو ىذه التحكيالت إلى االستثمار رغ ت ازيد حجميا. 5 -د ارسة )محمد جالل ) 2014 حاكؿ الباحث في ىذه الد ارسة البحث عف العالقة المكجكدة بيف حج التحكيالت المالية لممياجريف المغاربة ك سكؽ العمؿ في المغرب فكانت نتائجو تشير إلى أف التحكيالت المالية لممياجريف تمعب دكر التاميف عمى البطالة حيث الحظ أف الزيادة في معدالت البطالة تزيد مف حج التحكيالت المياجريف إلى المغرب ما يعمؿ عمى الزيادة في معدالت االستثمار الفردم عمى مستكل اإلقتصاد إال انو أشار إلى أف 152

147 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر ىذه التحكيالت ال يمكف أف تضمف التشغيؿ الكامؿ لمعاطميف عف العمؿ في السكؽ المغربية النو ليس لكؿ األسر المغربية مياجريف يضمنكف ليا تحكيالت مالية. 6 -د ارسة )سامي بن ميم و فاطمة مبروك 2014( تمحكرت د ارسة الباحثيف عمى عينة مف الدكؿ النامية ( 19 دكلة( مف خالؿ تبياف اثر التحكيالت المالية عمى النمك االقتصادم ك تنمية المكارد البشرية باستخدا نمكذج ديناميكي في الفترة الممتدة بيف حيث تكقفت نتائج ىذا البحث عمى اف التحكيالت المالية لممياجريف تمعب دكر كبير في ت ارك أرس الماؿ البشرم خاصة في الدكؿ التي يككف فييا اإلنفاؽ الحككمي لقطاع التعمي كبير مف خالؿ دكر التكممة حيث تعمؿ األسر المستقبمة لمتحكيالت المالية عمى إنفاؽ ىذه األخيرة في تككيف أف ارد األسرة مف خالؿ ش ارء األدكات الالزمة ليذا التككيف ك إش ارؾ ىؤالء األف ارد في م اركز خاصة ذات تككيف عالي. في نتيجة ثانية أضاؼ الباحثيف انو يككف لمتحكيالت المالية لممياجريف دكر كبير في ت ارك أرس الماؿ البشرم في الدكؿ التي يككف فييا األجر الفردم ضعيؼ حيث تكظؼ عائمة المياجر األمكاؿ المحكلة في االستثمار البشرم. المطمب الثاني: الد ارسات السابقة عمى المستوى الجزئي 1 -د ارسة 1986( )Stéphane De Tapia ىذه الد ارسة ك جية مف اجؿ معرفة األسباب التي تؤدم إلى عد نجاح المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة التي أنشئت مف طرؼ المياجريف األت ارؾ في البمد األصمي حيث عمؿ الباحث عمى مسائمة أصحاب ىذه المؤسسات مف اجؿ ترتيب أى المعكقات التي يكاجيكنيا مف اجؿ الحفاظ عمى استم اررية المؤسسة فكانت نتائج ىذه الد ارسة اف السبب الرئيسي لفشؿ مشركع المياجر العائد ىك نقص في أرس الماؿ 153

148 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر االستغالؿ يميو مف حيث األىمية بعد المؤسسات عف األسكاؽ التي تشيد حركة اقتصادية كبيرة مما يزيد في تكاليؼ منتجاتيا أما العامؿ األخير ىك بعد ىذه المشاريع عف مصادر الطاقة. 2 -د ارسة )بن جميل رياض و محمد الجياللي 2002 ( اليدؼ مف ىذه الد ارسة ىك معرفة لماذا بعض المياجركف يحكلكف األمكاؿ إلى بمداني األصمية أكثر مف آخريف ك لإلجابة عمى ىذه اإلشكالية اعتمد الباحثيف عمى نمكذج ) الذم يرل اف ىناؾ Starks 1991 ( عالقة عكسية بيف التحكيالت المالية ك درجة التأىيؿ فكانت النتائج متطابقة مع النمكذج حيث استخمص الباحثيف اف المياجر التكنسي الغير مؤىؿ اك قميؿ التأىيؿ يحكؿ أمكاؿ كبيرة بالنسبة لتكنسي عالي التاىيؿ. 3 -د ارسة ( عبدون بن عالوان 2005( ىذه الد ارسة كانت عمى مستكل اإلقتصاد الج ازئرم في منطقة القبائؿ حيث قا الباحث بتكزيع استبياف في ىذه المنطقة مف اجؿ جمع المعمكمات الخاصة بمستكل الفقر مستكل اإلنفاؽ ك حج التحكيالت أيف استطاع كضع نمكذج لكجستي ثنائي اظير مف خاللو اف التحكيالت المالية لممياجريف في منطقة القبائؿ ترفع مف مستكل اإلنفاؽ األسرل بنسبة تصؿ إلى % 29 ىذا مف جية ك مف جية أخرل اظير الباحث اف تأثير التحكيالت عمى مستكل الفقر في المنطقة يككف بنسبة % بالنسبة لمعائالت المستقبمة 2.5 لمتحكيالت ك % 1.5 عمى العائالت الغير مستقبمة ليذه األخيرة. ) 4 -د ارسة ( 2008 Youssoupha Sakrya DIAGNE في ىذه الد ارسة حاكؿ الباحث إيجاد العالقة بيف التحكيالت المالية لممياجريف ك معدؿ الفقر عمى مستكل االقتصاد الجزئي مف خالؿ قاعدة البيانات التي كضعتيا السمطات السنغالية حكؿ اإلنفاؽ األسرم حيث فرض الباحث اف أف ارد العينة ال يستقبمكف أمكاؿ محكلة مف المياجريف ك قارنيا مع حالة استقبالي ألمكاؿ فاستخمص اف اإلنفاؽ األسرم لمفرد الكاحد يزيد بنسبة % ما يعني أف التحكيالت المالية تعمؿ 154

149 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر عمى الحد مف الفقر عمى مستكل األسر المستقبمة ليذه األمكاؿ.في نقطة ثانية الحظ الباحث اف األمكاؿ المحكلة ال تؤثر بنفس النسبة عمى مستكل الريؼ ك المدينة حيث تعرؼ المدينة مستكل تأثير عمى الفقر يصؿ إلى % خاصة في العاصمة داكار أما عمى مستكل الريؼ فكانت نسبة التأثير ال تتعدل % 6 ك ىذا ارجع الى أف عائد التحكيالت في المدف اكبر منو في األرياؼ. 5 -د ارسة 2008( ) G-Daffè عمؿ الباحث في ىذه الد ارسة عمى معرفة اثر التحكيالت المالية لممياجريف عمى االقتصاد السينغالي مف خالؿ إيجاد عالقة بيف ىذه األخيرة ك االستثمار حيث استخمص الباحث أف التحكيالت المالية ال تساى في نمك االقتصاد السينغالي مف خالؿ االستثمار ك لكف تعمؿ عمى كبح ىذا النمك مف خالؿ تضخ أسعار العقا ارت ك األ ارضي الفالحية مما ازد في تكاليؼ إنشاء المؤسسات عمى مستكل االقتصاد. لكف في نقطة أخرل أشار الباحث عمى أف التحكيالت المالية لممياجريف تعمؿ عمى الحد مف درجة الفقر في المجتمع السينغالي مف خالؿ د ارسة عمى المستكل الجزئي ك ىذا باعتماده عمى استبياف مكزع عمى مستكل العاصمة دكار. ) 7 -د ارسة ( 2010 F GUBERT عممت ىذه الد ارسة عمى إيجاد العالقة بيف معدالت الفقر ك التحكيالت المالية لممياجريف في المالي حيث كضع الباحث نماذج محاكات فالنمكذج األكؿ يحتكم عمى اإلنفاؽ األسرم ك المحسكب مف خالؿ استبياف مكزع عمى العائالت بدكف إدخاؿ التحكيالت المالية اما المتغير الثاني فشمؿ درجة التأىيؿ ك التي فرضت اف مستكل المياجر قبؿ ىجرتو ىك االبتدائي أما النمكذج الثاني أضيفت فيو التحكيالت المالية لممياجريف فبعد مقارنة النمكذجيف استخمص الباحث اف لمتحكيالت المالية لممياجريف تأثير ايجابي معنكم عمى حدة الفقر في مالي أما األثر السمبي ظير مف خالؿ زيادة الفكارؽ االجتماعية بيف األسر المستقبمة لألمكاؿ ك األسر التي ال تستقبؿ مما يشجع ىجرة أف ارد ىذه األخيرة. 155

150 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر المبحث الثاني :د ارسة قياسية ألثر التحويالت المالية عمى النمو االقتصادي مف اجؿ معرفة اثر التحكيالت المالية لممياجريف عمى النمك االقتصادم بحثنا عمى نمكذج يمكننا مف تتبع تاثي ارت التحكيالت منذ دخكليا الى الج ازئر عمى المدل القصير ث الطكيؿ ك الختبار العالقة الطكيمة ك القصيرة األجؿ بيف النمك االقتصادم ك التحكيالت المالية لممياجريف سكؼ نستعمؿ اختبار التكامؿ المت ازمف أك المشترؾ جكىانسف لػ Johansen Test ك نمكذج تصحيح )Cointegrationtest ( األخطاء (ECM)( )Error Correction Model كىذا بعد إثبات كجكد تكامؿ مت ازمف لمد ارسة العالقة التكازنية الطكيمة األجؿ ك القصيرة األجؿ. المطمب األول: االيطار النظري الختبار التكامل المشترك إف تحميؿ التكامؿ المت ازمف يقك إيجاد العالقة الحقيقية بيف المتغي ارت في المدل الطكيؿ عمى عكس نماذج اإلحصائية التقميدية ك مفيك التكامؿ المت ازمف يقك عمى أنو في المدل القصير قد تككف السمستيف ك الزمنيتيف Y t غير مستقرتيف لكنيا تتكامؿ في المدل الطكيؿ أم تكجد عالقة ثابتة في المدل X t الطكيؿ بينيما ىذه العالقة تسمى عالقة التكامؿ المت ازمف كلمتعبير عف العالقات بيف مختمؼ المتغي ارت 156

151 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر المستعممة في النمكذج ك اؿغير المستقرة البد أكالن مف إ ازلة مشكؿ عد االستق ارر ك ذلؾ ب اختبا ارت جذكر 1 الكحدة ك مف ث استعماؿ نماذج تصحيح الخطأ حيث يقك استعماؿ ىذا النكع مف النماذج عمى مرحمتيف: )Unit Roots test ( في المرحمة األولى نستعمؿ اختبار جذر الكحدة لمعرفة ما مدل استق ارر السالسؿ الزمنية المستعممة في البحث ك تجنب النتائج المزيفة نتيجة لعد استق اررىا مف خالؿ استعماؿ اختبار Kwiatkowski.)KPSS( (PP) اختبار Phillips-Perron اختبار (ADF) Augmented Dickey-Fuller. Shin Schmidt Phillips ك بعد أثبات أف السمستيف مستقرتيف ك مف نفس الرتبة نتحكؿ إلى اختبا ارت التكامؿ المت ازمف أك المشترؾ باستعماؿ اختبار جكىانسف )The Error Correction Model (ECM ( في المرحمة الثانية نستعمؿ نمكذج تصحيح الخطأ لمعرفة متى تقترب السمسة مف التكازف في المدل الطكيؿ ك تغي ارت السمسمة ديناميكية المشتركة في المدل القصير أم أف ىذا االختبار لو القدرة عمى تقدير العالقة في المدل القصير كالطكيؿ بيف متغي ارت النمكذج كما. 2 انو يتفادل المشكالت القياسية الناجمة عف االرتباط ال ازئؼ correlation( )Spurious لتحديد الخصائص الغير ساكنة )non-stationary ك لممتغي ارت ( - اختبار جذر الوحدة ( test :)Unit Root 1 )levels ( سالسمي الزمنية عمى حد سكاء في المستكيات أك في الفرؽ األكؿ يستعمؿ اختيار ديكي فكلمر) DF ( أك ديكي فكلمر المطكر )ADF( )في ىذا البحث سنكتفي باالختبار األخير( حيث يستعمؿ ىذا )DF ( )Time trend االختبار باتجاه الزمف ( أك بدكنو الصيغة الرياضية العا الختبار ديكي فكلمر ىي كاآلتي : 1 F Maurel Modèles à correction d'erreur: l'apport de la théorie de la co-intégration Économie & prévision n / William H. Greene, "Econometric Analysis", 5 th Edition, Prentice Hall, New Jersey, USA, 2003, p

152 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر )lagged values ( ( أما اختبار ( )ADF ىك تطكير الختبار )DF ك بإضافة قي التأخر لممتغي ارت التابعة المضافة في تقدير الصيغة الرياضية الختبار )DF( ك الصيغة الرياضية المطكرة ىي كاآلتي: رغ االستعماؿ الكاسع ليذا االختبار إال أنو يعاني مشكمة عد أخذه بعيف االعتبار عد كجكد مشكمة اختالؼ التبايف ك اختبار تكزيع الطبيعي normalité( )Test de في المكجكدة سمسمة زمنية ك لذا يستعمؿ )Phillip-Perron(PP) ألف اختبار آخر إضافي الختبار جذر الكحدة ك ىك اختبار فيميبس ك بيرسكف ( )ADF test ( قدرة لديو اختباريو أفضؿ ك أدؽ مف اختبار السيما عندما يككف حج العينة صغيرة كفي حالة تضارب كعد انسجا نتائج االختبارم DF كالصيغة الرياضية الختبار )PP( كاآلتي: MacKinnon القي الحاسمة t الختبار الفرضية العدمية في كؿ اختبا ارت السابقة تعتمد عمى قي ماكينكف 3. )1991( )KPSS( )ADF( في اختبا ارت جذر الكحدة )عمكمان( يستخد االختباريف ك) PP ( بجانب اختبار االستق ارر ك ىذا االختبار يعالج بعض أكجو الضعؼ في فعالية االختباريف ك) PP ( )ADF في حاؿ كجكد ارتباط ( 3 JM Dufour Logique et tests d'hypothèses: réflexions sur les problèmes mal posés en économétrie /Département de sciences économiques Université de Montréal/ 2001/ papyrus.bib.umontreal.ca consulte le

153 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر ذاتي لمتبايف يمكف القكؿ بأف نتائج ىذه االختبا ارت تكمؿ بعضيا البعض كبالتالي في حاؿ اتفاقيا عمى نتيجة كاحدة تصبح النتيجة أكثر دقة ك يبدأ اختبار مف ىذه العالقة األساسية: ك الصيغة الرياضية الختبار )KPSS( كاآلتي: Kwiatkowski-Phillips- تعتمد القي الحاسمة ليذا االختبار عمى قي LM statistic مقارنة مع قي 4 Schmidt-Shin لكف في الد ارسة سكؼ نبيف إال نتائج اختبار االستق اررية بإتباع اختبار ديكي فكلر المطكر كمقارنتيا مع اختبا ارت األخرل بدكف إظيارىا -اختبار جوهانسن )Johansen( لمتكامل المت ازمن: يتفكؽ ىذا االختبار عمى اختبار انجؿ غ ارنجر لمتكامؿ 2 المشترؾ نظ ار ألنو يتناسب مع العينات صغيرة الحج ككذلؾ في حالة كجكد أكثر مف متغيريف كاالى مف ذلؾ أف ىذا االختبار يكشؼ عف ما إذا كاف ىناؾ تكامال مشتركا فريدا أم يتحقؽ التكامؿ المشترؾ فقط في حالة انحدار المتغير التابع عمى المتغي ارت المستقمة كىذا لو أىميتو في نظرية التكامؿ المشترؾ حيث تشير إلى انو في حالة عد كجكد تكامؿ مشترؾ فريد فإف العالقة التكازنية بيف المتغي ارت تظؿ. ]i[ مثا ار لمشؾ كالتساؤؿ 4 C Meddeb Analyse empirique des tendances des prix du marché de la pomme au Québec pp 30-33/2011 / theses.ulaval.ca/ consulte le

154 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر يت اختبار كجكد تكازف طكيؿ األجؿ بيف السمسمتيف المستقرتيف كمف نفس الرتبة عمى الرغ مف كجكد اختالؿ في األجؿ القصير مف خالؿ اختبار التكامؿ المشترؾ بيف المتغي ارت باستخدا منيجية )جكىانسف ) Johansen ) ك)جكىانسف جكسميكس Johansen and Juselius المستخدمة في النماذج التي تتككف مف أكثر مف متغيريف كالتي تعتبر أفضؿ حتى في حالة كجكد متغيريف فقط ألنيا تسمح باألثر المتبادؿ بيف المتغي ارت مكضع الد ارسة ) كيفترض أنيا غير مكجكدة في ( منيجية إنجؿ غ ارنجر Granger Engle ذات الخطكتيف..II " " كتعتبر منيجية " جكىانسف ك" جكىانسف جكسميكس اختبار لرتبة المصفكفة كيتطمب كجكد.) 0 < r ( ) = r < ( التكامؿ المشترؾ بيف السالسؿ الزمنية أال تككف المصفكفة II ذات رتبة كاممة كمف أجؿ تحديد عدد متجيات التكامؿ يت استخدا اختباريف إحصائييف مبنييف عمى دالة اإلمكانات ) trace العظمى (LR) Likelihood Ratio Test كىما اختبار األثر ( trace test كاختبار القي.) max ( المميزة العظمى maximum eigenvalues test كيعرؼ اختبار األثر بػ : trace T log( i ) n i r 1 حيث يت اختبار فرضية العد أف عدد متجيا التكامؿ المشترؾ r مقابؿ الفرضية البديمة أف عدد :.) = r ( r متجيات التكامؿ المت ازمف = حيث كيعرؼ اختبار القي المميزة العظمى بػ max T log (1 ) i 160

155 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر حيث يت اختبار فرضية العد أف عدد متجيات التكامؿ المشترؾ r مقابؿ الفرضية البديمة أف عدد = 5.r + 1 متجيا التكامؿ المت ازمف = - نموذج تصحيح الخطأ Model-ECM( )The Error Correction 3 فيك يتميز عف نمكذج انجل غ ارنجر بأنو يفصؿ العالقة في المدل الطكيؿ عنيا في المدل القصير كما يتميز بخكاص أفضؿ في حالة العينات الصغيرة كتعد المعممة المقدرة في النمكذج أكثر اتساقان مف تمؾ )Johansen 1988 ك ( )Engel Granger 1987 الطرؽ األخرل مثؿ طريقة انجؿ- ( غ ارنجر ك جكىانسف الختبار لمدل تحقؽ التكامؿ المت ازمف بيف متغي ارت في ظؿ يقد )2001 )Persaran منيجان حديثان )ECM ( الختبار مدل تحقؽ العالقة التكازنية )القصيرة ك الطكيمة األجؿ( بيف المتغي ارت في ظؿ نمكذج تصحيح الخطأ حيث يتميز بإمكانية التطبيؽ سكاء كانت المتغي ارت التفسيرية متكاممة مف الدرجة الصفر (0)I أك متكاممة مف الدرجة األكلى (1)I أك كاف بينيما تكامؿ مشترؾ مف نفس الدرجة ك يمكف تطبيقيا في حالة العينات الصغيرة عمى خالؼ الطرؽ السابقة التقميدية 6 ك ال يطبؽ ىذا النمكذج إال بعد نجاح اختبار جكىانسف لمتكامؿ المت ازمف. المطمب الثاني: شرح متغي ارت النموذج بعد تطرقنا إلى الجانب النظرم لطريقة تحديد نمكذج د ارستنا سنتكجو إلى تحديد نمكذج تأثير التحكيالت المالية عمى النمك االقتصادم في الج ازئر في الفترة الممتدة مف 2010 ك تيدؼ ىذه الد ارسة 1970 إلى تحميؿ العالقة المكجكدة بيف مجمكعة مف المتغي ارت المستقمة المتمثمة في )حج االستثمار التحكيالت المالية لممياجريف االستيالؾ األسرم( ك نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي كمتغير تابع كذلؾ مف خالؿ المعادلة التالية: 5 C Hurlin, V MignonUne synthèse des tests de cointégration sur données de panel Economie & prévision William H. Greene, "Econometric Analysis", 5 th Edition, Prentice Hall, New Jersey, USA, 2003, p

156 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر TR كما t PIBT حيث نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي يتمثؿ في خالؿ فترة الزمنية تمثؿ التحكيالت المالية لممياجريف في خالؿ الفترة الزمنية t ك التي تدخؿ في تركيب الناتج المحمي اإلجمالي X عبارة عف مصفكفة مجمعة لؿمتغي ارت اؿم ارقبة ك المفسرة ؿ لنمك εعبارة عف معدالت الخطأ. تتككف مصفكفة المتغي ارت الم ارقبة ك المفسرة ؿ لنمك االقتصادم X مف: القيمة اإلجمالية لتككيف أرس الماؿ الثابت) :)FBCF الذم يحسب بت ارك الخا ل ارس الماؿ الثابت -1 الذم يدخؿ في تركيب الناتج المحمي اإلجمالي. االستيالؾ العائمي( cons ):كيمثؿ حج استيالؾ األف ارد الذيف يقكمكف بش ارء السمع كالخدمات المختمفة -2 مف القطاعات األخرل. كفي نفس الكقت فإف القطاع العائمي ىك القطاع الذم يمتمؾ عناصر اإلنتاج المختمفة. يحصؿ القطاع العائمي عمى الدخؿ الذم يمكنو مف ش ارء ىذه السمع كالخدمات عف طريؽ مساىمتي بعناصر اإلنتاج )العمؿ األرض أرس الماؿ كالتنظي( في العممية اإلنتاجية. كيسمى اإلنفاؽ الذم يقك بو القطاع العائمي باإلنفاؽ االستيالكي Expenditure(.)Consumption - تطور متغي ارت النموذج خالل الفترة الفترة الممتدة من نصيب الفرد من الناتج المحمي اإلجمالي 1 الشكؿ رق 01 يبيف التغي ارت الحاصمة في نصيب الفرد مف الناتج المحمي 162 االجمالي في اؿ فترة محؿ خالؿ الج ازئر الد ارسة ك الممتدة مف سنة 1970 الى

157 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر اىشنو سق )1-4( ص تPIBT اىفشد اى برج اى حي اإلج بى 6,000 5,000 4,000 3,000 2,000 1, المصذر: من إعذاد الطبلت 1970 الى ارتفاعا ممحكظا بانتقالو مف 230 دكالر لمفرد سنة 2800 دكالر لمفرد سنة 1986 ك يفسر ىذا عرؼ االرتفاع الى ارتفاع أسعار البتركؿ.كنالحظ ايضا انو خالؿ الفترة الممتدة مف نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي انخفاضا ممحكظا حيث انتقؿ مف 1986 الى 2800 دكالر سنة 1616 دكالر سنة 1999 ك ىذا ارجع إلى االنخفاض الحاد في أسعار البتركؿ سنة 1986 ك ما صاحبيا مف تغير في السياسات االقتصادية ك التكجو الى اقتصاد السكؽ إضافتا إلى العشرية السكداء التي مرت بيا الج ازئر مف عد استق ارر عمى كؿ المستكيات ك قطاعات الدكلة. ك اما فيما يخص الفترة األخيرة الممتدة مف سنة 1999 الى 2010 شيد نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي ارتفاعا كبي ار نتيجة تسجيؿ أسعار البتركؿ ألرقا قياسية حيث انتقؿ مف 1616 دكالر أمريكي الى 4566 دكالر أمريكي. 2-1 ت اركم أرس المال الثابت 163

158 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر 6E+10 FBCF الشكؿ رق 02 يمثؿ تطكر ت ارك أرس الماؿ اىشنو سق )2-4( رشام سأط اى به اىضبثذ ىيجضائش 5E+10 4E+10 3E+10 الثابت لالقتصاد الج ازئرم خالؿ فترة حيث نالحظ انو شيد معدؿ 2E+10 الت ارك تناقص ما بيف ك 1E+10 بسبب تدىكر اإلنفاؽ االستثمارم 0E يفسر ىذا كأما تذبذب كتيرتو فترجع الى التقمبات التي المصذر: من إعذاد الطبلت يتعرض ليا االقتصاد الج ازئرم نتيجة اعتماده عمى مداخيؿ المحركقات. فكمما تحسنت ىذه األخيرة انعكست باإليجاب عمى الت ارك ككمما انفضت تقمص معيا االستثمار. كالشيء البارز في الشكؿ أعاله ىك اإلرتفاع المستمر ؿمعدؿ الت ارك في اآلكنة األخيرة ك التي يمكف ارجاعيا دائما الى ارتفاع المداخيؿ الناجمة عف البتركؿ. 2,500,000,000 2,000,000, التحويالت المالية لممهاجرين يظير الشكؿ رق 03 ضعؼ التحكيالت TRF المالية لممياجريف نحك الج ازئر في الفترة اىشنو سق )3-4( اىزحى الد اى بى خ ىي هبجش عجش اىق ىاد اىشع خ 1,500,000,000 الممتدة بيف حيث ل تتجاكز 1,000,000,000 نصؼ مميكف دكالر نتيجة سياسة التضييؽ 500,000,000 المصرفي الج ازئرم ك عد تطكر الجياز لتحكيؿ ىذه األمكاؿ مف الخارج. عرفت كتيرة نمك كبيرة الطبلت حيث إعذاد التسعينيات المصذر: من إال أف التحكيالت المالية لممياجريف شيدت قفزة نكعية مع بداية لتصؿ الى 1.5 مميكف دكالر نتيجة إرتفاع نسبة اليجرة ك اىتما المياجريف بمساعدة عائمتو في الداخؿ 164

159 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر التي كانت تعاني مف الظركؼ السياسية ك االقتصادية في تمؾ الحقبة ك ت ازمف ىذا مع سياسات االنفتاح ك اإلصالحات االقتصادية التي عممت عمى تسييؿ انتقاؿ ىذه التحكيالت مف الخارج نحك الج ازئر.لكف ك 11 سبتمبر في سنة 2001 انخفضت كتيرة نمك حج التحكيالت المالية لممياجريف نتيجة أحداث أيف عمؿ النظا المصرفي العالمي عمى تضيؽ الخناؽ عمى ىذه التحكيالت تحت غطاء سياسة محاربة % 3 تمكيؿ اإلرىاب في العال ك في سنة 2004 سجمت التحكيالت المالية أعمى نسبة ليا لتصؿ نسبة مف الناتج المحمي االجمالى. كيمكف ارجاع ذلؾ الى استق ار ر الكضع االقتصادم ك األمني في الكطف ما دفع إلى رجكع المياجريف ك تحكيؿ نسبة مف أصكلي المالية إلى ارض الكطف زد الى ذلؾ اإلىتما الكبير لمجالية المتكاجدة بالخارج لش ارء أ ارضي ك اإلستثمار في العقار اال أف ىذه النسبة مف التحكيالت المالية ل تد طكيال ففي سنة 2005 عادت إلى االنخفاض بشكؿ ممحكظ ك يمكف إرجاع ذلؾ إلى األزمة المالية ك االقتصادية التي عرفتيا الدكؿ المستقبمة لممياجريف الج ازئريف بشكؿ عا ك دكؿ اإلتحاد األكركبي بشكؿ خاص. 4-1 االستهالك األسري الشكؿ رق 04 يمثؿ تطكر االستيالؾ شنو سق )1-4( اإلعزهالك األعشي العائمي خالؿ فترة 1970 الى 2010 ك 165 في ىذه المرحمة نالحظ اف االستيالؾ العائؿم سجؿ تغي ارت اختمؼ باختالؼ

160 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر CONS 6E+10 5E+10 4E+10 3E+10 2E+10 1E+10 0E المصذر: من إعذاد الطبلت ارتفاعا في االستيالؾ األسرم حيث يؤدم ىذا إلى زيادة الطمب عمى المكاد االستيالكية مما ساى بدكره في رفع القيكد عمى التجارة الخارجية ك ذلؾ لتغطية الطمب الكبيرة عمى ىذه السمع إلى أف حدثت األزمة البتركلية كالتي تمثمت في انخفاض أسعار البتركؿ ما قاد الج ازئر الى التغيير في سياستيا االقتصادية ك انتياج نظا اقتصاد السكؽ ك نتيجة لمضغكطات الكبيرة التي مارسيا صندكؽ النقد الدكلي عمى الج ازئر اضطرة السمطات في البمد إلى كضع مجمكعة مف اإلج ارءات ك ذلؾ مف أجؿ التخفيض مف اإلنفاؽ العا ك أبرز ىذه اإلج ارءات ىك سياسة الخكصصة ك تصريح العماؿ مف المؤسسات العمكمية حيث كاف ليذا أثر كاضح عمى انخفاض االستيالؾ األسرم ك استمر ىذا االنخفاض إلى غاية سنة 1999 ليعرؼ بعد ذلؾ ارتفاعا مستم ار نتيجة لتحسف الكضع االقتصادم لمبمد. المطمب الثالث صياغة النموذج 166

161 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر - اختبار االستق اررية: مف خالؿ د ارستنا ىذه ت استخدا اختبار ديكي فكلر المطكر (ADF) لمكشؼ عف 1 استق ارر السالسؿ الزمنية لممتغي ارت قيد الد ارسة ك يظير الجدكؿ رق )1-4( اختبار اإلستق ارر عند المستكل ك يتضح مف خالؿ النتائج أف كؿ المتغي ارت المستخدمة في النمكذج غير مستقرة عند المستكل العا بحيث نجد أف القيمة المطمقة إلحصائية (t) الحرجة ك ذلؾ عند مستكل معنكية %5. المحسكبة لممتغي ارت كميا أقؿ مف القيمة المطمقة جدول رقم )4_1( اختبار ديكي فولر المطور عند المستوى اى ز جخ اىفشض خ اىق خ اىق خ اى زغ شاد اى قجىىخ اىحشجخ اى حغىثخ غ ش غزقش H logpibt غ ش غزقش H logcons غ ش غزقش H logtrf غ ش غزقش H logfbcf المصذر: من إعذاد الطبلت ك على ىذا األساس سنحاكؿ إعادة د ارسة استق اررية المتغي ارت ك ذلؾ باألخذ بعيف اإلعتبار الفرؽ األكؿ ك الجدكؿ رق )2-4( يكضح نتائج ديكي فكلر المطكر عند الفرؽ األكؿ حيث ك مف خالؿ النتائج التي يظيرىا اإلختبار نالحظ أف القي المحسكبة لممتغي ارت كميا أكبر مف القي الحرجة ليا )بالقيمة المطمقة( كبالتالي فاننا نرفض فرضية العد ك نقبؿ الفرض البديؿ القائؿ عمى أنو ال يكجد جذر الكحدة أم أف المتغي ارت محؿ الد ارسة مستقرة في الفرؽ األكؿ عند مستكل معنكية %. 5 جدول رقم )2-4( اختبار ديكي فولر المطور عند المستوى مع اخذ الفرق االول اى زغ شاد اىق خ اىق خ اىفشض خ اى ز جخ اى حغىثخ اىحشجخ اى قجىىخ 167

162 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر غزقش H logpibt غزقش H logcons غزقش H logtrf غزقش H logfbcf المصذر: من إعذاد الطبلت - اختبار جوهانسن لمتكامل المشترك 2 بالنظر إلى نتائج اختبار جذر الكحدة لممتغي ارت المستخدمة ك التي بينت اف ىذه االخيرة مستقرة في نفس المستكل I1 فإننا سنقك بتقدير نمكذج التكامؿ المشترؾ باستعماؿ أسمكب جكىانسف ك ذلؾ بض جميع المتغي ارت ك المتمثمة في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي االستيالؾ االسرم االستثمار ك التحكيالت المالية لممياجريف حيث يقترح جكىانسف اختباريف لتقدير عدد متجيات التكامؿ المشترؾ ك المتمثمة في اختبار االثر ك اختبار القيمة العظمى ك مف خالؿ د ارستنا ىذه سنكتفي با ختبار األثر نظ ار ألنو يتناسب مع العينات صغيرة الحج ككذلؾ في حالة كجكد أكثر مف متغيريف كاالى مف ذلؾ أف ىذا االختبار يكشؼ عف ما إذا كاف ىناؾ تكامال مشتركا فريدا أم يتحقؽ التكامؿ المشترؾ فقط في حالة انحدار المتغير التابع عمى المتغي ارت المستقمة كىذا لو أىميتو في نظرية التكامؿ المشترؾ حيث تشير إلى انو في حالة عد كجكد تكامؿ مشترؾ فريد فإف العالقة التكازنية بيف المتغي ارت يمكف أف تككف غير 7 محققة. جدول رقم )3-4( إختبار االثر االحز به اىق خ اىحشجخ % 5 االصش االحصبئ اىفشض خ ىجذ رنب و واحذ ىجذ عيى االقو رنب ي ىجذ عيى االقو صالس رنب الد 7 عبثذ ثن عبثذ راجح العجذلي الشريف " رقذير محذداد الطلت على وارداد المملكخ العرثيخ السعىديخ في إطبر الزكبمل المشزرك ورصحيح الخطأ " مجلخ مركس صبلح عجذهللا كبمل لالقزصبد اإلسالمي العذد 32 جبمعخ األزهر 2007 ص

163 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر ىجذ عيى األقو أسثع رنب الد المصذر: من إعذاد الطبلت مف خالؿ نتائج اختبار األثر المبينة في الجدكؿ رق )3-4( نالحظ أف عدد متجيات التكامؿ المشترؾ ىك = 1 r ك بالتالي ك في ىذه الحالة فإننا نرفض فرض العد ك نقبؿ الفرض البديؿ القائؿ أنو يكجد عمى األقؿ تكامؿ مشترؾ كاحد بيف المتغي ارت ك يمكف تفسير ىذه النتيجة الى كجكد عالقة تكازنية طكيمة األجؿ األسرم بيف نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي ك المتغي ارت المفسرة المتمثمة في االستيالؾ االستثمار ك التحكيالت المالية.طالما أف ىذا اإلخبار تحقؽ فيذا يقكدنا لمقكؿ أنو يمكف المركر إلى نمكذج تصحيح الخطأ لكف فبؿ ذلؾ ك البد مف تحديد فترة اإلبطاء. - اختبا ارت تحديد فترة اإلبطاء المثمى لنموذج متجه تصحيح الخطأ 3 مف أجؿ تحديد فترة التباطؤ ت االعتماد عمى مجمكعة مف االختبا ارت المتمثمة في SC HQ AIC ك التي تحقؽ أفضؿ تقدير لنمكذج متجو تصحيح الخطأ ك يظير جدكؿ رق )4-4( اف فترة اإلبطاء المثمى ىي فترة كاحدة حيث أخذت قي االختبا ارت المستعممة اقؿ قيمة ليا عند فترة إبطاء كاحدة. جدول رقم )4-4( اختبا ارت االبطاء االمثل فزشح االثطبء SC HQ AIC المصذر: من إعذاد الطبلت

164 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر - نموذج تصحيح الخطأ Model-ECM( )The Error Correction يتميز ىذا النمكذج عمى أنو يفصؿ العالقة في المدل الطكيؿ عنيا في المدل القصير كما يتميز بخكاص أفضؿ في حالة العينات الصغيرة كتعد المعممة المقدرة في النمكذج أكثر اتساقان مف تمؾ المنتيجة )Engel Granger 1987 في الطرؽ األخرل مثؿ طريقة انجؿ- ( غ ارنجر ك الختبار مدل تحقؽ التكامؿ )Persaran 2001 ( )ECM المت ازمف بيف متغي ارت في ظؿ ( يقد منيجان حديثان الختبار مدل تحقؽ العالقة التكازنية )القصيرة ك الطكيمة األجؿ( بيف المتغي ارت في ظؿ نمكذج تصحيح الخطأ حيث يتميز بإمكانية التطبيؽ سكاء كانت المتغي ارت التفسيرية متكاممة مف الدرجة الصفر (0)I أك متكاممة مف الدرجة األكلى (1)I أك كاف بينيما تكامؿ مشترؾ مف نفس الدرجة ك يمكف تطبيقيا في حالة العينات الصغيرة عمى 8 خالؼ الطرؽ السابقة التقميدية. - نتائج نموذج تصحيح الخطأ )عمى المدى الطويل(: تبيف لنا النتائج اف تقدير متجو التكامؿ المشترؾ باستخدا نموذج تصحيح الخطأ يككف كالتالي: (logpibt) = (logcons) (logtrf) (logfbcf) (2.98) (0.37) (-3.30) تشير نتائج ىذه = 5.28 cal F المعادلة الى كجكد عالقة طردية بيف االستثمار ك 0.36 نصيب= R 2 الفرد مف الناتج المحمي 1 حيث ( اإلجمالي حيث الزيادة في االستثمار بنسبة % سيعكد عمى نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي (: قيمخ سزىدنذ المحسىثخ بزيادة تقدر ب 1.98 % اما العالقة بيف كؿ مف التحكيالت المالية لممياجريف االستيالؾ األسرم ك % نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي كانت عكسية حيث الزيادة في التحكيالت المالية بنسبة 1 8 William H. Greene "Econometric Analysis" 5 th Edition Prentice Hall New Jersey USA 2003 p

165 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر سيؤدم الى انخفاض نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي بنسبة %0.006 اما زيادة في االستيالؾ األسرم بنسبة 1 % سيؤدم الى انخفاض نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي بنسبة %1.88. كذلؾ تفيد النتائج أف معممات النمكذج كميا معنكية ماعدا معممة التحكيالت المالية التى كانت قيمة t المحسكبة اصغر مف القيمة المجدكلة ك ىذا ما يكضح عمى عد صالحية ىذا المتغير في تفسير النمكذج. ك نالحظ مف خالؿ النتائج أف قيمة معامؿ التحديد المصحح قد بمغت = 0.36 R² كىك ما يدؿ عمى أف التغي ارت التي تحدث في نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي تفسر ب % بكاسطة المتغي ارت 36 التي أدخمت في النمكذج أما % 64 المتبقية تفسر عف طريؽ متغي ارت أخرل ل تدخؿ في النمكذج. - نتائج نموذج تصحيح الخطأ) عمى المدى القصير ) اف كجكد تكامؿ مشترؾ بيف متغي ارت النمكذج يعني اف إضافة حد تصحيح الخطأ ك كما ذكرنا سابقا سيعمؿ عمى تكيؼ االختالالت قي األجؿ القصير إلى حالة تكازف في األجؿ الطكيؿ زد إلى ذلؾ يمثؿ حد تصحيح الخطأ اثر العالقة السببية في األجؿ الطكيؿ بحيث ك مف خالؿ النمكذج المتحصؿ عميو فقد بمغت قيمة معامؿ حد تصحيح الخطأ 0.12 أم أنو ىناؾ عالقة تكازنية في األمد الطكيؿ تصحح اإلختالالت التي تحدث في المدل القصير بنسبة 12 النمكذج عمى المدل القصير كالتالي: % في المدل الطكيؿ(.ك يمكف تمخيص نتائج جدول رقم )5-4( نموذج متجه تصحيح الخطا عمى المدى القصير D(logpibt(-1)) D(logCONS(-1)) D(logTRF(-1)) D(logFBCF(-1)) عب و اىزصح ح 171

166 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر D(logpibt(-1)) D(logCONS(-1)) D(logTRF(-1)) D(logFBCF(-1)) C المصدر مف إعداد الطالب مف خالؿ الجدكؿ أعاله يمكف صياغة معادلة النمكذج عمى النحك التالي : D(logPIBt) =0.105 D(logPIBt(-1)) D(logCONS(-1)) D(logTRF(-1)) D(logFBCF(-1)) ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( يتضح مف معادلة نمكذج تصحيح الخطأ عمى المدل القصير أف كؿ معممات النمكذج غير معنكية حيث 5 أف قي t المحسكبة كانت اصغر مف القي المجدكلة عند مستكل معنكية % ما يعني عد كجكد عالقة سببية تتجو مف المتغي ارت المفسرة الى المتغير التابع ك المتمثؿ في نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي اال أف ىذا ال يمنع مف كجكد تأثير لممتغي ارت المفسرة لمنمكذج عمى نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في المدل القصير بحيث يظير ىذا النمكذج قي التغير في نصيب الفرد مف الناتج t-1 حيث المحمي االجمالي في الزمف t نتيجة لقي التغير الحاصمة في نفسو كالمتغي ارت المستقمة في نالحظ كجكد عالقة طردية بيف التغير في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في الزمف t ك التغير t-1 في نفسو ك االستثمار في 1-t كما أف الزيادة في تغير نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في t بنسبة بنسبة 1 % سيؤدم الى زيادة في التغير في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في %0.105 ك الزيادة في تغير االستثمار في 1-t بنسبة 1 % سيؤدم الى زيادة التغير في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في t بنسبة %

167 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر اما العالقة المكجكدة بيف التغير في كؿ مف التحكيالت المالية لممياجريف ك االستيالؾ األسرم في 1-t ك t-1 نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في t كانت عكسية أم اذا ازد تغير التحكيالت المالية في t بنسبة 0.02 بنسبة % 1 سيؤدم الى انخفاض التغير في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في % كاؿ زيادة في االستيالؾ االسرم في الزمف 1-t بنسبة % 1 سيؤدم الى انخفاض في لمنمك االقتصادم في t بنسبة.% التفسير االقتصادي لمنموذج نالحظ أف المتغير محؿ الد ارسة ك المتمثؿ في التحكيالت المالية لممياجريف غير معنكم إحصائيا عمى المدل الطكيؿ ك القصير ك رغ ذلؾ ىناؾ تأثير سمبي ليذا المتغير عمى نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي في الج ازئر عمى المدل القصير ك الطكيؿ ففي المدل القصير ك كما ذكرنا سابقا فاف التغير الحاصؿ في التحكيالت المالية سيؤثر بقيمة 0.02 % ك يمكف إرجاع ىذا التأثير العكسي إلى أف التحكيالت المالية لممياجريف تاثر بشكؿ غير مباشر عمى النمك االقتصادم حيث اف االرتفاع في حج التحكيالت المالية لممياجريف ستزيد مف الطمب عمى السمع الغير منقكلة كاأل ارضي الفالحة ك األ ارضي الصالحة لمبناء مما يترتب عميو زيادة في األسعار ك ىذا ما قا بتفسيره (Adams1991) حيث ذكر ك في د ارسة قا بيا في مصر عمى أف التحكيالت المالية لممياجريف المصرييف أدت الى حدكث تضخ في. أسعار األ ارضي الفالحية قدرت ب %600 خالؿ ست سنكات ىذا مف جية ك مف جية أخرل ك حسب د ارسة قا بيا (Ahoue2008) يمكف إرجاع ىذا التأثير العكسي لمتحكيالت المالية لممياجريف عمى نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي إلى زيادة القدرة الش ارئية لألسر المستقبمة ليذه التحكيالت مما يؤدم إلى زيادة الطمب عمى السمع االستيالكية المستكردة عمى حساب اإلنتاج المحمي مما يساى في استن ازؼ االحتياطي مف العممة الصعبة نتيجة الرتفاع الكاردات ما ينجر عنو انخفاض في قيمة العممة الكطنية. 173

168 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر أما فيما يخص تأثير التحكيالت المالية لممياجريف عمى نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي في المدل الطكيؿ فنالحظ دائما كجكد تمؾ العالقة العكسية بينيما ك يمكف تفسير ذلؾ مف خالؿ ىجرة اليد العاممة خاصة المؤىمة منيا لمبحث عف اإلمتيا ازت ك التشجيعات ( التحسيف في المستكل المعيشي( ما اسفر عف انخفاض في ت ارك أرس الماؿ البشرم كىذه النتائج تكافؽ كؿ ما آلت اليو الد ارسات التي اىتمت (Abbas and بيذا المكضكع.حيث اف النمكذج الكالس مؾم الحديث مف خالؿ د ارسات كؿ مف المستكحات مف نمكذج (Solow1956) استخمصكا عمى أف الزيادة في ت ارك أرس الماؿ Forman2007) البشرم لألف ارد يحسف مف إنتاجياتي ك بالتالي يزيد مف درجات نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي (krosnick narayan and (Helpman1991) (Romer1986) أما نماذج النمك الداخمي لكؿ مف (Lucas1988) smith2004) ل تختمؼ عف سابقاتيا مف حيث النتائج لتكصمي إلى أف نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي يعتمد عمى نمك ال أرس الماؿ البشرم الذم بدكره يعتمد عمى الكقت المخصص ؿ لتككيف. زيادة عمى ذلؾ يعتبر حج السكؽ المكازية أرضية ىامة في تفعيؿ اآلثار السمبية لتحكيالت المالية لممياجريف مف خالؿ تكسع سكؽ العممة المكازم الذم ينيؾ حج الكتمة النقدية التي كاف يجب عمييا أف تبقى في سكؽ الرسمية مما يؤدم إلى انخفاض قيمة العممة المحمية نتيجة عد إمكانية حساب جميع العمميات التي تقك عمى مستكل ىده األسكاؽ ك مف جية اخرل يمكف لتحكيالت أف تككف ايجابية عمى أشخاص الديف يتعاممكف بيا في السكؽ المكازية نتيجة تمكني مف التيرب الضريبي الذم يعتبر نقص بالنسبة لدكلة. كما أف السياسات التي انتيجتيا الج ازئر خاصة مع نياية الثمانينات ك بداية التسعينات في تحسيف المناخ االقتصادم ك االستثمارم ساىمت بدكرىا في تحسيف المستكل العا لدرجة االنفتاح االقتصادم ك الجياز المصرفي فالد ارسات التي تناكلت ىذيف المتغيريف أثبت أف التطكر في الجياز المصرفي كما جاء عمى يد المدرسة الييكمية school) (Structuralist سيؤدم الى زيادة في المؤسسات المالية مما يساى في زيادة 174

169 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي (Patrick1966) smith1969) (Gold ك أكدت ذلؾ المدرسة النيكليب ارلية التي تحث عمى اف تحرير النظا المالي في الدكؿ يعمؿ عمى زيادة نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي ك بالتالي النمك اإلقتصادم مف خالؿ تخمي الدكلة ع ف تحديد سعر الفائدة (Shaw1973) كؿ ىذا ساى في كجكد تمؾ العالقة اإليجابية بيف االستثمار )ت ارك. (Levien1997) (Mckinnon1973) أرس الماؿ الثابت( ك نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي في الج ازئر ك ىذه النتيجة تتكافؽ ك بدرجة كبيرة مع النظرية االقتصادية حيث استخمصت كؿ المدارس االقتصادية عمى اف الزيادة في معدالت االستثمار ستؤدم الى زيادة في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي ك تترج ىذه النتيجة في عدة.(Wald and Rafael2005) (Zapata and Ranbali1997) أعماؿ نذكر منيا Yamamoto1995) (Toda and المبحث الثالث: إيجاد العالقة بين خصائص المهاجر العائد و االستثمار في الج ازئر نتيجة األثر السمبي لتحكيالت المالية لممياجريف عمى النمك االقتصادم في الج ازئر في المدل القصير ك الطكيؿ قمنا بتعميؽ الد ارسة أكثر عمى المستكل الجزئي ك ىذا لمعرفة العالقة المكجكدة بيف خصائص المياجر العائد ك استثماره في البمد األصمي مف جية ك مف جية أخرل معرفة أى األسباب التي تؤدم الى عد استثماره. بيانات و العينة االول: المطمب الد ارسة ك ألجؿ اإللما بيذه الد ارسة قمنا بتقسيميا إلى ثالث مستكيات حيث: المستوى األول: استعمالنا أسمكب التحميؿ الكصفي البسيط لمتغي ارت الد ارسة ك تمثؿ في التكزيعات النسبية التك اررية. المستوى الثاني: اخترنا التحميؿ الكصفي الثنائي الذم كظ ؼ لتحميؿ العالقات الثنائية لمتغي ارت الد ارسة المستقمة مع المتغير التابع كتتمثؿ ىذه النماذج في)الجداكؿ المتقاطعة كاختبار مربع كا م) Chi-Square ( حيث تمتاز ىذه األساليب 175

170 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر بمالءتيا ألغ ارض الد ارسة خاصة كأف نمط المتغير التابع الم ارد د ارستو ك المتمثؿ في استثمار المياجر العائد اك عد.)1.0( استثماره ىك مف النكع الثنائي كقد ت االستعانة باختبار كام تربيع لفحص درجة أك معامؿ االعتمادية كالداللة اإلحصائية لمفرك قات التي يمكف أف تحدثيا المتغي ارت المستقمة عمى المتغير التابع عند مستكل داللة إحصائية اقؿ مف. 0.5 المستوى الثالث: تطرقنا إلى احتساب المتكسطات المرجحة ك انح ارفاتيا المعيارية إضافة إلى معامؿ االختالؼ لجميع متغي ارت الد ارسة ك ىذا لتناسب ىذه الطريقة مع ىدؼ الد ارسة ك متمثؿ في ايجا داى األسباب التي تقؼ أما المياجر العائد في االستثمار. لكف قبؿ ذلؾ البد مف تعريؼ العينة ك خصائصيا 1 -عينة الد ارسة يتمثؿ مجتمع الد ارسة في المياجريف العائديف إلى ارض الكطف عمى مستكل الجية الشمالية الغربية لمج ازئر التي تض الكاليات التالية: ( تممساف كى ارف معسكر غمي ازف عيف تمكشنت مستغان كسيدم بمعباس( نتيجة عد تمكننا مف معرفة حج مجتمع الد ارسة لممنطقة محؿ الد ارسة لعد تكفر أم رق فيما يخص عدد المياجريف العائديف ت تكزيع اإلستبيانات عمى أساس عدد السكاف في كؿ كالية ك باإلستعانة بمعادلة ريتشارد جيجر ت تكزيع 384 إستبانة ك ت استرجاع 169 استبانة كما ىك مبيف في الجدكؿ )6-4(. جدول رقم )6-4( يمثل عدد االستبيانات الموزعة و المسترجعة في كل والية اىىال خ عذد اىغنب غجخ عذد اىغنب عذد اإلعز بساح اى ىصعخ عيى مو وال خ اإلعز بساح اى غزشجعخ ري غب %16, , n 1 z d 1 N z d

171 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر %10, ,00 ع ذي ثيعجبط %13, ,00 غزغب %13, ,00 عغنش %25, ,00 وهشا %6, ,00 ع ر ىش ذ %12, ,00 غي ضا %100, ,00 اى ج ىع المصدر : مف اعداد الطالب باإلعتماد عمى الديكاف الكطني لإلحصاء سنة مف خالؿ الجدكؿ رق) 6-4( المكضح لعدد اإلستبيانات المكزعة ك المسترجعة يتبيف لنا أف إجمالي اإلستبيانات التي ت استرجاعيا يقدر ب % كقد عرفت عممية تكزيع االستبياف ك استرجاعو صعكبات كبيرة حيث كنا نعمؿ مف اجؿ البحث عف عناكيف المياجريف العائديف ك الكصكؿ إليي عف طريؽ كسيط كىذا لجمع اكبر عدد ممكف مف االستبيانات. 2 -طريقة جمع البيانات ت جمع البيانات الخاصة باإلستبياف عف طريؽ أسمكب المقابالت الشخصية مع العينة محؿ الد ارسة ك يكمف اليدؼ الرئيسي في إتباع ىذه الطريقة إلى الرفع مف نسبة االستجابة ك كذا اإلجابة عف أم تساؤالت يمكف أف تصدر مف طرؼ المياجر العائد أما عف الفترة الزمنية التي ت تكزيع اإلستبيانات فييا ك استرجاعيا فقد امتدت مف فيفرم 2012 إلى غاية نكفمبر ترميز واعداد البيانات لمتحميل 3 قبؿ الشركع في تحميؿ البيانات قمنا بترقي ك إعادة ترميز اإلستبياف ك بعد ذلؾ ت إدخاؿ البيانات ك ذلؾ باستخدا الحز برنامج اإلحصائية لمعمك االجتماعية )20 )Spss ك الذم يتضمف األساليب اإلحصائية التي نحتاجيا في تحميؿ بيانات الد ارسة. أخذت بيانات الد ارسة مصفكفة نجد في صفكفيا مختمؼ البيانات المتعمقة ب مياجريف العائديف المذيف ت استجكابي. المطمب الثاني : متغي ارت و الد ارسة التعريف بالعينة 177

172 الفصل الرابع دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر 1 -متغي ارت الد ارسة لتحديد أى الخصائص المياجريف العائديف ت االعتماد عمى مجمكعة مف المتغي ارت شممت كؿ مف السف الجنس الحالة العائمية مكاف االزدياد ق ارر العكدة تاريخ اليجرة ق ارر العكدة الدائمة ق ارر العكدة المؤقت ق ارر عد الفصؿ في شكؿ العكدة التحكيالت المالية أما بالنسبة لممتغير التابع يتمثؿ في ق ارر اإلستثمار أك عد استثمار المياجر العائد. - التعريف بالعينة 2 - المتغير التابع استثمار المهاجر العائد: بالنسبة لممتغير محؿ الد ارسة قمنا بتكزيع عينة الد ارسة الى فئتيف حيث شممت الفئة االكلى جميع المياجريف العائديف ك الذيف استثمرك في البمد االصمي اما الفئة الثانية فشممت جميع األف ارد الذيف ل يستثمركا فكانت نتائج التكزيع عمى النحك المكضح في الجدكؿ التالي: 18% 82% جدول رقم )7-4( توزيع اف ارد العينة حسب اعزض بس اى هبجش اىعبئذ ع ال اى ج ىع استثمارهم في البمد االصمي اىزنشاساد المصدر من اعداد الطالب اى غجخ اى ئى خ نعم ال شنو سق )5-4( قشاس اإلعزض بس ف اىجيذ األصي قرار اإلستثمار 82,2 17,8 100,0 المصدر : من اعداد الطالب باإلعتماد عمى معطيات الجدول رقم 7-4 مف خالؿ الجدكؿ رق) 7-4 ( يتضح لنا اف عدد المياجريف العائديف الذيف ل يستثمركا يمثمكف اكبر نسبة % أما 82.2 في العينة المدركسة حيث بمغ عددى 139 فرد مف أصؿ 169 بنسبة مئكية قدرة ب النسبة المتبقية ك المقدرة ب % 17.8 تمثؿ المياجريف العائديف الذيف استثمركا حيف رجكعي إلى البمد 178